A below so Above
(4)
كان مقتضى الإيمان عند المصريين القدماء يتمحض في قاعدة مؤداها أن الله خلق الإنسان ليخلق به، وحتي يصل الإنسان إلي القصد من خلقه والغاية من وجوده، عليه أن يستوعب المعرفة المقدسة gnosticim,Sophia)) ليصل إلي نظام ماعت (قانون الله في السماء وفي الأرض) فيحيا به ويحيا عليه، ومن ثم يصبح كونيا ويصير إلهيا، هو في الله والله فيه. وإذ كانت روح الإنسان من روح الله، ونفسه من خصائص الكواكب السبعة (الشمس والقمر وعطارد والزهرة والمريخ وزحل والمشتري) أما جسمه (جسده) فهو من طمي النيل – كما كان المصريون يعتقدون أومن الصلصال أو من التراب، فقد صار بوسعه – وهو يحمل خصائص كثيرة ومتنوعة – أن يكون أقوى من السادة (الأرباب) فينحدر إلى الشر بكل ما فيه وينأى عن الخير بكل ما فيه كذلك، فقد ضاع الإنسان وتاه عن القصد منه والغرض من وجوده، فعمْ بذلك الخراب والشقاء وزادت الحروب والصراعات.
مؤدة ذلك أنه عندما سقط نظام ماعت (أواخر الأسرة الخامسة وأوائل الأسرة السادسة) وبدأ عصر الإقطاع، وهو عهد ضاعت فيه معاني ماعت وزالت فكراته، صار كل إنسان (إلا المخلْصين أي الذين نالوا الخلاص) ضائعا عن نفسه تائها عن الكونية غريبا عن الألوهية، وفي هذا الجو القاتم والمناخ المظلم زادت الصراعات وغلبت المطامع واندلعت الحروب واشتعلت الأحقاد، منذ هذا الوقت وحتي العصر الحالي.
وحتي يحدَ الله من شرور البشر المتزايدة فقد جعل لهم قدرا يجازي كل امرء فيه بما فعل (إما في حياته أو حياة أخري) حتي يتطهر وينال الخلاص، فيصير أهلا لكي يأخذ طريقه الصحيح فيكون في الله ويكون الله فيه. وتهيمن على الأقدار سيدة صعبة المراس ودقيقة التنفيذ هي الربة (السيدة) سفخت (وهذا الاسم يعني في الأصل رقم 7) فهي التي تسيطر علي المقادير وتهيمن علي الأقدار، فلا يستطيع أحد أن ينفذ منها وينال الخلاص أو يصل إلي التطهير إلا بعد أن يسدد ما عليه حتي أقل تصرف وأي فعل.
منذ اليهودية تغيرت فكرة الخلاص ومبدأ الحق، فصار الخلاص بتحقيق أو التزام الشريعة (المبينة في التوراة أو المفصَلة في التلمود)، واحتكر رجال الدين بيان ذلك وذاك، فأصبح الخلاص الحقيقي في اتباع هؤلاء والائتمار بأمرهم. وبهذا احتكرت الديانة المنظمة (organized religion) أعمال البشر وأرواحهم، وأوهمتهم بأن ذلك يؤدي بهم إلي الخلاص، الذي يجئ إليهم عن طريق المغفرة (صكوك الغفران) أو رضاء الديانة المنظمة عليهم، وحملها خطاياهم، ورفعها عنهم، مع أن ذلك علي العكس تماما من القانون الكوني الذي يتأدي في أن يكون خلاص الإنسان من ذاته وبذاته ولذاته.
في المسيحية تغير الأمر عبر مراحل. فقد كانت الكنيسة الأرثوذكسية في مصر تقوم – ابتداء – علي التعاليم الأصلية للسيد المسيح (الذي استعاد أفكارها من تربيته في مصر, ومن مبدأ أن الكل في واحد الذي يفصله الأصحاح 17 من إنجيل يوحنا)، ولكن الكنيسة الكاثوليكية (الجامعة) كانت غريبة عن روح مصر وعن لاهوت أوزير الذي انتقل الي المسيح فأصبح لاهوت المسيحية. وكانت ترمي الي وجود امبراطور واحد هو الامبراطور الروماني، وكنيسة واحدة هي الكنيسة الكاثوليكية التي صارت تجسيدا للديانة المنظمة، تحتكر مبادئ الغفران والشفاعة وتبرئة المرء من خطاياه حتي يحظي بالحق في دخول الجنة.
وقد استعانت هذه الكنيسة بالكتائب الرومانية فحطًمت معابد أوزير حتي آخر معبد في جنوب مصر، ثم فرضت علي الكنيسة الارثوذكسية الأناجيل الأربعة التي اختارتها هي، (وكان ذلك في عهد الامبراطور تيودوستان عام 380م) من بين مئات الأناجيل، كما فرضت علي المصريين أن يستعيضوا عن كتابتهم المقدسة (الهيروغليفية) وصيغها المبسَطة (في الديموطيقية والهيراطيقية) بالحروف اليونانية، حتي إذا مر جيل أو إثنان نسي المصريون كتابتهم بالحروف المقدسة (ومختزلاتها الشعبية) وصاروا لا يقدرون ولا يعرفون حقيقة إيمانهم المكتوب علي الحيطان وفي أوراق البردي وداخل مجازات (ممرات) أهرام الأسرة الخامسة.
وربما قاومت الكنيسة الأرثوذكسية بعض الوقت لكنها أذعنت بعد ذلك، ومع هذا فإن بابا روما الحالي رفض اعتبارها كنيسة مستقلة, وزعم أنه لا توجد إلا الكنيسة الكاثوليكية.
وتعمدت الكتائب الرومانية أن تقضي علي أناجيل المعرفة التي كان المصريون – وكنيستهم – يستعملونها ويركنون إليها, حتي عثر راع في نجع حمادي في صعيد مصر عام 1945 علي جرة بها نسخة ( غير كاملة) من أناجيل المعرفة. وعندما نشرت بالانجليزية فيما يسمي (nag hammadi library) تبين أنها تتطابق وتتقاطع مع الديانة المصرية القديمة.
في الإسلام لا توجد خطيئة أولى يتوارثها بنوآدم، وذلك إعمالا للقاعدة التي وردت في القرآن (وكل انسان ألزمناه طائره في عنقه – الإسراء 17 : 13) ( ولا تزر وازرة وزر أخري – الأنعام 6 : 164) لكن يوجد شيطان أنظره الله ليفتن بني آدم حتي يوم القيامة، ولا يفلت من وسوسة وسلطان هذا الشيطان إلا من أراد له الله ذلك. وحتى يصل الفرد العادي الي هذا المستوي الذي يحقق له الخلاص من حكم الشيطان وقدرته علي الإغواء، فإن عليه أن يقيم شعائر الدين (الخمس عن السنة، والستة عند الشيعة) وهذا ما يعلي غلبة فكرة الإسلام علي مبدأ الإيمان، علي ما ورد في الآية (قالت الأحزاب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا، ولمَا يدخل الإيمان في قلوبكم) الحجرات 19: 14، فالإيمان هو الأصل، وهو يقرٌ في القلب ويسكن في الضمير، ومن ثم يجعل الانسان متوحدا في ذاته، متعاليا الي الله، وممتلئاً بنعمته، في الدنيا والآخرة.
(5)
غير أن الغلاة من اليهود والمسيحيين يتعللون بما جاء في رؤيا يوحنا اللاهوتي (آخر سفر من أسفار الإنجيل) من أن الخلاص سوف يكون بعد المعركة الأخيرة بين الخير والشر التي تقع في هرمجدون (سهل مجدو) الذي يوجد في الشمال الغربي من أرض فلسطين. ودون استطراد في بيان مفهوم هذا الخلاص، ومن يناله، ومتي يكون، فإننا لا نري ذلك في بيان الرؤيا، وهي طويلة، ولكن في نقدها, وهو ما يتحصل فيما يلي:
الرؤيا عموما مكتوبة بأسلوب أحلام اليقظة الغريبة والمقلقة، والتي لا تقع في وقت واحد، بل يستطيل بها الوقت طويلا، وربما علي مرات، أي إنها أشبه بالكوابيس التي قد يري فيها الشخص نفسه، وهو بشكل آخر يسير في حديقة الحيوان فيهاجمه سبع أو حيوان لا يعرف كنهه وإنما يورد وصفه مما أحس به وقت الهجوم عليه’ ثم فجأة يجد نفسه في بيت يشعر أنه بيت لأهله أو أقرباء له، يقابل بعضهم فتكون لهم أسماء أخري وأشكال مختلفة.. وهكذا دواليك، حتي يستيقظ، وربما كان من الصعب عليه أن يتذكر الكابوس night mereبتفاصيله فيورد تفاصيل أخري يختلط فيها الكابوس بتفسيره أو رأيه أو ما شابه.
وهي – مبني ومعني – موجهة إلي سبع كنائس فقط, هي كنائس أفسس وحيرنا وبرغاس وتياتيرا وساردس وفيلاديلفيا واللادركية (تراجع الرؤيا في سفر يوحنا اللاهوتي).
وهي تقرر حرفيا أن من يغلب.. (سوف يعطي) شجرة الحياة التي في وسط الفردوس (2 – 6) وشجرة الحياة هذه هي التي نهي الإله في سفر التكوين عن الأكل منها، وكان أكل آدم وحواء منها هو السبب في طردهما من الجنة, فكيف تكون الشجرة الملعونة جزاء طيبا لمن يريد الإله أن يكافئه؟
وهي تصف ابن الله (السيد المسيح) بأنه (الذي له عينان كلهيب نار ورجلان. مثل النحاس النقي (2- 18), ولا يكون هذا إلا وصف شيطان رجيم وليس وصفا لابن الله.
وهي تتحقق بعد أن تنزل من السماء أورشليم الجديدة (كْتب عليهاْ اسم إلهي اسم مدينة إلهي أورشليم الجديدة النازلة من السماء) (3 – 12).
ومفهوم المدينة السماوية التي تقابل مدينة أرضية, مفهوم مصري صميم. فقد كان التقدير المصري يجري علي أن ما في السماء يوجد علي الأرض, وأن للمدينة الأرضية مدينة سماوية مماثلة, وهو المفهوم الذي ظهر لدي أفلاطون الذي تعلم في مصر لمدة 12 سنة في نظرية المْثل, التي تفيد أن لكل شيء علي الأرض مثيل له في السماء.
ومؤدى النص السالف أن كل ما جاء في الرؤيا الآنف بيانها مؤجل إلي يوم القيامة (أو الدينونة) التي تنزل فيه مدينة أورشليم السماوية إلي الأرض, وهو أمر لا يتحقق أبدا ما دامت مدينة أورشليم الأرضية لم تزل قائمة.
الرؤيا تقرر( أن الشاهد الأمين.. خليفة الله) 3-14 والنص بذلك يقرر مبدأ خلافة الله وخليفة الله, التي تلحًف بها بابوات روما، وتسلح بها رؤساء المسلمين الذين تلقبوا بلقب (خليفة الله).
والرؤيا تقرر أن الخلاص يكون (لإلهنا الجالس علي العرش والخروف). والله سبحانه وتعالي لا يمكن أن يكون المقصود، لأن المعنيً في النص إله لم ينل الخلاص, والأرجح أنه هو (رب الأرض) أي روحانية الأرض. (11 – 4)، يؤيد ذلك أن الرؤيا تنص علي أن يعطي المخاطبين بها (مجدا.. لإله السماْء) 14 – 4 .. ففي مفهوم الرؤيا أنه “يوجد رب الأرض, وإله السماء”, وبداهة فإن الذي لم ينل الخلاص هو رب الأرض, وليس إله السماء.
7- والرؤيا تقرر نصا (وانفتح هيكل الله في السماء فظهر تابوت عهده) 11 – 19 وهي بذلك تخصص الرؤيا والخلاص في انفتاح هيكل (أي مفهوم الله في السماء وظهور تابوت عهده)، وهو فهم يهودي قح، لا يمكن أن يصدر عن مسيحي أو يقبله مسلم.
8- وفي الرؤيا (الآن صار خلاص الهنا وقدرته وملكه وسلطان مسيحه), وبهذا يتأكد أن الرؤيا لا تقصد الله سبحانه وتعالي خالق السماوات والأرض, ولكنها ترمي إلي إله (أو بالأحري رب) لم يكن قد نال الخلاص, يظهر وكذلك يتجلي سلطان مسيحه, وهو تقدير وفهم مختلط يتكلم عن الله, لكنه يتصور رب الأرض, كما أنه يجعل من المسيح رهنا بيد الإله أوالرب.
10 – وفي الرؤيا أنها (شهادة يسوع هي روح النبوة) 19 – 10 وهذا التقرير يصعب أن يصدر من مسيحي يعتقد أن المسيح روح الله، وأنه أفضل من أن يكون نبيا.
11 – وفي الرؤيا (اسمه كلمة الله) 16 – 3، وفي هذا تقرير بما يؤمن به المسيحيون من أن السيد المسيح هو روح الله وكلمة الله, وفي القرآن كلمة الله وروح منه.
12- وفي الرؤيا (رأيت المدينة المقدسة, أورشليم الجديدة، نازلة من السماْء هو ذا مسكن الله مع الناس).
13 – وفي وصف أورشليم السماوية يقول صاحب الرؤيا (ولم أر فيها هيكلا لأن الرب الإله القادر علي كل شيء والخروف هيكلها) 12 – 22 .
وهذا النص تحوير للفكر المصري الذي كان يقوم علي أن معبد الله هو قلب الإنسان, لكن الديانة المنظمة نقلت المعابد من القلوب إلي البنيان, وبذلك فرغت ذات الانسان لتنقلها إلي الخارج حيث توجد المعابد وأبنيتها. لكن الرؤيا تعود الي الفكر المصري وتجعل من الله وحقيقته خلاصا للناس، حيث ينتقل الخارج إلي الداخل وتتحول المعابد الي قلوب الناس، فتقًر فيها وتسكن بها، وبهذا تعود له الواحدية التي تسهل له الوصول إلي الألوهية.
مما سلف, من بيان الرؤيا, يتضح بجلاء أنها أحلام يقظة كنسية night mere هي أقرب إلي الخطرفات وإلي الهرطقات، لكن أغلب المؤمنين بها لم يقرءوها ولم يحللوا ما فيها، وإنما تقبلوها سماعا وتلقوها شفاهة، وابتنوا عليها إيمانهم، فهي بالنص والحرف موجهة إلي كنائس سبع لا غير، وهي تتحدث عن إله لم ينل الخلاص وتسعي لخلاصه هو ومسيحه, وليس ذلك الإله هو الله ولا مسيحه هو المسيح لأن كلاهما هو الخلاص ذاته وهو الذي يهب الخلاص لمن يعمل جاهدا علي الوصول إليه, وهي ترمي إلي أحداث تقع بعد نزول أورشليم السماوية، وهو ما لا يحدث إلا يوم القيامة إن حدث. وهي تهدف الي خلاص أسباط بني إسرائيل الاثنا عشر، مع أن عشرة أسباط منهم كان قد تشتتوا وفقدوا بعد أن غزا سرحون الأشوري مملكتي اليهود (722 ق م), جودا والسامرة في الشمال ويهوذا في الجنوب, فهي بذلك تنبني علي أساس عنصري مع أن الخلاص يكون علي غير أسس عنصرية أو جنسية أو قومية أو ما غير ذلك, إنما هو للإنسان بوصفه إنسانا، يعرف القواعد الكونية والعلوم المقدسة، فيجاهد نفسه حتي يزيل منها أو يخفف ما بها من جنوح الي الشر والإيذاء, وجموح الي التسلط والتملك.
(6)
في مصر، حدث الصراع الأول بين قوي الخير (التي تجسدت في أوزير: أوزيريس, إدريس) وقوي الشر التي تركزت في ست (التي نطقها العبرانيون الذين كانوا يتكلمون بشفة كنعان أي بلغة كنعان, لأن اللغة العبرية نشأت بعد عهد موسي بأربعة قرون)، فكان نطق ست: سيطان وصار في العربية شيطان، أما إبليس فهو تصحيف للفظ اليوناني Diapolis.
كان الصراع الأول بين الخير والشر علي أرض مصر, تخيلا كونيا لما سيحدث بعد ذلك، عندما سقط نظام ماعت: الحق والعدل والاستقامة والنظام أواخر الأسرة الفرعونية الخامسة، وأوائل الأسرة السادسة التي بدأ بها عصر الاقطاع، وهو ما نتج عنه الظلم والانحراف والفوضي, وظلت العدالة (ماعت) باسمها فقط وغابت معانيها.
كان هذا التمثيل علي أرض مصر اعتبارا كونيا، بأن مصر سوف تكون مسرح الصراع الأول بين الخير والشر, بشخوص كونية, وأنها سوف تكون مسرح المعركة الأخيرة بين الخير والشر, بأفكار تمثل الخير, يقودها رب الخير، وبين أفكار مضادة للخير, وأعمال تخريبية وتصرفات تهديدية واتجاهات إرهابية. وفي مصر وعلي أرضها سوف تْحسم المعركة بين الخير والشر, لصالح الإنسانية جميعا ولخير البشرية كلها, حيث يسود السلام والوئام والرخاء والسماحة والوداعة وما الي ذلك, فيبدأ الحكم الإلهي, بعقول واعية ونفوس تعيد الإنسانية إلي صفاتها، ولو بتبديل وإحلال.
أرض مصر, هي الأرض المقدسة, علي نحو ما سلف, قدسية إلهية وقدسية ملكوتية, حين كان شعبها – كما يقول الإله في التوراة (مبارك شعبي مصر وميراثي إسرائيل) آشعيا 19 : 25. ولئن كان شعب مصر قد تدني ولم يعد آخره مثل أوله, فسوف يعيد الله شعبه المختار مرة ثانية، وبخلق جديد، ليخوض حرب المعركة الأخيرة.
فقوي الشر تهدم ولا تبني، تهدد ولا تطمئن، تروًع ولا تهدئ، تفرق ولا تجمع، تبدد ولا توفر، تقسو ولا ترحم, تهزق ولا توكد، تتسلط ولا تهاجم, وتغالب ولا تسالم.
أما قوي الخير – فهي علي العكس تماما – تبني ولا تهدم,تطمن ولا تهدد, تهدئ ولا تروع, تجمع ولا تفرق توفر ولا تبدد, ترحم ولا تقسو, تهادن ولا تتسلط, توافق ولا تغالب.
أسلوب الشر دائما، أن الغاية تبرر الوسيلة’ (أو كما يقول المثل الدارج: (اللي تكسب به اللعب به).
أما أسلوب الخير أبدا, أن نبل الوسيلة من نبل الغاية, وأن فضل الغاية من فضل الوسيلة.
وغاية الشر أن يخرج الإنسان من ذاته وأن يطرحه علي المباني وفي لغو الكلام, وبلاغة الثرثرة.
أما غاية الخير فأن يوفق الإنسان في ذاته, ويجعل منه وحدة واحدة, كاملة متكاملة, تفكر بقلبها وتعمل بكليتها total self ومن التوحد في ذاتها تصل إلي الذات العليا, إلي الألوهية, فيكون الكل في واحد, وبهذا يكون الانسان أداة الله في الخلق وقانونه في الحياة.
ولقد اغترب المصري عن ذاته وغرب عن حقيقته منذ أن سقط نظام ماعت, لكن نعمة إلهية هبت عليه ودخلت فيه, فإذا بشعب مصر يتغير كله ويتبدل من النقيض الي النقيض وإن طفت علي السطح منه عناصر سلبيه فسوف تذهب هذه السلبيات والمثالب الي غير رجعة فيبادر المصري الي كل ما هو إيجابي ويشيح عما هو سلبي.
بهذا قامت ثورة مصر العظيمة، منذ يوم 25 يناير 2011.
فرفرت عليها روح الله،
وهفهفت حولها كلمة الله،
فكانت كما الحلم،
وصارت كما العلم.
وبها عادت مصر إلي أصلها،
لتحمل الراية الإلهية.
للإنسانية والكونية،
في الحق والعدل والاستقامة والنظام.
قانون الله في السماء والأرض, منذ الأزل وحتي الأبد.
بهذا – وبهذا وحده – ينتهي الصراع بين الخير والشر، فينهزم ويندحر الظلم وإن بقي لضرورة وجوده في حال اثنيني ازدواجي، لكنه يكون منزوع الأظافر مخلوع الأنياب، وبهذا تكتمل الدائرة الكونية، ويعود للإنسان سلطانه,، فيكون ما على الأرض هو ما في السماء.
As below so above
ashmawy2@hotmail.com
* القاهرة
[مصر صفحة السماء (7)
->http://www.metransparent.com/ecrire/?exec=articles&id_article=19989
]
مصر صفحة السماء (10ب) المعركة الأخيرة
تحليل رائع من عالم جليل وفى الواقع ان المعركة الحالية بين القوى الطامحة الى الحرية وبين القوى المتاسلمة المتاجرة فى الدين هى المعركة الكبرى بين الخير والشر بين روح ماعت وروح ست ومنها ستخرج المنطقة باسرها من كهوف الظلام الى فجر الحرية –والشكر موصول لكاتبنا العملاق