“أ ف ب”-
دفن المسلمون الشيعة في باكستان الاثنين ضحايا اكثر الهجمات دموية في تاريخ باكستان الحديث، بعد اربعة ايام من الاحتجاجات المطالبة بحمايتهم واثر اقالة الحكومة المحلية.
وامضى الشيعة رجالا ونساء واطفالا اربعة ليال معتصمين في البرد القارس رافضين دفن ضحايا التفجيرين الانتحاريين اللذين اوديا بحياة 92 شخصا في المنطقة الشيعية من مدينة كويتا جنوب غرب باكستان الخميس.
وفي مدن اخرى في باكستان نظم مئات الشيعة الاخرين احتجاجات تضامنية. ويشكل الشيعة 20 بالمئة من سكان باكستان، وتقول منظمة هيومان رايتس ووتش انهم عانوا من مستويات قياسية من العنف العام الماضي.
واعلنت جماعة عسكر جنقوي السنية المتطرفة مسؤوليتها عن العمليتين الانتحاريتين اللتين استهدفتا الخميس ناديا للبلياردو يقصده مسلمون شيعة في عاصمة ولاية بلوشستان والذي ادى الى اصابة اكر من 120 شخصا.
وتجمع الاف الشيعة من اتنية الهزارة للمشاركة في عملية الدفن الجماعي لاكثر من 60 قتيلا خلال فترة بعد الظهر، بحسب مصور وكالة فرانس برس.
وتعالت اصوات بكاء ونحيب العائلات بينما ضرب الكثيرون على رؤوسهم وصدورهم حدادا على القتلى فيما كانت الاكفان تصل الى المقبرة في كويتا بحماية مئات من عناصر الشرطة والشرطة العسكرية اضافة الى متطوعين شيعة.
ونظم الاف من المحتجين الهزارة اعتصامات امام المبنى الذي وقع فيه التفجير لمطالبة الجيش بالسيطرة على بلوشستان التي تعاني كذلك من تمرد انفصالي مستمر منذ تسع سنوات اضافة الى تمرد اسلامي.
وواجهت الحكومة المحلية انتقادات واسعة بسبب فشلها في حل المشاكل الامنية المتعددة، ووجهت انتقادات بشكل خاص لرئيس وزراء الولاية اسلام ريساني لزيارته لندن فيما كان الوضع الامني يتدهور.
وكان الهزارة منقسمون في البداية حول ما اذا كانت الحكومة قد فعلت ما يكفي لتلبية مطالبهم بترشيح حاكم الولاية الذي يعينه رئيس البلاد.
ولكن عند الساعة 11,00 صباحا (06,00 تغ) بدأت العائلات بمغادرة موقع الاعتصام لتحضير قتلاها للدفن.
وكان قادة الهزارة قالوا خلال الليل انهم لن ينهوا الاحتجاج الا بعد ان يشاهدوا الاوامر الرسمية التي اصدرها رئيس الوزراء رجا بيرويز اشرف.
وتوجه اشرف الى كويتا الاحد للقاء المحتجين. واعلن مباشرة على التلفزيون عند منتصف الليل انه سيقيل الحكومة المحلية وان الحاكم سيتولى امور الولاية. وقال ان الحاكم نواب ذو الفقار مقسي يمكنه ان يستدعي الجيش “في اي وقت لتقديم المساعدة” وان القائد الاعلى في بلوشستان سيشرف “مباشرة” على القوات شبه العسكرية التي لديها سلطة اعتقال اي شخص والتحقيق معه.
ونقلت عنه وسائل الاعلام قوله “نحن مصممون على هزيمة هذه العقلية”، في اشارة الى المتهمين بمحاولة التفرقة بين الشيعة والسنة.
واضاف “انا اكن احتراما عظيما لتضحية وتسامح الهزارة وسلوكهم السلمي. انتم سند لباكستان”.
ويعتبر رفض دفن الموتى شكل قوي من اشكال الاحتجاج عند المسلمين الذين يفضلون في العادة دفن الميت في اليوم نفسه او اليوم التالي.
وفي كراتشي، عاصمة باكستان المالية، اعلنت السلطات انها علقت خدمات الهواتف النقالة الاثنين “لعدة ساعات لاسباب امنية”.
وتجمع اكثر من الف شخص بالقرب من منزل الرئيس اصف علي زرداري في حي كليفتون الراقي في وقت متاخر من السبت تضامنا مع الهزارة. وبقي مئات منهم حتى صباح الاثنين.
وقال احد المشاركين ويدعى شوكت علي “سنغادر الان لان مطالبنا تم قبولها وطلب منا اخواننا في كويتا انهاء احتجاجنا”.
أهل السنة والإرهابالعقيدة السنية والعقيدة الشيعية وجهان لعملة واحدة من حيث كونهما مصدر للكراهية والعنف والإهاب. لكن، والحق يقال، ثمة فارق نوعي بين الإرهاب الشيعي والإرهاب السني: الإرهاب الذي تمارسه الجماعات الشيعية المتطرفة يطال فقط الأفراد والأحزاب التي هي في حالة صراع أو خلاف معها، ولا يطال الآخرين الذين لا علاقة لهم بالصراع؛ أما الإرهاب السني فهو إرهاب شامل يطال جميع الأبرياء من نساء وأطفال وكبارالسن، كما يطال أيضاً المسلم وغير المسلم. بتعبير آخر، الإرهاب السني يعتبر كافة البشر أهدافاً مشروعة للقتل، الأمر الذي لا مثيل له في تاريخ الإجرام الذي عرفته البشرية. كل هذا الإجرام لم يحرك حتى الآن… قراءة المزيد ..