هل البابا فرنسوا “في خطر” لأنه “يزعج المافيات”، كما صرّح أمس الأربعاء المدعي العام لمنطقة “كالابر” الإيطالية، نيقولا غراتيري؟ وهل يمكن أن يتعرّض “بابا الفقراء” لمحاولة إغتيال لأنه “يعترض” عمليات “تببيض الأموال” تتمّ بتواطؤ بعض مسؤولي الكنيسة؟
التحذير المثير كان سبقه، في مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي إعلان ”مثير” آخر عن قيام
بنك الفاتيكان بإقفال حسابات البعثات الديبلوماسية لأربع دول هي سوريا وإيران والعراق وإندونيسيا. أما السبب فهو أن سلطات الفاتيكان المالية لاحظت سحوبات نقدية “غير مبرّرة” تصل أحياناً إلى نصف مليون أورو دفعة واحدة، الأمر الذي يمكن أن يشير إلى عمليات “[تبييض أموال”.
بـ”تبييض أموال”: بنك الفاتيكان أقفل حسابات سوريا وإيران والعراق->http://www.shaffaf.net/spip.php?page=article&id_article=23337&lang=ar
]”.
أولاً، حسابات ”مشبوهة” لثلاث من دول ”محور الشر الإيراني-السوري”، إثنان منها يخضعان لـ”عقوبات دولية”، ثم الإعلان عن تهديدات باغتيال البابا من جانب المافيات الإيطالية! هل من علاقة بين الخبرين المثيرين؟
تساؤلات حول “الكنائس الشرقية”
تفيد معلومات خاصة بـ”الشفّاف” أن التحقيقات بقضايا ”تبييض الأموال” يمكن ألا تقتصر على مؤسسات الكنيسة الكاثوليكية في أوروبا. خصوصاً أن الكنيسة الكاثوليكية هي كنيسة ”مسكونية”، أي ”عالمية”!
وحسب معلومات خاصة، تطرح دوائر كاثوليكية، ولكن ايضاً أجهزة حكومية أوروبية متخصصة بمكافحة التبييض، أسئلة حول إمكانية أن تكون بعض مؤسسات الكنيسة الكاثوليكية في الشرق الأوسط “مُختَرَقة” من جماعات “تبييض الأموال” المختلفة، بما فيها المافيات الروسية والأوروبية الشرقية!
وهذا مع الإشارة إلى أن الطابع “الخاص” و”الخيري” و”التعليمي” لنشاطات الكنيسة يمكن أن يشكّل غطاء مثالياً لتحريك أموال ضخمة بغرض تبييضها. ومع الإشارة، أيضاً، إلى أن ”العولمة” تشمل ”المافيات” أيضاً، وتفتح قنوات بين مافيات إيطاليا ومافيات العالم الأخرى.
البابا في خطر!
الجديد في الموضوع هو ما
أدلى به المدعي العام لمنطقة “كالابريا” الإيطالية، نيقولا غراتيري، أمس الأربعاء في تصريح لجريدة “إل فاتو”: “البابا فرنسوا يزعج المافيات. وإذا امتلك “عرّابو” المافيات القدرة اللازمة فسيسعون لوضع حد لما يقوم به. إن البابا في خطر!”
ويُعتبر نيقولا غراتيري أحد أشهر قضاة مكافحة المافيا، وهو يتخصّص بالـ”ندراغيتا”، اي المافيا الكالابرية، التي تُعتَبَر الآن أقوى المافيات الإيطالية، ويعيش منذ العام ١٩٨٩ تحت حراسة بوليسية ٢٤ ساعة في اليوم. وحيث أنه نادراً ما يدلي بأحاديث صحفية، فإن تحذيره من أن حياة البابا فرنسيس معرّضة للخطر يثير القلق.
ويقول المدعي العام نيقولا غراتيري في مقابلته أن سياسة الشفافية التي فرضها البابا الجديد على بنك الفاتيكان هي التي تثير غضب ”عرّابي” المافيات. ”يسعى فرنسوا لتنظيف المؤسسات المالية للفاتيكان. وهذا ما يثير قلق أعضاء المافيات الذين يقومون بتبييض أموال “الجريمة المنظّمة” بفضل التواطؤات داخل الكنيسة.”
ويضيف: “لا أعرف إذا كان ”عرّابو” المافيات يملكون القدرة على القيام بعملٍ ما ضد البابا، ولكنني أعلم بأنهم يفكّرون بالموضوع. إن الخطر حقيقي”.
ومن المؤكد أن هذا التحذير سيثير قلق أجهزة أمن الفاتيكان، لأن البابات فرنسوا الذي يرغب في التعاطي المباشر مع رعيّته، كما يجدر بـ”أسقف روما”، وهو لقب البابا الرسمي، قد أطاح بكل الإجراءات الأمنية التي تحمي شخصه. وهو يختلط كل يوم أربعاء بمئات الحجاج، مما يعني أن ساحة القديس بطرس باتت الآن أكثر خطراً مما كانت حينما تعرّض البابا البولوني لمحاولة إغتيال على يد التركي “علي أغسا” في ١٣ أيار/مايو ١٩٨١.
قَتَلة المافيا يعلّقون صور العذراء والملاك ميخائيل!
وعلاوة على حملته ضد ”تبييض الأموال”، فقد دعا البابا فرنسوا أعضاء المافيا إلى التوبة. وبذلك، فإنه تعرّض للعلاقة المبهمة بين أعضاء المافيا ومسؤولي الكنيسة، أي للعلاقة بين المافيا والدين.
ويقول القاضي نيقولا غراتيري: ”في كل مخابئ مافيا ”ندرانغيتا” وجدت صوراً لـ”عذراء بولسي” أو للملاك ميخائيل. إن طقوس الإنتماء للمافيا تتضمن إيحاءات دينية، كما أن ”جنود المافيا”، أي ”القَتَلة”، يصلّون قبل ارتكاب جرائم القتل”! إن مافيا ”ندرانغيتا” والدين يسيران يداً بيد”!
إقرأ أيضاً:
[فرنسيس يستقبل “القيصر” بوتين، وكاردينال “حلف الأقليات والإستبداد” على المحك!
->http://www.shaffaf.net/spip.php?page=article&id_article=23616&lang=ar
]