خاص بـ”الشفاف”
ذكرت صحيفة الجمهورية اللبنانية أمس ان وفدا بابويا سوف يزور لبنان الشهر المقبل لمواكبة المرحلة وتقديم أيّ عون لتجاوز المطبّات ومنع الوصول بالبلاد الى طريق مسدود انتخابيّا .
مصادر متابعة لحركة الفاتيكان نحو لبنان ابدت، في لقاء مع “الشفّاف” استغرابها لقرار الحاضرة الفاتيكانية ارسال وفد الى بيروت، في ظل وجود بطريرك للموارنة، وسفير بابوي اصيل، وتاليا اذا كان هناك من مواقف يريد الفاتيكان ايصالها الى المعنيين في لبنان فبامكانه العمل مع احدى القناتين السابقتين.
وعادت المصادر بالذاكرة الى استقالة البطريرك صفير التي جاءت خارج السياق الطبيعي والتي اعطيت تفسيرات وتأويلات عدة، فاشارت الى وجود اتجاهين في الفاتيكان: الاول، يمثله الكاردينال ساندري، وهو عميد مجمع الكنائس الشرقية، والثاني وتمثله وزارة الخارجية التي يرأسها الكارينال مومبيرتي.
.
الكاردينال ساندري: خليفة مار بطرس في روما؟
وقالت المصادر لـ”الشفاف” ان الكاردينال ساندري هو من مارس ضغوطا على البطريرك صفير ليقدم استقالته من من منصبه، كما انه لعب دورا محوريا في تأمين وصول البطريرك مار بشارة بطرس الراعي خلفا لصفير.
وتضيف ان الكاردينال ساندري (مواليد ١٩٤٣، وتمّت سيامته كردينالاً في العام ٢٠٠٧) من منظري مقولة “تحالف الاقليات في الشرق الاوسط”، وهو دفع البطريرك الراعي الى الواجهة ليحدث انقلابا في الصرح البطريركي في لبنان، لجهة تبني نظرية حلف الاقليات، حيث بادر الراعي وفور انتخابه بطريركا الى الاعلان عن رغبته بزيارة سوريا، بحجة تفقد الرعية المارونية، الا ان اندلاع الثورة في سوريا حال دون ان يحقق الراعي طموحه.
وتشير المعلومات الى ان الكاردينال ساندري يقيم علاقات مع مسؤولين ايرانيين وآخرين لبنانيين من حزب الله، فضلا عن متمولين مسيحيين من الذين يوالون قوى 8 آذار في لبنان، وممن لا ينتمون إلى “جنس الملائكة”!
وهذا كله ربما يرتبط بطموحات “باباوية” للكاردينال “ساندري”، الأرجنتيني الأصل، نظراً لأن إتجاهاً عاماً في
دوائر الفاتيكان بأن “البابا” المقبل، بعد البابا بندكتوس المتقدم في السنّ، سيكون من أميركا اللاتينية!
وفي المقابل يقف وزير الخارجية في الفاتيكان الكاردينال مومبيرتي (مواليد “مراكش” في ١٩٥٢. يُعتَبَر خبيراً في شؤون إفريقيا والشرق الأوسط والإسلام، وكذلك في شؤون أميركا اللاتينية حيث لعب دوراً في التقارب مع كوبا قبل سنتين) في وجه طموحات نظيره الكاردينال ساندري، ولا يتفق معه في نظرياته بشأن حلف الاقليات، خصوصا في الشرق الاوسط. وكان هو المسؤول الفاتيكاني الذي نقل إليه سفير فرنسا في الفاتيكان إحتجاجات قصر الإليزيه على توجّهات البطريرك الراعي بعد زيارته للرئيس ساركوي.
وفي هذا السياق تشير معلومات الى ان الوفد البابوي، في حال وصوله الى لبنان سوف يعمل على إحداث تحول في سياسة البطريرك الراعي وداعمه الكاردينال ساندري، بعد ان طغت جرائم النظام السوري، الحليف العلوي المفترض للمسيحيين في حلف الاقليات، على ما عداها من جرائم ضد الانسانية، وخسر صدقيته الدولية وشرعيته الشعبية.
وتضيف المعلومات ان الوفد البابوي سيعمل على لجم سياسات البطريرك الراعي والسفير البابوي في لبنان، بما فيها ما يتعلق بقانون الإنتخابات، من اجل اعادة سياسة الكنيسة المارونية الى الاصول التي ارستها “شرعة العمل السياسي” التي اقرتها الكنيسة المارونية، واعادة بعض الموارنة الى رشدهم السياسي، وفي مقدمهم بطريركهم!