أثار خطف الطيار التركي ومعاونه على طريق مطار رفيق الحريري الدولي بتوقيته استغراب الاوساط السياسية اللبنانية، خصوصا ان الخاطفين بما ظهر لديهم من قدرات عملانية، كان في استطاعتهم تنفيذ اي عملية خطف في اي وقت، فضلا عن ان الطيران التركي لم يفارق الاجواء اللبنانية ولا الزوار الاتراك.
معلومات أشارت الى ان الخاطفين تحركوا بأوامر سورية وليس بناء على طلب من حزب الله، وإن كانت الماكينة العسكرية لحزب الله هي التي أمنت التسهيلات اللوجيستية للخاطفين للقيام يمهمتهم.
وتضيف المعلومات ان تقدم الجيش السوري الحر والثوار على الجبهة الجديدة في ريفت اللاذقية وصولا الى ساحلها وعلى بعد 20 كيلومترا عن بلدة القرداحة مسقط رأس الرئيس السوري بشار الاسد، شكل ضربة معنوية إيجابية للثوار وسلبية للغاية للنظام السوري، الذي لم يكن يحسب حسابا لفتح جبهة جديدة في عمق “دويلته العلوية” المرتقبة.
وتضيف المعلومات ان تقدم الثوار على جبهة اللاذقية من شأنه ان يتسبب بتقويض حلم الدويلة العلوية من جهة، ومن جهة ثانية، قطع أي طريق للتواصل بين العلويين في “الدويلة” المزعومة، وأقرانهم الذين يتواجدون في لواء الاسكندرون.
وتشير الى انه وفي حال آلت الامور في سوريا الى إنشار دويلات ، فإن الدويلة العلوية سوف تكوت متصلة بلواء الاسكندرون، وتاليا ستسبب مصدر قلالقل واضطرابات للدولة التركية. ولذلك حمـّل النظام السوري تركيا مسؤولية دعم الثوار ودفعهم في اتجاه السيطرة على منطقة اللاذقية وجبالها، من اجل تشكيل منطقة عازلة بين العلويين في سوريا وفي لواء الاسكندرون.
وتضيف المعلومات ان عملية خطف الطيار التركي لا علاقة لها بمخطوفي إعزاز ولا بـ”مراجل” المدعوة “حياة العوالي”، بل هي رسالة سورية الى الجانب التركي، ومفادها ان مصالح تركيا في لبنان وربما في اي مكان آخر هي مهددة في حال استمر الدعم التركي للثوار في جبهة اللاذقية.
وفي سياق متصل أشارت مصادر سياسية في بيروت الى ان حزب الله والنظام السوري لا يريدان حل مسالة مخطوفي إعزاز، بل يهدفان إلى الزج بأهالي المخطوفين على الطرقات وفي واجهة التعرض للمصالح التركية كلما دعت حاجة النظام السوري الى ذلك.
وتضيف المصادر السياسية ان حزب الله الذي خسر مئات القتلى على الجبهات في سوريا، يستطيع ان “يمون” على النظام السوري من اجل إطلاق سراح بضع عشرات من “النسوة”، وليس من ضباط الجيش الحر المنشقين او سواهم، من اجل حل مسالة مخطوفي إعزاز! إلا أنه يبدو ان المدعوة “حياة عوالي” والشيخ المستتر “زغيب”، بدل ان يتوجها الى امين عام حزب الله حسن نصرالله لحل مسالة استمرار حجز اقاربهم في سوريا، يفضلان العراضات على الطرقات وتهديد مصالح لبنان وعلاقاته الدولية للخطر.
وتشير المعلومات الى ان مفتاح حل قضية المخطوفين اللبنانيين في إعزاز في يد نصرالله والرئيس السوري بشار الاسد، وليس في يد الدولة التركية، وتاليا على اهالي المخطوفين الاعتصام امام مقرات الحزب الالهي وسفارة علي عبد الكريم علي، ووزارة عدنان منصور، بدل الاستعراض التافه على الطرقات.