بعيدا عن الحسابات الضيقة والزواريب، يثبت جمهور ثورة الارز في لبنان انه ما زال يسبق قياداته بخطوات، وأنه ثابت على موقفه ومصر على تحقيق انجازاته بنفسه بمعزل عن هواجس وقياداته وحساباتها الشخصية والعامة.
جمهور ثورة الارز حقق إختراقات جديدة في النقابات المهنية مؤخراً. ففازت قوى ثورة الارز في انتخابات نقابة المحامين في الشمال حيث ائتلف ضدها كل من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، والوزراء الطرابلسيون، والنائب سليمان فرنجية، وكل من ينتسب الى قوى ٨ آذار من قوميين وبعثيين وحركات إسلامية موالية للنظام السوري ولحزب الله. وقد فازت لائحة قوى 14 آذار بفارق اكثر من 20 في المئة من اصوات المحامين الذين شاركوا في الاقتراع.
وفي نقابة المحامين في بيروت أمس، فازت أيضا قوى 14 آذار باربعة أعضاء من المجلس، وأحرز المركزين الاول والثاني كل من توفيق النويري (تيار المستقبل) وفادي مسلم (القوات اللبنانية) فيما فاز ايضاً مرشح 8 آذار جورج نخلة الذي حل ثالثا تلاه المرشح المستقل وجيه مسعد رابعاً يليه العضو الرديف جورج حداد. علما ان مرشح “القوات” يخوض المعركة للمرة الاولى، في حين ان المرشحين وجيه مسعد وجورج نخلة خاضا دورات انتخابية سابقة وكانا عضوين سابقين في النقابة.
اما في نقابة الصيادلة فحققت قوى 14 آذار فوزا كاملا للائحتها بنتيجة 6-2، مقابل فوز كامل في المجلس التأديبي والمجلس التقاعدي كما فاز المرشح ربيع حسونة بمركز النقيب بوجه مرشح حزب الله وقوى 8 آذار.
وفاز من “لائحة الضمير المهني” المدعومة من قوى 14 آذار كل من: دوري بدورة – ليليان قشوع – ندى سعادة – رندا عون – شادي ابو مالك – بسام حنين. وفاز من اللائحة المنافسة غريغور احاكاميا وفادي خوري. وفي المجلس التقاعدي فاز كل من طوني عون وماجد جاروش من لائحة “الضمير المهني”، وفي المجلس التقاعدي فاز كل من طوني يوسف – علي عبيد – باسم سرحال وطانيوس فضول.
ومع ذلك يبفى السؤال اين يكمن الخلل في العلاقة بين جمهور ثورة الارز وقياداته؟
مصادر في ١٤ آذار إعتبرت ان ما يعوق تكريس مكتسبات ثورة الارز، هو السلاح في يد حزب الله، الذي اخفق الجميع منذ أيام الرئيس الشهيد رفيق الحريري وصولا الى اليوم في تحقيق التوازن او الغلبة معه او عليه.
وتضيف، المصادر ان الرئيس الشهيد رفيق الحريري أخفق عبر تحقيق توازن إقتصادي في مقابل سلاح حزب الله. كما اخفق نجله الرئيس سعد الحريري في رفع شعار المصالحة والمسامحة في مقابل السلاح. وأخفق الرئيس ميشال سليمان في رفع شعار “الحوار في مقابل السلاح”. ولن يكون مصير الدعوات التي أطلقها النائب وليد جنبلاط بشأن “الصلاحيات في مقابل السلاح” افضل من سابقاتها، وكذلك شعارات من نوع “السلاح في مقابل السلاح”!
وتشير مصادر 14 آذار إلى أن البحث في اروقة منتديات هذه القوى يتركز على كيفية تعطيل مفاعيل غلبة سلاح حزب الله وتأثيراته على الحياة السياسية اللبنانية، وصولا الى تحقيق اول الشعارات “لبنان اولا” والإنتقال منه الى الشعار الثاني “العبور الى الدولة”.
ولا تخفي قوى 14 ان من بين الطروحات التي يتم تداولها مسألة “الانخراط في الربيع العربي في مقابل السلاح”، خصوصا ان الربيع العربي يفتح آفاقا جديدا في المنطقة العربية والشرق الاوسط، وأن على لبنان ان يبدأ التعاطي معه آجلا ام عاجلا.
فهل تتخذ قوى 14 آذار هذه الخطوة ؟