إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
في نهاية مقابلة أجرتها معه وكالة “أسوشيتدبرس” لمناسبة تقاعده من منصبه كـ”محافظ لأرشيفات الفاتيكان”، يشير الكاردينال سيرجيو باغانو بفخر إلى إحدى ممتلكات الأرشيف الثمينة، التي يحتفظ بها في خزانة خشبية بالقرب من مدخل مكتبه. هناك، خلف لوح زجاجي ومضاء بأضواء خاصة، توجد (الصورة أعلاه) ِالرسالة الأصلية التي تعود للعام 1530 الموجّهة من الأغلبية الساحقة َلمجلس اللوردات البريطاني التي تَحُثُّ “البابا كليمنت السابع” على منحِ الملك هنري الثامن فسخَ عقد زواج من زوجته “كاترين الأراغونية” حتى يتمكن من الزواج من “آن بولين”.
وكما هو معروف، رفض البابا الطلب بحجة أنه لا طلاق في الزواج الكاثوليكي، ومضى الملك وتزوج، وانفصل عن روما.
“يمكنك القول إننا هنا عند لحظة ولادة الكنيسة الأنغليكانية”، يقول باغانو وهو يحمل مؤشرًا ذا رأس خفيف لإظهار أختام الشمع الحمراء لبعض اللوردات الموقعين.
يسعد باغانو بالكشف عن كيفية بقاء الوثيقة: عندما استولى نابليون بونابرت على أرشيفات الفاتيكان في عام 1810 ونقلها إلى باريس، قام سَلُفُ باغانو كرئيسٍ للأرشيف بطيّ رسالة عام 1530 وأخفاها داخل دُرج سرّي في كرسي في غرفة انتظار الأرشيف.
يقول باغانو بفخر: “لم يعثر عليه الفرنسيون أبدًا”، مدركًا تمامًا أن الوظيفة الرئيسية لمسؤول الأرشيف هي الحفاظ على الأرشيف.
قضية غاليليو
وفي مقابلات على مدار عام مع الصحفي الإيطالي “ماسيمو فرانكو”، ستصدر اليوم في شكل كتاب بعنوان “السر” (Secretum) يتحدث الكاردينال باغانو بإسهاب عن كل شيء بدءًا من نهب نابليون للأرشيف في عام 1810 وحتى قضية العالم الشهير غاليليو.
لماذا لم يُنَدِّد “بيوس الثاني عشر” بالجرائم النازية ضد اليهود
دافع الفاتيكان منذ فترة طويلة عن “البابا بيوس” قائلا إنه استخدم الدبلوماسية الهادئة لإنقاذ الأرواح وأنه لم يتحدث علنا عن الجرائم النازية لأنه كان يخشى الانتقام، بما في ذلك من الفاتيكان نفسه.
لكن حافظ الأرشيف، الكاردينال باغانو”، لا يدافع عن”البابا الثاني عشر”، بل يتميّز بين رؤساء الفاتيكان باستعداده لانتقاد صمت “ّبيوس الثاني عشر”.
على وجه التحديد، يقول باغانو إنه لا يستطيع تَقَبّل إحجام “بيوس” عن إدانة الفظائع النازية علنًا حتى بعد انتهاء الحرب العالمبة الثانية.
“خلال الحرب، نعلم أن البابا اعتمد خيارًا واضحاً: فهو لم يكن قادرًا على التحدث، ولم يرغب في ذلك. ويضيف باغانو: “كان مقتنعاً بأن مذبحة أسوأ كانت ستحدث”.
“بعد الحرب، كنت أتوقع منه كلمة تعبّر عن أبعدَ من ذلك، كلمة تليق بكل أولئك البشر الذين ساروا بأقدامهم إلى “غرف الغاز”.
ويعزو باغانو صمت “بيوس” الذي استمرّ بعد الحرب إلى مخاوفه بشأن إنشاء دولة يهودية.
وكان للفاتيكان تقليد طويل في دعم الشعب الفلسطيني وكان قلقًا بشأن مصير المواقع الدينية المسيحية في الأرض المقدسة إذا تم تسليم تلك الأراضي إلى دولة إسرائيل التي أٌنشئت حديثًا.
وقال باغانو إن أي كلمة من “بيوس” عن “المحرقة” حتى بعد الحرب “كان من الممكن قراءتها من الناحية السياسية على أنها دعم لتأسيس الدولة الجديدة”.
لقراءة تقرير “اسوشيتدس برس” كاملاً بالإنكليزية، إضغط هنا:
The keeper of the Vatican’s secrets is retiring. Here’s what he wants you to know