باريس–
هل صحيح ان الزيارة المفاجئة في توقيتها لكل من رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع والنائب سامي الجميل الى المملكة العربية السعودية جاءت بطلب من السلطات في المملكة لاستمزاج رأي القياديين المسيحيين في امكان موافقتهما على إنتخاب الجنرال ميشال عون رئيسا للجمهورية.
وتفيد معلومات ان الرئيس سعد الحريري اصبح قاب قوسين او ادنى من الموافقة على وصول عون الى رئاسة الجمهورية وانه طلب من السعوديين إقناع حليفيه جعجع والجميل بضرورة الموافقة معه على هذا الامر.
هل يقدر على “ضبضبة” سلاح الحزب؟
واشارت معلومات ان الحريري يعتبر ان عون في الرئاسة افضل من الفراغ وان موافقة الحريري على ترشيح عون تكشف حقيقة مواقف حزب الله، وسائر قوى 8 آذار من الترشيح، فاذا اعترض الحزب فان هذا يخلق مشكلا بينه وبين الجنرال، واذا وافق فان عون سيكون على خلاف مع حزب الله بشأن سلاحه، نظرا لطبيعة عون الصدامية.
وأضافت ان عون تعهد للحريري بضبضبة سلاح الحزب في الداخل اللبناني وان السلاح لمقاتلة اسرائيل والموجود في سوريا اصبح خارج نطاق التداول اللبناني وهو مرهون بحل اقليمي، وتاليا لا طائل من البحث في سحبه.
وأشارت الى انه بالنسبة للرئيس الحريري فان عون في السلطة مع “ضبضبة” السلاح المتفلت في الداخل، من “سرايا مقاومة” وزعران شوارع وعصابات خطف يحقق نموا اقتصاديا، وهذا ما تحتاجه البلاد في المرحلة الحالية!
جعجع: لا مجال للتفاهم مع عون
مصادر في حزب القوات اللبنانية قالت إن المسؤولين في المملكة يعتبرون انه لا حل لمعضلة الانتخابات الرئاسية في المرحلة الرهنة او في الافق المنظور، وان المسؤولين السعوديين ابلغوا جعجع ان اتفاقا مسيحيا يسمح بإيصال رئيس الى بعبدا حكما، وان الحكيم رد قائلا: “سعينا ما في وسعنا، لكننا لم نوفق في التوصل الى اي حل مع الجنرال عون الذي يصر على مبدأ “انا او لا احد”، وان حزب الله المستفيد من تعنت الجنرال يتلطى بموافقه ليطيل امد الفراغ الرئاسي في البلاد في انتظار تبلور الوضع في الاقليم وتلبية لرغبات ايرانية واضحة.
وأضافت المصادر القواتية انه، ما خلا الوضع الرئاسي، فإن وجهات نظر الطرفين كانت متطابقة بشأن قراءة الاوضاع الاقليمية وخصوصا ما يتصل بالوضع في سوريا وان لا حل للازمة السورية إلا برحيل بشار الاسد.
وفي سياق متصل أشارت مصادر القوات الى ان جعجع التقى الرئيس الحريري مطولا وبحث معه سائر الملفات اللبنانية من التمديد الى الوضع الرئاسي وصولا الى آداء الحكومة بشكل عام ووزراء قوى 14 آذار، وان مقاربة الملفات اللبنانية كانت متشابهة الى حد التطابق، حسب ما ذمرت المصادر.