بعض الناس مع “الرذالات الروحية”، ونحن مع “المشروبات الروحية”! بعضهم مع “كاس العرق”، وبعضهم دمه بسعر الكوكاكولا (“حجابك أغلى من دمي”.. ما أرخص الدماء!). ونحن نكنّ من الإحترام لنبذ “بوردو” الرائع، ولكأس العرق “البلدي”، ما يفوق بكثير احترامنا للزعران (وحماتهم) الذين ينسفون محلات الكحول بالديناميت. وهذا كله على المستوى الشخصي.
أما على المستوى القانوني، فباعة “المشروبات الروحية” هم مواطنون لبنانيون يملكون رخصة بموجب قوانين الجمهورية اللبنانية، وواجب الدولة من رئيسها إلى رئيس حكومتها وإلى أصغر موظف في “الأمن العام” حمايتهم من الإعتداءات والإرهاب! (لم نسمع “استنكاراً” من مسؤول، ولم نفهم كيف تمّ تفجير محل مقابل مركز للأمن العام في برج الصرفند!).
وعلى المستوى الدستوري، فقوانين جمهورية إيران الإسلامية تُطبّق داخل الأراضي الإيرانية فقط. أما إذا كان حزب الله يعتبر نفسه جزءاً من السلطة الإيرانية، فعليه أن يقترح على أهل الجنوب، بصراحة، أن ينفصلوا عن لبنان وأن يصبحوا “محافظة إيرانية” جديدة! لماذا لا يفعل؟ لأنه لو فعل سيكتشف “حجمه الحقيقي” بين شيعة لبنان (بدون المال والسلاح)!
وعلى المستوى التجاري البحت، وهو قد يكون بيت القصيد، فالجميع في إيران الإلهية يعرفون أن أكبر مورّد للكحول في الجمهورية الإسلامية هو “الحرس الثوري” واتباعه من “الباسيج”! والجميع في إيران يعرفون أن “الحرس الثوري” ابتكر طريقة الـ”هوم دليفري” لإيصال الكحول إلى بيوت “المستهلكين”. يكفي أن تتّصل بالتلفون..!!
فهل ينوي زعران حزب الله فتح “فرع حرس ثوري” لبيع الكحول للمواطنين في جنوب لبنان؟
بعد “شيوخ الكبتاغون”، “وشيوخ الدواء المزوّر”، و”شيوخ التهريب من المطار والمرفأ”.. (إلخ إلخ)، سيفرّخ عندنا “شيوخ البلاك لايبل والوايت هورس”! ألم يكن “حظر الكحول في اميركا، بين ١٩١٩ و١٩٣٩ هو القاعدة التي قامت فوقها إميراطورية “آل كابون” المافيوية؟
وملاحظة أخيرة: حجة أن “الكحول تتنافى مع القيم والاخلاق والدين الاسلامي” مردودة ومرفوضة! لبنان ليس “جمهورية إسلامية” (ولا مسيحية، ولا درزية، ولا..)، لبنان جمهورية “علمانية” على هذا الصعيد، والحق في شرب الكحول هو جزء لا يتجزّأ من مبدأ “العيش المشترك”!
ثم أن “القيم والإخلاق المسيحية” تحترم “الكحول” إلى درجة أن “النبيذ” هو جزء من القدّاس المسيحي!! إلا إذا قرّر حزب الله أن يفرض رأيه في “القداس المسيحي”!
الشفاف
*
المركزية ـ أقدم مجهولون في الثالثة من فجر اليوم على تفجير محل لبيع المشروبات الروحية في برج الصرفند المقابل لمجمع فؤاد فيل الذي يضم مركزاً للامن العام اللبناني، وتبين ان المحل يعود للمواطن حسن عسيلي من بلدة السكسكية وهو اخر محل لبيع المشروبات الروحية في الجنوب بعد الحملة الاهلية التي نجحت باقفال كافة محلات المشروبات الروحية في الجنوب، وحضرت القوى الامنية الى المكان وعاينت المحل المستهدف. وكلف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، الشرطة العسكرية والاجهزة الامنية إجراء التحقيقات.
وفي هذا الإطار، ابلغ مصدر امني “المركزية” ان بائعي المشروبات الروحية في الجنوب والنبطية تحديدا تعرضوا لتهديدات منذ شهر اسفرت عن اقفال المحلات كافة وذلك من خلال دس رسائل خطية تحت محلاتهم خلال الليل تحذرهم من الاستمرار في بيع الكحول، كما ان الامر وصل الى حد القاء قنابل حارقة على بعض المحلات أخيراً في صور والصرفند وكفررمان بهدف الضغط على البائعين لمنعهم من بيع الكحول. وأشار الى ان هناك حملة شعبية تتشكل من الاهالي بدعم حزبي، القيام بعمليات التهديد الخطية والشفوية واحيانا النارية لبائعي المشروبات الروحية تحت عنوان الكحول تتنافى مع القيم والاخلاق والدين الاسلامي ويجب تحويل مدننا وقرانا الى مناطق منزوعة من الكحول بيعا وشربا وتجارة. وتمكنت الحملة المذكورة من تحويل النبطية مدينة منزوعة من الكحول حيث تخوف البائعون ما دفعهم الى الامتناع عن بيع المشروبات الروحية في المدينة، كذلك نجحت الحملة في منع بيع الكحول في صور والصرفند واصبح بيعها سريا للغاية.
وقالت مصادر ان رسائل التهديد لبائعي المشروبات الروحية في الجنوب تجددت منذ شهر بعدما تم العثور وفي بلدة قعقعية الجسر وقرب محل ذيب حلاوي لبيع المشروبات الروحية على عبوة غير معدة للتفجير وهي تتكون من رصاصة ومعجون وصاعق موصولين ببطاريتي 1.5 فولت لكنها غير معدة للتفجير وحضر خبير متفجرات من قوى الامن الداخلي وعمل على تفكيك المحتويات وفتح تحقيق لمعرفة الفاعلين حيث تبين انها على ما يبدو رسالة تهديد لصاحب المحل.
واشارت المصادر الى ان رسائل تهديد مماثلة كان تعرض لها بائعو المشروبات الروحية في بفروة وتحديدا ابن دير ميماس جهاد يعقوب الذي منع سابقا من بيع المشروبات في النبطية. وفي كفررمان ايضا حاول مجهولون في وقت سابق منع غالب صالح من بيع المشروبات الروحية ووجهوا له رسالة ممزوجة بالنار من خلال القاء قنبلة على الواجهة الخارجية لمحله في البلدة صورتهما حينها كاميرا المحل الا انهما كانا مقنعين ولم تظهر ملامحهما كذلك في بلدة حولا الجنوبية وجهت رسالة تهديد الى صاحب محل لبيع المشروبات المدعو واصف عواضة اعقبه اشكال وتضارب
بالايدي امام المحل بين منتصرين له وبين مطالبين باغلاق محله وكلاهما من ابناء البلدة ويختلفان عقائديا.
إيران أقفلت آخر محل لبيع الكحول في جنوب لبنان
الحشيشة حلال، و هناك رجال دين و فنانون يحللونها أو يبرّرون زراعتها (كمعين شريف على سبيل المثال لا الحصر). الأفيون حلال، الكبتاغون يصنّع في حوزاتهم الدينية الكبتاغونية… أما كاس العرق… حرام حرام حرام. للحقيقة: يا حرام على العقل قبل كل شيء.