الأمانة العامة
قوى الرابع عشر من آذار
24 حزيران 2013
عقدت الأمانة العامة لقوى 14 آذار اجتماعاً استثنائياً وموسعاً في مدينة زحلة، تحت عنوان: “العيش الواحد في البقاع مسؤولية وطنية مشتركة”. وقد شارك في الاجتماع، بالإضافة إلى أعضاء الأمانة العامة، 120 شخصية نيابية وسياسية واجتماعية ونقابية وإعلامية، إلى ممثلين عن هيئات المجتمع الأهلي والمدني، بمن فيهم رؤساء بلديات ومخاتير وناشطون في الجمعيات الأهلية غير الحكومية.
استهلّ المجتمعون اجتماعهم بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الجيش اللبناني والمدنيين الذين سقطوا في أحداث صيدا، وأكّدوا دعمهم المطلق للجيش في بسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية دون استثناء، وأن يصار إلى إلغاء كل المظاهر المسلحة وتسليم جميع المطلوبين إلى السلطات القضائية المختصة. وخلص المجتمعون إلى إصدار النداء التالي:
أيها اللبنانيون، ويا أهل البقاع الأبيّ بخاصة.
– لقد حافظ البقاعيون على العيش المشترك، بل العيش الواحد، في أحلك ظروف الحرب، وكانوا وما زالوا الركن المتين – الشعبي والأخلاقي والسياسي والوطني لاستقلال لبنان.
– كان البقاع ولا زال ، رغم أنه – في كل مراحل الاستقلال – تحمّل غُرْم السياسات والإدارات المتعاقبة، ولم يَنَلْ شيئاً من حقوق الانتماء إلى الوطن والدولة، لا سيما على صعيدي التنمية والأمن.
– وفي العقود الأخيرة، وهي عقود الوصاية السورية، عانت هذه المنطقة اكثر من غيرها، قمعاً ومصادرةً للحريات وخنقاً للأنفاس، فيما كانت أوضاعها الاجتماعية والأمنية تتردّى يوماً بعد يوم.
– منذ سنتين، ومع انتفاضة الشعب السوري ضد نظامه الاستبدادي، زادت معاناة أهلنا في البقاع. وها هم يدفعون أثماناً باهظة جراء الحرب الدائرة في سوريا على غير صعيد:
1- يدفعون أولاً ثمن انتهاك السيادة اللبنانية من الجانب السوري، على طول الحدود الشرقية وفي بعلبك المدينة والهرمل، خصوصاً في ظل محاولات تحويل عرسال إلى رهينة.
2- يدفعون ثانياً ثمن استقبالهم العدد الأكبر من النازحين السوريين إلى لبنان.
3- ويدفعون ثالثاً ثمن الفلتان الأمني، المدبّر وغير المدبّر، بحيث اصبحت منطقتهم توصف بالسائبة.
4- وها هم أخيراً على وشك أن يدفعوا ثمن فتنة مذهبية تطلُّ برأسها وتهدّد عيشهم الواحد ومستقبل أبنائهم، فضلاً عن كل ما تحمله من خراب عميم.
أيها اللبنانيون، ويا أهل البقاع الأبيّ!
– لقد اجتمعنا اليوم على أرض هذه المنطقة، وفي مدينة زحلة بالذات، ارض السلام، لنقول بصوت واحد:
إن مسؤولية الدفاع عن سيادة لبنان، وعن العيش المشترك الإسلامي – المسيحي والإسلامي – الإسلامي هي مسؤولية وطنية عامة، وليست اختصاصاً لطائفة أو تيار سياسي او منطقة بعينها… كُلُّنا معنيّون، ولا يحق لأحد التنصُّل من المسؤولية أو التفرُّج على ما يجري.
– نحن في زحلة اليوم لنعلن تضامن جميع اللبنانيين مع أهل البقاع، وأننا جميعاً شركاء في السرّاء والضراء، في المحنة والفَرَج.
– ومن زحلة نعلن:
أولاً- دعْمَنا مذكرة قوى 14 آذار إلى رئيس الجمهورية ببنودها الثلاثة:
أ- انسحاب قوات “حزب الله” الفوري من القتال في سوريا لأنه عمليّاً إنما بستدرج الفتنة إلى لبنان.
ب- قيام الجيش اللبناني بمهامه الأمنية كاملةً للحفاظ على دماء الناس واموالهم وممتلكاتهم وأمنهم وعيشهم المشترك ونشره على الحدود الشرقية والشمالية، بمؤازرة القوات الدولية، وفقاً للقرار الدولي 1701 بإمكانياته القصوى الممكنة.
ج- إجراء تحقيق جدّي وشفاف ببعض الأحداث التي حصلت في البقاع وذهب ضحيتها مواطنين ابرياء.
د- تشكيل حكومة قادرة على تحمُّل المسؤولية والمحافظة على المصلحة الوطنية العليا.
ثانياً- أن البقاع واحد بكل مكوّناته، يرفض العنف والفرز الطائفي والمذهبي، وهو متكافل متضامن في جميع الأحوال.
ثالثا- تشكيل هيئة متابعة منبثقة عن هذا اللقاء الوطني، تنسق مع الأمانة العامة لقوى 14 آذار، ومع جميع الجهات المعنية والمسؤولة، بما فيها وعلى رأسها الدولة، من أجل إنشاء “شبكة أمان” تتصل بكل مستويات الأزمة القائمة، سياسياً واجتماعياً وتنموياً وأمنياً، بما فيها ملف النزوح السوري بكل تداعياته.