بعض دعاة الإسلام السياسي، في الكويت او في غيرها، “يؤيدون” الثورة السورية من زاوية “أجنداتهم” الطائفية الخاصة. وقد أحسنت حكومة الكويت، وهي حكومة كل الكويتيين سنّة وشيعة، بحظر مثل هذه البرامج الطائفية البغيضة التي لا تفيد، في نهاية المطاف، سوى في تأجيج الأحقاد الطائفية في مجتمعاتها وليس في سوريا البعيدة.
مع يقف مع الثورة السورية، يقف مع شعب سوريا بكل طوائفه وجماعاته. المحرضون على العنف الطائفي هم، من حيث يدرون أو لا يدرون، محرّضون على تمزيق المجتمعات العربية وإقحامها في حروب أهلية.
*
حظرت السلطات الكويتية أول أمس الاثنين بث برنامج يقدمه الداعية الشيخ شافي العجمي على التلفزيون الحكومي، ويدعو فيه إلى تسليح المعارضة السورية وقتال عناصر حزب الله اللبناني الذين يقاتلون بجانب نظام الرئيس بشار الأسد.
واتهمت السلطات العجمي باعتماد الخطاب الطائفي، وبث الكراهية في البلد الذي يحتضن أقلية شيعية، ويتخذ موقفا شبه متوازن من الصراع الدائر في سوريا.
وقال وزير الإعلام الكويتي الشيخ سلمان الحمود الصباح إن السلطات ستحقق في السماح ببث برنامج “على خطاك” الذي ظهر فيه العجمي على التلفزيون الحكومي يحث عل تسليح المعارضة السورية. وقد أوقف البرنامج أول أمس الاثنين بعد بث حلقته الأولى.
قتل وتعذيب
وكان العجمي قد حث خلال البرنامج أنصاره ومؤيديه على قتل وتعذيب عناصر حزب الله المنخرطين في الصراع السوري.
وأبلغ الصباح الصحافة المحلية بأن وزارة الإعلام لا تسمح ببث أي خطاب تحريضي أو يشجع على الكراهية، وأكد مكتبه هذه التصريحات لرويترز اليوم الأربعاء.
ويتابع العجمي ربع مليون شخص على موقع تويتر، كما تبث خطبه على نطاق واسع في موقع اليوتيوب.
وكان مجلس الأمة الكويتي (البرلمان) قد أدان في يونيو/حزيران الماضي خطبة ألقاها العجمي أمام السفارة اللبنانية بالكويت، قائلا إنها تثير التشدد وتؤجج التوتر الطائفي في البلاد.
يشار إلى أن الصراع في سوريا أدى إلى مزيد من الانقسام في الشرق الأوسط، فبينما تقف إيران وحليفها حزب الله اللبناني بجانب نظام بشار الأسد، تدعم دول مثل قطر وتركيا والسعودية المعارضة المسلحة.
وقد أدانت الكويت العنف في سوريا وقدمت مساعدات للاجئين دون أن تدعو إلى تسليح المعارضة خلافا لبعض دول الخليج. لكن بعض المواطنين الكويتيين نفذوا حملات لتسليح المقاتلين ضد الأسد.
المصدر:رويترز