رجحت معلومات من لبنان ان يعم الفراغ في مؤسسات الدولة اللبنانية كافة بعد ان أطلق البطريرك بشارة الراعي سهامه على مشروع التمديد للمجلس النيابي واضعا القوى المسيحية كافة في زاوية يجدون انفسهم فيها مضطرين للتصعيد والمطالبة باجراء انتخابات نيابية، او رئاسية تسبق التميد للمجلس النيابي الحالي.
المعلومات أشارت الى ان الراعي كان “قال لغة واحدة مع الرئيس سعد الحريري”، حسب قوله، حين التقاه الاخير في روما، حيث طلب الحريري من الراعي، عدم التهجم على مشروع التمديد، من دون ان يطلب منه مباركته، بعد ان استفاض في شرح الاسباب التي تملي عليه وكتلته النيابية السير في هذا المشروع، خصوصا ان الاجواء الحالية لا تسمح باجراء انتخابات نيابية. وفي حال انتهاء صلاحية المجلس النيابي في 20 تشرين الثاني نوفمبر المقبل، يعم الفراغ جميع مؤسسات الدولة، من رئاسة الجمهورية الى المجلس النيابي، الى الحكومة الحالية التي تعتبر بحكم “المستقيلة”، ولا تستطيع العمل في ظل مجلس نيابي منتهية صلاحيته، وهذا يعني تعميم الخراب على جميع مؤسسات الدولة، وتاليا فإن التمديد اهون الشرور.
البطريرك الراعي، الذي يصر على انتخاب رئيس للجمهورية، سأل الرئيس الحريري، عن انتخابات الرئاسة الاولى، ولماذا يستمر تيار المستقبل في دعم ترشيح احد اركان قوى ثورة الارز، الدكتور سمير جعجع! حينها بادره الحريري بالقول، “هل انت تدعم وصول الجنرال عون الى بعبدا”؟، فارتبك الراعي، ونفى ان يكون يدعم وصول اي مرشح على حساب الآخر، فبادره الرئيس الحريري قائلا: “إذاً غبطة البطريرك، أعطنا إسما توافقيا لنعمل على إنتخابه يكون خارج دائرة الاصطفافات المعروفة، ونحن سنتوجه فورا الى المجلس النيابي”.
المعلومات تشير الى ان الراعي وعلى جري عادته بأن يجترح “لكل مقام مقال”، وافق الحريري على مشروع التمديد للمجلس النيابي، إلا أنه وفور عودته الى لبنان، لم ينتظر وصوله الى مقره، فبادر في مطار رفيق الحريري الدولي الى التنديد بمشروع التمديد للمجلس النيابي مصعّدا لجهته في انتقاد العملية كلها.
مواقف الراعي المستجدة وعالية النبرة من مشروع التمديد، شكلت غطاءا للجنرال عون الذي اندفعت كتلته النيابية في اجتراح حلول تنطلق من مزايدات شعبوية مسيحية في رفض التمديد، للتسبب باحراج سائر القوى المسيحية سواء في قوى 14 آذار او من المستقلين، ما اعاد المشروع الى مربعه الاول. خصوصا ان حزب القوات وسائر مسيحيي قوى 14 آذار كان اعلنوا عن مشاركتهم في جلسة التمديد لتأمين النصاب من دون ان يصوتوا على المشروع، في حين ان كتلة العاد عون سوف تصوت ضد التمديد.
معلومات تشير الى ان الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل، سوف يتراجعان عن طرح مشروع التمديد للمجلس النيابي، في ضوء ما يشبه الاجماع المسيحي على رفضه، مما يضع ميثاقية المشروع على المحك، في ظل رفض المكون المسيحي له. وتاليا ليس هناك ما يدفع الحريري الى “أخذ مشروع التمديد بصدره”، منفردا، ايضا في ضوء المواقف المعلنة للثنائي الشيعي، “حركة امل” و”حزب الله”، الرافضة للتمديد، مع انه حاجة ملحة لهما. ولتتحمل جميع الاطراف اللبنانية مسؤولياتها تجاع تعميم الفراغ في مؤسسات الدولة، وان تعاطي الحريري مع هذه المؤسسات من منطلق “أم الصبي”، سوف يحمله وزرا شعبيا ينوء في حمله منفردا.
تزامناً، اعلن تيار المستقبل انه لن يشارك في الانتخابات النيابية في حال حصولها لا ترشيحا ولا اقتراعا، وهذا ايضا يضع العملية الانتخابية، إذا أقرت، خارج إطار الميثاقية، لان مكونا رئيسيا في البلاد لن يشارك فيها.
المعلومات تشير الى ان التأزيم سوف يأخذ مجراه ويتصاعد اكثر فأكثر في الايام المقبلة قبل ان يتم التوصل الى مخرج بإقرار التمديد بموافقة جميع الكتل النيابية، حيث يتم بحث مخرج يتزامن فيه التمديد مع انتخاب رئيس للجمهورية في اقل اعتبار.