“الشفاف” – خاص
ساد جو من الارباك طريقة تعاطي قناة الجديد التلفزيونية مع مقتل علي شعبان، وهو مساعد مصور تابع لها عند الحدود الشمالية اللبنانية السورية.
وما زاد حالة الارباك التصريحات التي أدلى بها احد أعضاء الفريق وهو المراسل “حسين خريس”، ويقال إنه من حزب الله، حيث رفض تحديد الجهة التي أطلقت النار على فريق محطة “الجديد” المؤلف منه ومن القتيل علي شعبان، ومن المصور عبده خياط.
“خريس”، وبعيدا عن وسائل الإعلام، اتهم صراحة وعلنا الجيش السوري بإطلاق النار على فريق عمل المحطة مضيفا، أنهم كانوا يعرفون ان الفريق التلفزيوني يتبع لمحطة “الجديد” وليس لمحطة “المستقبل”، وانهم تحدثوا اليهم وسمحوا لهم بالتصوير متذرعين بعلاقتهم بمختار المحلة، وهو بعثي سوري، وكان بمثابة الدليل للفريق التلفزيوني، فضلا عن ان قناة “الجديد” ليست في موقع العداء للنظام الاسدي.
ويضيف خريس، بعيدا عن وسائل الاعلام، ان من اطلق النار عليهم من الجيش السوري النظامي كان يستهدفهم مباشرة، وعن سابق تصور وتصميم.
قناة “الجديد”، وعلى جري عادتها كانت ارسلت الفريق للبحث عن أماكن “الجيش السوري الحر”، علماً أن جميع التقارير التي أعدها مراسلوها سابقا كان يبدو فيها الانحياز واضحا للنظام الاسدي. فكان خريس وعبده خياط وسواهما يلفقون روايات عن عناصر “الجيش السوري الحر” في وادي خالد، والفريق في مهمته الاخيرة لم يكن يرغب في تبييض صفحة لا “الجيش الحر” ولا اهالي “وادي خالد”، لو لم يتعرض لما تعرض له من إطلاق نار اودى بحياة مساعد المصور شعبان.
المثير للريبة في حادثة إطلاق النار على شعبان هو تدخل الحزب الالهي في لجم مشاعر الحزن الطبيعية لوالدي شعبان واهله، بحيث كان لافتا لجميع من زار منزل الفقيد شعبان، وجود اكثر من عنصر غريب عن العائلة ولا يمت اليها بصلة، يحملون توجيهات صارمة بلجم حال الغضب او تفلّت الالسنة المفجوعة. وسمع صوت أحدهم على محطة تلفزيونية يقول لوالد شعبان “تخنتها يا حاج، ما بدها هلقد”، وكأن هناك ما هو اكبر من الموت حتى لا “يتخّنها الحاج”، والد المقتول علي شعبان!
هذا في حين كان آخران يؤشران غمزا لوالدته بأن لا تسترسل في تعليقها لوسائل إعلامية قصدت منزل الفقيد متضامنة بضرورة ان لا تستفيض في اتهام النظام السوري وجيشه في جريمة قتل إبنها، والعمل على ان توجه الاتهام الى “إرهابيين” مزعومين وتحميلهم مسؤولية الإغتيال.
اما في مستشفى “رفيق الحريري الحكومي”، فكان لافتا وجود احد عناصر الحزب الالهي، يعمل على استجواب الفريق التلفزيوني، ويعمل على توجيه أجوبتهم. ولما اخفق في مهمته سأل عبده خياط :”هل كانت السيارة التي تقلكم تحمل علامة ما تدل على أنها تابعة لمحطة الجديد؟”.
أجابه خياط بالنفي، عندها تفتقت أريحية المسؤول الإلهي وتوجه الى خياط باللوم قائلا: “الآن اتضح السبب، كان عليكم ان تضعوا علامة على السيارة تشير الى أنكم تتبعون لمحطة الجديد”!!
“عبده خياط”، المصور الذي لطالما وصف بالمصور المشاغب الذي يفتعل المشاكل من دون سبب أحياناً، قيل إنه تقدم باستقالته من المحطة إحتجاجا على محاولة تمييع مقتل زميله، إلا ان هذا الامر لم يتم التأكد من صحته.
إرتباك في “الجديد”: “تخّنتها يا حاج، ما بدها هالقد”!
يا عزيزي لقد شاهدنا على قناة أخبار المستقبل علي خريس يبكي مباشرة بعد سحبه من أرض الجريمة وهو يتحدث بالهاتف مع أحد الاشخاص ويقول له بالحرف الواحد ” مين اللي اطلق النار؟ الجيش السوري”