“«فعل الخير للآخرين ليس واجباً، بل متعة» (زرادشت)
”
***
لا أذيع سرا، ولا آتيكم بجديد حين أقول ان أهل الكويت من اكرم خلق الله في العطاء وبذل الخير للمحتاج والفقير، اذ لم يبخل الكويتيون يوما في مساعدة أحد في شتى بلاد المعمورة في وقت العوز. لكن عندما تتلمس الأمر بيدك، أمر يختلف عن كل ما تسمع عنه.
منذ انطلاقة الثورة السورية لم ينتظر الكويتيون نداء أو طلباً لتقديم المساعدات النقدية والعينية لاخوتهم السوريين، وقاموا بترتيب حملاتهم الخاصة (حكومية، وشعبية) لنجدة إخوتهم في مصابهم، منهم من قام بإيصال معوناته بطرقه الخاصة وعبر سوريين يعرفهم، ومنهم من تبرع بها لجمعيات خيرية، ومنهم من قدمها لمؤسسات عالمية، وكلٌ على (قده). وفي محاولة بسيطة جدا، أرسلت رسالة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» لجمع بطانيات وملابس شتوية لأطفال سوريا، ولا يمكنكم ان تتخيلوا مقدار العطاء الكريم الذي وصلني، فقد تحول بيتي إلى مستودع بكرم الخيرين وتكومت البطانيات والحقائب والملابس وحتى السجاد لتدفئة الاطفال السوريين. وما زال الخير يصل..!
لكن الامر طال، والمأساة تفاقمت، وحال السوريين من سيئ إلى أسوأ، والامر يحتاج لحملات مؤسساتية وجهود ضخمة. فقامت الجمعية الاجتماعية الثقافية النسائية، مشكورة، بالتعاون مع متطوعين من مختلف المشارب، بحملة «نداء الياسمين»، تلبية لصرخات ياسمين الشام وأطفاله ونسائه وشيوخه. كانت حملة إنسانية بحتة بعيدة كل البعد عن السياسة وابتذالها، وعن الطائفية وبشاعتها والعنصرية وقرفها، حملة هدفها الاوحد إيصال المعونات للداخل السوري بكل أطيافه السياسية والمذهبية والقومية. وقد تبرع الفنانان العالميان نصير شمة ومالك جندلي لإحياء الحفلين من دون مقابل من اجل نصرة الشعب السوري. وقد نجح الحفلان بطريقة رائعة في جمع الجهود الكويتية والسورية، الدينية والليبرالية، الموالية والمعارضة.. في جمع ما يمكن جمعه لإغاثة أبرياء ليس لهم ذنب فيما انتهوا إليه.
إن مسألة جمع التبرعات مهارة تحتاج إلى تعلم وفن، وتتطلب إقداما وشجاعة وصراحة، تتحول أحيانا إلى وقاحة في الطلب والاستجداء. وقد واجهت الكثير من المواقف مع أشخاص أخجلني كرمهم، وغيرهم من أحرجني بخلهم… إلى درجة ان سميت نفسي بـ «الشحادة». لكننا وبحمد الله وبفضل أهل الكويت استطعنا ان نجمع مبلغا لا بأس به من اجل المحتاجين. فالعمل الجماعي وثقافة التبرع ومد يد العون للقريب والبعيد ما هي إلا دليل على تقدم الدول ونضج المجتمع المدني وزيادة الوعي لدى الأفراد وشعور الانسان بمسؤوليته تجاه الآخر. وما شاهدته بام عيني ولمسته بنفسي هو روح العطاء العالية التي يتمتع بها الفرد الكويتي، وأكاد أقسم أن الكويت لم تنج من براثن الاحتلال ولم ينقذها الله إلا ببياض يد أهلها.
فمن بياض الياسمين هناك إلى زرقة البحر هنا.. شكرا من القلب. وبيض الله وجوهكم يا أهل الكويت.
d.moufti@gmail.com
dalaaalmoufti@
هذا فضل الله يؤتيه من يشاء ، وما من منة ولا تفضل ، بل أخوة إسلاميةأولاً هذا واجب شرعي وليس مفخرة ، والشعب الكويتي مسلم برمته قبل أن ينمق بمسمى المدنية المستحدث ، والأخوة الإيمانية هي القائد الرئيس في هذه الأزمة كما أن الولاء والبراء هو أس الدعامة التي جبل عليها المسلمون في بقاع الأرض . فإن كنت مادحة فارفع اسم الله عاليا والدين القويم الذي وحد المسلمين وأباد القومية المنشأة من الإستعمار الزائل ، واحمد الله على أن جعلنا مسلمين نتظلل بفيحاء القرآن الكريم ونتنعم بمنهاج النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم. وثانيا هذا العطاء من أهل الكويت لعلمهم… قراءة المزيد ..