في ردٍّ غير مباشر على اتهامات حزب الاتحاد الديمقراطي PYD للحكومة التركية بدعم دولة العراق والشام الإسلامية وجبهة النصرة في المواجهات التي تشهدها منطقة تل أبيض السورية, نفى وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو في حديث له مع صحيفة “راديكال” التركية نشر اليوم الخميس 25 يوليو / تموز على المزاعم الرائجة حول تقديم تركيا الدعم اللوجستي للجماعات الإسلامية المتطرفة في سوريا قائلاً أن “الجماعات المتطرفة في سوريا خانت الثورة المحقة للسوريين وأضرَّت بها”, مُبدياً استعداد تركيا لجمع الأطراف السورية المسلحة كلها تحت مظلة واحدة.
وقال داوود أوغلو في معرض مقارنة التعامل التركي مع الكرد بتعامل دول أخرى في المنطقة معهم “أن ما يصح قوله عن بلدان أخرى في الشرق الأوسط لا ينطبق على تركيا. إذ أسست تركيا للمواطنة المتساوية, وهذا غير موجود في سوريا, كما أن لا كردياً وصل إلى السلطة في بغداد”. وهو – لا شك – يتحدث عن حقبة سابقة, إذ أن الكرد يتقاسمون مع الأحزاب العراقية الشيعية السلطة المركزية في بغداد, ويترأس جمهورية العراق الشخصية الكردية جلال الطالباني.
ويمضي الوزير التركي في استعراض الاختلاف التركي عن سياقات المنطقة فيما يتعلق بالرؤية إلى الكرد قائلاً: “يوجد في تركيا مفهوم المواطنة وتجربة ديمقراطية بعكس دول الجوار وخاصة سوريا, إذ أن الوضع فيها لم يسمح للكرد بنيل حقوقهم, وكانوا ضحايا طيلة عقود”. مؤكداً أن تركيا لن تتخذ أي موقف ضد تطلعات الكرد السوريين ونيلهم لحقوقهم القومية في سوريا. وتأكيدات داوود أوغلو هذه تبعث على الطمأنينة كردياً وسورياً في ظل التصريحات والأخبار الأخيرة في الإعلام عن قرب تدخل عسكري تركي في المناطق السورية الشمالية لكبح جماح حزب الاتحاد الديمقراطي ومنعه من إقامة إدارة خاصة لتلكم المناطق.
3 انتظارات تركية من كورد سوريا..
إلا أن داوود أوغلو يوضح بشكل غيرمباشر أيضاً أنه ليس جمعية خيرية أو إغاثية, بل وزير خارجية دولة مؤثرة في المنطقة, لهذا فإنه يسلسل 3 أمور أساسية ينبغي على كرد سوريا الالتزام بها مقابل غض تركيا النظر عن نهوضهم السياسي والعسكري الأخير, وهذه الأمور التي تعتبر انتظارات تركية من كرد سوريا بحسب حديث الوزير التركي لصحيفة راديكال هي:
” أولا – عدم التعاون مع النظام لأن ذلك يتسبب بصراع كردي – عربي, وعليهم عدم إتاحة المجال للنظام لاستخدامهم, وعليهم شغل مواقعهم داخل المعارضة السورية بشكل لا يدعون فيه مجالاً للشك.
ثانيا – عدم التأسيس لأي وضعية في شمال سوريا كأمر واقع دون الرجوع إلى المكونات الأخرى العرقية أو الطائفية. ولا ينبع قلقنا في هذه النقطة من خوفنا من تأسيس الكرد أو غيرهم من المكونات السورية لوضعٍ ما, ولكن لأن قيام الكرد بهكذا تأسيس سيؤدي بالآخرين إلى تأسيس مشابه وهذا سيحول دون وقف الحرب بينها حين تندلع.
ثالثاً – عدم إتيانهم بأفعال تؤدي إلى الإضرار بالأمن القومي التركي وأمن الحدود التركية مع سوريا. وهذه نقطة مبدأ لا تنطبق على حزب “ب ي د” وحده فقط, بل تسري على الجميع السوري, وستتخذ تركيا في هذه الحالة تدابيرها ضده”.
3 خطوط حمر..
ويرتب الوزير أحمد داوود أوغلو أيضاً الخطوط الحمر التي تتقيد بها حكومته فيما يتعلق بالشأن السوري. إذ يبين أن الخط الأحمر الأول بالنسبة إلى تركيا هو أنها لن تعتمد سياسية تمييزية في شؤون المساعدات الإنسانية المقدمة للسوريين, ولن تحرم فريقاً من هذه المساعدات, فهي للجميع السوري كرداً وعرباً وتركماناً, وأن تركيا مستعدة لدعم أي مكوّن سوري. أما الخط الأحمر الثاني لديه فهو أمن الحدود التركية. ويوضح في هذا المقام أن تركيا ستتخذ تدابيرها ضد أي جهة تهدد أمن حدودها, وأنها لن تتساهل في ذلك. بينما يشكل تشرذم المعارضة السورية خطاً أحمر ثالثاً لدى الوزير داوود أوغلو. إذ يعرب عن استعداد حكومته لجمع الكل السوري المعارض تحت مظلة واحدة جامعة, وأنهم ضد بقاء الكرد خارج المعارضة السورية, متمنياً انضمام كرد سوريا إلى المعارضة السورية وشغل مواقعهم فيها, ملخصاً الموقف من الكرد بتعبير “نحن ضد إقصاء الكرد”.
رسالة داوود أوغلو لحزب “ب ي د”..
يحذر الوزير داوود أوغلو حزب الاتحاد الديمقراطي من الانجرار إلى مخططات نظام بشار الأسد, ويقول أن إعلان الحزب لحكم ذاتي في المنطقة, سيؤدي إلى حرب أخرى بين حزب “ب ي د” والجماعات السورية الأخرى, متمنياً عدم انجرار الكرد من خلال “حزب الاتحاد الديمقراطي”، “ب ي د”، إلى مخططات النظام في خلق حرب أخرى بين المكونات عجز النظام نفسه عن خلقها, مشيراً إلى لقائين جريا خلال الشهرين الأخيرين بين تركيا وحزب الاتحاد الديمقراطي, كانا باتجاه تشجيع الحزب على الانخراط في إطار المعارضة السورية وتعزيز هذا التوجه.