إننا نشهد في هذه الأيام العصيبة تقاتلاً بين الإخوة وذلك بحصار مدينة “بني وليد” وقصفها عشوائياً، مما تسبّب بمقتل العشرات. إن ما يحدث اليوم في ليبيا أمر خطير على مستقبل الوطن، وعلى وحدة الإقليم، وعلى اللُحمة الإجتماعية.
إن قبائل “ورفلّة” التي سطّرت أمجاداً في تاريخ ليبيا بانتفاضاتها وثوراتها المستمرة على مدى التاريخ ضد الحكم التركي وضد جور الإيطاليين وضد عَسف معمّر القذافي، لا يمكن أن تُحاصَر بهذه الكيفية ويُقتَل أبناؤها على مرأى ومسمع الشرفاء في كل الوطن.
وإن “مصراته”، بكل قبائلها، التي قدّمت قوافل الشهداء على مدى تاريخ ليبيا، لا يمكن لها أن يتحكم فيها السُفهاء، وتكون مِعولاً للهدم أو بندقية لإشعال حرب أهلية.
إن أهل “مصراته”، أولئك الذين قاموا بتضحيات جسام، هُدمت على رؤوسهم أجزاء من مدينتهم وواجهوا طغيان القذافي، وأفسدوا مشروعه في تقسيم ليبيا، لا يمكن لهم إلا أن ينصتوا لعقلائهم.
اليوم، نحن نعلم أن هذين المكوّنين، “مصراته” و”بني وليد”، ينتشران في كل مدن ليبيا، وفي كل شوارعها وأزقّتها وقراها. فإذا لم توقف هذه الحرب، فسيعم التقاتل والتناحر في كل أجزاء ليبيا.
إنني أناشد كل الشرفاء في وطني العزيز أن يقفوا حائلاً ضد هذا المخطط الجهنّمي، واناشد بالذات صديقي وأخي نائب رئيس الدولة، الأستاذ الدكتور “جمعة أحمد عتيقة”، الذي لم نعرف عنه أي انحيازٍ مناطقي أو أي نزعة قَبَلية،
كما أناشد سليل الأسرة المجاهدة، الدكتور عبد الرحمن السويحلي،
وأناشد كل الأحبة وكل الأحرار وكل الشرفاء في “مصراته” و”بني وليد” أن يقفوا ويمنعوا هذه الفتنة الكبرى.