أولاً، يعتذر “الشفّاف” من قرائه، ومن عائلة الشهيد زهرمان خصوصاً، على نشر هذه الصور المؤلمة التي رفضنا نشرها في البداية. ولكن الحملة السياسية الموجّهة التي تحيط بقضية “عرسال” تفرض النشر من أجل التصدّي للتسريبات التي نعتقد أنها بعيدة عن الحقيقة. خصوصاً أن الصور التي ننشرها أدناه باتت متداولة على نطاق واسع على صفحات “الفايس بوك” وغيره.
الشفاف
*
ما زال الغموض يلف حادثة عرسال التي أدت الى سقوط قتلى وجرحى عرف من بينهم الرائد في الجيش اللبناني بيار بشعلاني، والرقيب ابراهيم زهرمان، إضافة الى المطلوب خالد الحميد، في حين لم يتم الافصاح رسميا عن هويات عدد آخر من القتلى والجرحى.
في عرسال روايات رسمية ومقاطع افلام فيديو، وصور تبثها مواقع التواصل الاجتماعي تظهر حجم التناقض في إظهار حقيقة ما جرى في ذلك اليوم الدموي.
وضاعت الحقيقة في عرسال، بين ان تكون الفرقة التي دخلت البلدة مكونة من عسكريين وبين ما تظهره الصور التي تم تسريبها من داخل البلدة في اعقاب الحادث حيث ظهرت صور مدنيين من غير المعروف ما اذا كانوا قتلى او جرحى تم حشرهم في شاحنات للجيش اللبناني في ساحة البلدة أثناء سحبهم الى خارجها.
وفي عرسال ايضا شائعات عن التمثيل بجثث الشهداء، في حين ان الصور تظهر الرقيب ابراهيم زهرمان وقد فارق الحياة وهو مصاب بطلق ناري في فخذه، من دون ظهور آذار تعذيب ولا بلطات ولا ضرب بالحجارة على رأسه، فإذا وصل الرقيب الشهيد الى ذويه ممثلا بجثته فمن الذي قام بهذا العمل المشين والمدان؟
رواية رئيس جهاز استخبارات الجيش ادمون فاضل التي عممها من خلال لقائه عددا من الاعلاميين، إذا صحت، تثير المزيد الاسئلة الاستفهامية بشأن حقيقة ما جرى في عرسال. فقد اعلن ان الدورية التي دخلت عرسال ذلك اليوم تم إرسالها من العاصمة من دون التنسيق او حتى إبلاغ المراكز العسكرية في البقاع، ما يعني ان ان رئيس بلدية عرسال علي الحجيري كان صادقا حين اعلن عن انه اتصل بالاجهزة الامنية في البقاع لاستيضاح هوية الدورية، فنفى الجميع علمهم بوجود مداهمة او دوريات توجهت الى عرسال لتوقيف مطلوبين.
وتاليا، هل من العلم العسكري بشيء ان ترسل دورية الى عرسال بتعقيداتها الجغرافية والسياسية والامنية، لتوقيف مطلوب بخطورة خالد الحميد، وفقا لما عنه تحدث العميد فاضل، من دون تأمين خطة خروج من البلدة، او حتى من دون ان تعرف الدورية اي طريق تسلك بعد توقيف الحميد او قتله لا فرق؟ خصوصا ان مواقع الفوج المجوقل التابعة للجيشي اللبناني تبعد مسافة 2 كلم عن مكان الحادث فضلا عن مواقع الاستخبارات العسكرية على اختلافها في محيط البلدة وداخلها؟
وإذا كانت الامور تساق بالشائعات، وبالتسريبات، فهل صحيح ان المطلوب خالد الحميد متورط في القتال الى جانب السوري الحر، وهو قاتل في معركة القصير التي قتل فيها عناصر من حزب الله وفي مقدمهم المسؤول العسكري في الحزب “ابو العباس”؟
واذا صحت هذه التسريبات الا يجعل هذا الامر حزب الله متورطا بشكل او بآخر في دورية الاستخبارات، وتثار التساؤلات بشأن هوية المدنيين الذين تظهرهم الصور؟
واذا لم يكن الامر ملتبسا ومثيرا للجدل لماذا ثارت حمية “انصار الجيش” وهو تنظيم ابصر النور ايام تولي الجنرال عون السلطة بداية التسعينات من القرن الماضي؟، وما زال يتحرك بـ”الريموت كونترول”، ولم يتوقف حتى اليوم قطع الطرقات في اماكن مختلفة من لبنان تأييدا ودعما للجيش؟!
لماذا لا يعمد الجيش الى سحب قضية عرسال من سوق النخاسة السياسي ويضعها في عهدة القضاء، ويعمد الى وقف التحريض بقطع الطرقات على اللبنانيين المتوجهين الى اعمالهم ومعاقبتهم في جونيه وصربا والبترون وزغرت ؟!
اسئلة تحتاج الى اجابات سريعة قبل ان ينقسم اللبنانيون على الجيش ويقع لبنان في المحظور الذي وقع فيه بداية الحرب الاهلية.
“عرسال”: الصور تطرح أسئلة لا تجيب عليها حَملة “التسريبات” الموجّهة
قد يجيب عليها وزير البيئة باعتبار حادث عرسال صار عند التلفزيونات الطائفية ، حادث بيئي .وثمة اسئلة مبدئية تفرض نفسها منها: هل كان المطلوب يساري ، أي يستعمل يده اليسرى ليتمكن من إطلاق 4 رصاصات ، و هل كان جسمه معدني ليحتاج الى 90 طلقة منها 40 تصيبةفلا يقتل فتؤخذ جثته مع الدورية ربما لإعتقادهم انهم اذا أوصلوها للمستشفى تعود لها الروح!!!