ما ان انهى الرئيس فؤاد السنيورة كلمته من القصر الجمهوري في بعبدا في اعقاب تسليم الرئيس اللبناني ميشال سليمان مذكرة من قوى 14 آذار تطالب بانسحاب مسلحي حزب الله من سوريا حتى اشتعلت في صيدا، مسقط رأس الرئيس السنيورة، بين انصار الشيخ احمد الاسير وما يسمى بـ”سرايا المقاومة” التي تضم مسلحين من حزب الله ومن التنظيم الشعبي الناصري الذي يرأسه أسامة سعد، ومن حزب البعث السوري، إضافة الى مسلحين من حركة امل بزعامة نبيه بري رئيس المجلس النيابي اللبناني ينتشرون في حارة صيدا.
المعلومات أشارت الى ان الاسباب الفعلية للاشتباكات خلاف بين شخص من انصار “الاسير” وآخر مما يسمى “سرايا المقاومة” في محلة القياعة، وهو خلاف كان سبق اشتباكات صيدا بيوم. فقد تعرض مسلحون من انصار “سرايا المقاومة”، لاحد انصار الاسير، يقود سيارة تعود لشقيق الشيخ الاسير فحطموا السيارة في محلة القياعة، لتندلع إثر ذلك اشتباكات امتدت الى حارة صيدا ومحيط مسجد بلال بن رباح مقر الشيخ الاسير.
الاشتباكات امتدت بسرعة قياسية لأن الفريقين كانا تحضرا للاشتباك على خلفية الخلاف السابق. وتزامناً، بدأ سيل الشائعات عن تمكن انصار الشيخ الاسير من اقتحام شقق سكنية يستخدمها انصار حزب الله، في مقابل اقتحام عناصر الحزب فيلا المغني “فضل شاكر”، رفيق الشيخ الاسير، فضلا عن اعداد القتلى من الجانبين، لتستقر بورصة الضحايا على قتيل مدني واربعة جرحى في حين ان مسالة الاقتحام المتبادل للشقق بقيت غامضة.
المعلومات أشارت الى ان الاسباب غير المعلنة للاشتباك تتلخص في ان الشيخ احمد الاسير بلغ الذروة لجهة حشد الانصار والاتباع والمؤيدين خلال أكثر من عامين ولم يعد يستطيع استقطاب المزيد. فضلا عن ان الشيخ الاسير استطاع الحصول على كمية من السلاح، فاضت عليه، وأصبح في حاجة الى تصريف هذا الفائض في استطلاع حي” بالنار لاشتباك مع حزب الله يأتي تتويجا لهجماته المتكررة على الحزب سلوكا ومنهجا”.
في المقابل تشير المعلومات ان حزب الله، الذي لا يخفي انزعاجه من تيار المستقبل عموما، ومن الرئيس السنيورة بشكل خاص، اراد من الاشتباك توجيه رسائل عدة، اولها للرئيس السنيورة، وفيها اننا يمكن أن نحول دون عودتك الى مسقط رأسك. والثانية للشيخ الاسير حيث اشارت المعلومات الى ان الحزب لم يستخدم امس سوى نذر يسير من قوته النارية، وكان يزيد من قدراته النارية في الاشتباك تباعا للابقاء على حدود الاشتباكات تحت السيطرة.
المعلومات تشير الى ان ما قبل اشتباكات صيدا بالامس لن يكون مثل ما بعده، خصوصا ان صيدا تقع على خط الامداد الرئيسي لحزب الله بين الجنوب وضاحية بيروت الجنوبية، وما كشفه الشيخ الاسير من قدرة نارية امس سوف يحسب له حزب الله حسابا بعد الاشتباك إضافة الى القدرة اللوجستية لعناصر الاسير للتحرك في محيط مدينة صيدا وداخل الاحياء.