ولد “محمد حيدر الزمار” في مدينة حماه السورية. غادر مع عائلته إلى ألمانيا وهو طفل، ليصبح مواطناً ألمانياً. وفي نهاية التسعينات بدأ ينشط في ألمانيا ويرسل شباباً مسلمين متحمّسين للقتال في أفغانستان. وفي 1996 سافر الزمار إلى أفغانستان بدعوة شخصية من “بن لادن”،
حكم القضاء السوري على الزمار بالسجن 12 عاماً بتهمة الإنتماء لجماعة الإخوان المسلمين، وتنقل بين “فرع فلسطين”، وسجن صيدنايا حيث أدى دوراً مهماً في التمرّد الذي وقع في السجن. ثم نُقل لسجن حلب، ليطلق سراحه بعد صفقة بين النظام وبين “حركة أحرار الشام”، التي يُرجّح أن يكون تعرّف على الكثير من قياديها أثناء إقامته في سجن صيدنايا.
*
الزمّار: شهادة عنه من سجن صيدنايا
اول معرفتي بمحمد حيدر الزمار كانت في سجن صيدنايا كنا في احد الاجنحة في الطابق الثالث من السجن، وكنا محرومين من الخروج للتنفّس. يومها قام السفير الالماني بدمشق بزيارة محمد حيدر الزمار في سجن صيدنايا وطلب من مدير السجن العقيد علي خيربك ان يسمح للزمار بالتنفّس لكن الزمار كما قيل لنا رفض التنفس وحده وطالب به لكل الجناح، وهكذا كان، رأينا الثلج لأول مرة في شهر شباط من تلك السنة في ساحة التنفس وقام الزمار بتوزيع الفستق على السجناء.
سمعت بالزمار للمرة الثانية من احد الاصدقاء في السجن الذي اخبرني عن مشكلة انعقدت بين الزمار والمرحوم الصديق نزار رستناوي، “ابو محمد”. فقد كانا في نفس المهجع، وجرى نقاش بين الاثنين فقام نزار بضرب الزمار على فمه فأدماه، الامر الذي كان من اسباب انتقال نزار من الجناح الى جناح آخر بعيدا عن الاسلاميين المتشددين.
كان من اهم اعمال الزمار وغيره من القيادات الجلوس مع المعتقلين غير الاسلاميين واقناعهم بالصلاة والصيام ومن ثم فتح ابواب اخرى تتعلق بالجهاد واقناعهم بافكار “القاعدة” او “السلفية الجهادية”، ولقد كان تأثيره على بعض المعتقلين الجانعيين الذين لا علاقة لهم بالاسلام لا من قريب ولا من بعيد…
في “الاستعصاء الثالث”، وكنت قادما من المسدس الى الجناح الذي انتقلنا اليه في اليوم الاول من الاستعصاء، وجدت الزمار يريد الخروج من الجناح. فاستوقفني بعد ان القيت عليه السلام وقال لي “هل ترى مافعله النظام المجرم ؟” ومما قاله على ما اذكر انه اسلامي ولا يريد شيئت لكن النظام يحاربه في دينه ومعتقده، وقال انه ليس ضد اي طائفة بل هو ضد النظام….
كان الزمّار في صيدنايا مقّرباً من الفلسطينيين المتشددين من جماعة “القاعدة”، ابراهيم الشعفاطي وانس ابو مالك ومحمد ناصر الناصر ابو ناصر وهو المرجعية الفكرية لجبهة النصرة وابن عم الجولاني وهو العقل المفكر ويدير عمليات عشيرة الناصر من دروشة .
بعد عودة اللجنة التي انتخبها السجناء من الحوار مع النظام، القى الزمّار خطبة استنكر فيها ما قامت به اللجنة وقال “كل من يخرج كافر”!
ورد اسم حيدر الزمار في فيلم حول خلية هامبورغ، ومما علمته عن الرجل انه سجن لخمسة سنوات في منفردة في “فرع فلسطين”، وان المخابرات الالمانية هي من سلمته للمخابرات السورية قبل سنوات عديدة. واخيرا، قبل ايام، نشر على وسائط
الاتصال الاجتماعي الفيسبوك انه تم اطلاق سراح محمد حيدر الزمار من سجن حلب مع عدد من المعتقلين الاسلاميين مقابل صفقة تم مقابلها الافراج عن خمسة ضباط من الجيش السوري….
علي موسى
معتقل سابق في صيدنايا
محمد حيدر الزمّار: شهادة عنه من سجن صيدناياسقوط مملكة الأسد 03.04.2014 د. خالص جلبي الاتحاد الاربعاء 2/4/2014 إنه عنوان كتاب المؤلف الأميركي David .W.Lesch)) الذي يعرف البلاط الأسدي من الداخل، وله علاقات جيدة برؤوس النظام في دمشق، ويتنبأ بشر عاقبة لهم. وهو يعتبر في مقدمة الكتاب أن عصر دولة المخابرات الأسدية انتهى، كما ينقل عن الأسد قوله: “إن ما حدث في مصر وتونس طبيعي أما عندنا فلن يحدث شيء”، مما يدل على أنه يعتبر نفسه محصناً ضد قوانين التاريخ، وهي الجملة نفسها التي كررها شاوسيسكو حين كان في زيارة لملالي طهران قبل مصرعه بأربعة أيام، حين سئل عن العاصفة التي… قراءة المزيد ..