في اعقاب اغتيال اللواء وسام الحسن، بادر عدد من سفراء الدول الكبرى دائمة العضوية في مجلس الامن الى التحرك في اتجاه المعارضة ورئاسة الجمهورية لاحتواء تداعيات ما بعد الاغتيال تحت مسميات “الاستقرار” و”عدم الانجرار إلى الفراغ”، وعدم السماح لنظام بشار الاسد بتصدير أزمته الى لبنان. وكان هاجس السفراء الحؤول دون ان تتصاعد الحركات الاحتجاجية وصولا الى إرغام الحكومة على الاستقالة.
دور بارز للسفير البريطاني
حركة السفراء إنطلقت مع السفير البريطاني “فليتشر”، الذي بادر الى الاتصال بنظرائه الفرنسي والاميركي ومن بعدهما الروسي والصيني من اجل الخروج بموقف موحد من حركة الاحتجاجات الشعبية والسياسية التي اعقبت اغتيال اللواء الشهيد. فبدأ السفراء بإسداء النصائح وصولا الى حد إعطاء تعليمات وإرشادات شبيهة بتلك التي تفوه بها المبعوث الرئاسي الاميركي ديفيد ساترفيلد، عشية الرابع عشر من آذار من العام 2005، حين ابلغ قادة ما عرف لاحقا بـ”ثورة الارز” ان يتواضعوا في مطالبهم، وان يتوقفوا عن حلمهم بإخراج الجيش السوري من لبنان، وان أقصى ما يمكنهم المطالبة به هو “إعادة تموضع الجيش السوري” عملا باتفاقات الإذعان التي املاها نظام الوصاية السوري على لبنان، واختتم ساترفيلد حديثه آنذاك قائلا “إذا استطعتم جمع بضعة ألآف في ساحة الشهداء يكونون أبطالا”!
الرد اللبناني الشعبي على ساترفيلد جاء مخيبا لآماله، فكان الحشد مئات ألاف اللبنانيين الذين طالبوا بخروج الجيش السوري وبمحكمة دولية وبالحقيقة والعدالة والسيادة والحرية والاستقلال، فسار السفراء وراء اللبنانيين وخرج الجيش السوري من لبنان.
إستثمارات ميقاتي البريطانية: ٨٠٠ مليون دولار!
بالعودة الى حميّة السفير البريطاني، ومبادرته الى الاتصال بنظرائه السفراء لاحتواء تداعيات الاغتيال، فقد أشارت معلومات في بيروت الى ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، بدأ سلسلة استثمارات في بريطانيا، قدرت بـ800 مليون دولار، مفتتحا بها عهدا من العلاقات العامة والشخصية مع المملكة المتحدة، ما يضع حركة السفير البريطاني في دائرة التساؤل، خصوصا ان موقفه جاء سابقا للسفيرة الاميركية وللسفير الفرنسي.
المعلومات تشير الى ان السفير فليتشر، استطاع بسهولة إقناع السفيرين الفرنسي والاميركي، بأن الفراغ في لبنان سيكون لصالح حزب الله ونظام بشار الاسد، وستعم الفوضى في لبنان، خصوصا ان لا بوادر في الافق تبشر بقرب إيجاد حل للازمة السورية، وتاليا يجب العمل على المحافظة على “الستاتيكو” الحالي، والتخفيف الى الحد الاقصى من الاضرار التي نتجت عن إغتيال اللواء الحسن.
وبطبيعة الحال لم يجد السفير فليتشر صعوبة في إقناع السفيري الروسي ولا السفير الصيني، لان هذا الامر يتماهى مع سياسة بلديهما! فكان الموقف الموحد لسفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الامن من عدم الموافقة على إسقاط حكومة الرئيس ميقاتي، والاكتفاء بما جرى الى الآن.
في موازاة تحرك السفراء، أشارت المعلومات الى ان اللقاء بينهم وبين قيادات قوى 14 آذار اتسم بالحدة، حيث تم إبلغ السفراء بموقف قوى 14 الرافض بأقل من رأس الحكومة الميقاتية ثمنا لاغتيال اللواء الحسن، في معزل عن مواقف دولهم. وأسهبت قوى 14 آذار في شرح موقفها من ان ما يتخوف منه السفراء إنما هو أمر واقع ميدانيا ويوميا، فحزب الله وضع يده على الدولة اللبنانية بسلاحه ومن خلال تغلغله في مفاصلها، مباشرة او بواسطة الاتباع وفي مقدمهم الرئيس ميقاتي الذي يغطي عبر استمراره على رأس الحكومة، جميع الممارسات والانتهاكات والارتكابات التي يمارسها حزب الله في لبنان او سوريا او على مساحة العالم العربي.
تصلب قوى 14 آذار أسهم في تفهم السفراء لموقفهم من دون ان يتحولوا الى داعمين للمطالبة بإسقاط الحكومة الميقاتية.
تزامناً، دأت قوى 14 آذار الإعداد لخطة مواجهة سياسية سليمة وتحت سقف القانون لاسقاط الحكومة من جهة، ولوقف آلة القتل من جهة ثانية. وتشير المعلومات الى ان الايام المقبلة ستحمل إعلانا من قوى 14 آذار عن خطتها في معزل عن هواجس السفراء، واعتمادا على تجربة العام 2005، “وليقل السفراء ما يشاؤون فنحن اخترنا إرادة الحياة ولن نقبل ان نقتل بعد اليوم”!
ا
نشاط ملفت للسفير “فلتشر”: استثمارات ميقاتي ٨٠٠ مليون دولار في بريطانيا
We heard that, Mikati was forced to pay ONE BILLION to the Regime in Syria. If this is true, how could some of 14 March Forces suggest, Mikati to be the Prime Minister for the General Election Government.
khaled