ردّاً على سؤال عما إذا كان الربيع العربي قد أنهى تنظيم “القاعدة” يجيب الشيخ ياسر السرّي من “لندستان”:
بعد الثورة انتهت مبررات وجود التنظيمات السرية في مصر الحبيبة. وعلى كل مصري القيام بواجب الجهاد التنموي والجهاد الدعوي بالحكمة والموعظة الحسنة..
مصر الحبيبة تحتاج إلى سواعد أبنائها من أجل التعمير والتنمية، ومن لا يؤمن بهذا فلا وجود له بيننا، وليبحث عن كوكب آخر!”
الشيخ لؤي الزغبي، وهو “سلفي جهادي” مثل ياسر السرّي حسب ما توحي سيرته، يمضي إلى أبعد فيقول” “الاسلام الذي أؤمن به انا، فهو لا يرغمني على السماح ببناء الكنائس فحسب، انما ايضا على المشاركة بها، حتى لو كان المطلوب مني حمل الاحجار على كتفيّ. فعدوّي هو من يظلمني، ليس من اختلف معه. انها ثورة داخل السلفية نفسها”
ويضيف: “انا لا امانع ان يكون رئيس سوريا المقبل مسيحيا او درزيا او علويا.. شرط ان يكون عادلا”.
هذا الكلام ليس دعاية فارغة. فـ”السلفيون”، عموماً، صادقون في كلامهم! ولكن، ما هي نسبة “السلفيين”، “الجهاديين” خصوصاً، الذين يقبلون كلام السرّي ، وكلام الشيخ الزغبي خصوصاً (الذي لا نعرف إذا كان الشيخ السرّي يوافق عليه!!)؟ وهل تحدث “مراجعة” في صفوف الحركة السلفية؟ ليس “مراجعة في سجون أمن الدولة”، ولكن “مراجعة” حرة، أي مراجعة “حقيقية”؟ الأرجح أن الطويل ما يزال طويلاً.. لكن “الإسلاميين”، و”السلفيين” خصوصاً، يتحمّلون “مسؤولية” كبرى (مثلهم مثل “الإخوان المسلمين” الذين تتسم تصريحاتهم، عموماً، بنسبة أكبر من “البراعة” وأقل من “الصدق”..!) في المسار اللاحق للربيع العربي! خصوصاً في مصر وسوريا، وبعض دول الخليج. وإذا ما انحدرت هذه البلدان إلى النزاعات والحروب الأهلية، فلن يستطيع “السلفيون” وغيرهم أن ينحوا بـ”المسؤولية” على أميركا وإسرائيل! الثورة في السلفية هذا وقتها!
الشفاف
*
الشيخ لؤي الزعبي يختبئ في احدى قرى لبنان الشمالي حيث لجا بعد هروبه من سوريا. هو إمام صلاة الجمعة في أحد مساجد درعا التي انطلقت منها الشرارة الاولى للثورة السورية. سُجن الامام في احد معتقلات النظام السوري لمدة ست سنوات (1993-1998)، وهو السكرتير العام للمجموعة السلفية «المؤمنون يشاركون» المشاركة في الثورة. والشيخ لؤي اقام في البوسنة وافغانستان، وهو يؤكد انه يجسد تيارا حداثيا داخل الحركة السلفية ويدافع عن التسامح في وسطه.
صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية أجرت معه حوارا (15 شباط 2012)، هنا نصه:
كيف بدأت الانتفاضة في مدينة درعا؟
بدأت باعتقال اثني عشرة طفلا، أكبرهم في الثانية عشرة، كتبوا على الجدران: «الشعب يريد إسقاط المحافظ». اراد آباؤهم بعد ذلك التفاوض مع القوى الامنية بغية اطلاق سراحهم. فسمعوا من يقول لهم: «اذا عدتم الى هنا ثانية، فسوف نعتقلكم ونرغم زوجاتكم على تقبيل أرجلنا». أرادت احدى المحاميات الدفاع عن الاطفال، فاعتقلها الامن وحلق شعرها. وهذا الفعل الاخير عندنا يمثّل ما هو أشنع من القتل نفسه. كل هذا دفع بالناس الى النزول الى الشارع في 20 آذار من العام الماضي. وقد اطلق الامن النار عليهم، واستخدم ايضا الطوافات من اجل ذلك. قتل الامن ستة اشخاص. أطلق سراح الاطفال ولكنه اعتقل المتظاهرين. هذا ما اشعل الانتفاضة. بعد ذلك اصدرتُ فتوى دعوت فيها السوريين الى المشاركة بها. كانت فتوى سلمية تمنع المتظاهرين من قتل رجال الامن، وتدعو هؤلاء الى الامتناع عن قتل المتظاهرين. كان هدفي توسيع صفوف الثورة بطريقة سلمية. ولكن عندما بدأ النظام بقتل كل الناس بصورة منهجية، اصدرتُ فتوى ثانية تسمح للجيش السوري الحرّ بحماية المدنيين.
اليوم تدور رحى الحرب في حمص، فهل يستطيع النظام النيل من هذه المدينة؟
يخطط النظام لحل الموضوع عسكريا وبصورة نهائية. ولكن ان يسيطر على كل مدينة حمص، فهذا محال. فالثورة تسيطر على 70% من الارض السورية في الليل، وبحسب درجة نشاط الثوار، تسيطر على 20 الى 40% من الاراضي في النهار. ومن الامور التي لا يستطيع فهمها النظام تماما هي ان الجيش السوري الحرّ لا يملك قواعد ثاتبة. ولذلك، ما ان ترى القوى الامنية مقاتلا من هذا الجيش يعبر احد الاحياء، حتى تلقي القنابل على الحيّ بأكمله.
هل هناك خطر من اندلاع حرب اهلية؟
انا اخشى هذه الحرب بالذات. هنا في لبنان عندما يتكلم احدهم عن الشيعة، يهيأ لي وكأنه يتكلم عن «حزب الله». والامر نفسه في سوريا. عندما نتكلم عن العلويين، يبدو لنا وكأنهم كلهم يقفون مع النظام. ولكن لدى العديد من العلويين اسباب وجيهة ليشتركوا في الثورة. والصحيح ايضا ان النظام نفسه بدأ بتعزيز قوة ابناء هذه الطائفة. ففي حمص تلقوا السلاح، كغيرهم من العلويين الذين يقطنون مناطق اخرى. وبوسعنا القول اليوم بأن كل فرد علوي مزوّد بسلاح اكثر من اي نفر في الجيش السوري النظامي. هكذا تسير الامور بحيث تصور لك بأن كل العلويين يقفون مع النظام.
اذا تمكّن النظام من اخضاع مدينة حمص، فهل تكون الثورة بأسرها مهددة؟
سوف تضعف الانتفاضة لبعض الوقت في هذه الحالة، وسوف يتعذب الشعب بنتجيتها. ولكن اكثر ما اخشاه هو ان يستغل النظام هذه الفرصة ليفتح جبهة مع اسرائيل بمساعدة ايران. فبالنسبة لنظام أرسى قواعده جهاز المخابرات الالماني الشرقي (السابق)، ليس مستبعدا ان يقوم بتفجير المنطقة بغية الهروب الى الامام. بهذا المنطق خيضت حرب 1973 ضد اسرائيل، والتي سمحت لحافظ الاسد، والد بشار، ان يحكم سوريا كل هذه المدة. مع انه خسر هذه الحرب… ولكنه عرف كيف يتفاوض حول نتائجها. اذا اخذ النظام قرارا من هذا النوع، فانه سوف يتسبّب بحرب اقليمية.
بصفتك سلفيا، هل تقبل بتدخل قوات غربية في سوريا؟
نحن نرحب بدعم دولي للثورة.
بما فيه الدعم العسكري؟
طبعا! فالطابع السلمي للثورة انتهى الآن. نحن نملك القدرة البشرية على الحرب. ولكن ما ينقصنا هو السلاح، والمعدات واللوجستية. وبودي هنا ان اوصل فكرة هامة الى الغرب فحواها انه بعدما تنتصر الثورة، فسوف نحترم الاتفاقات الدولية وسوف نقيم علاقات جيدة مع الاسرة الدولية. على الغرب ان يفاوض مع المعارضة التي على الارض وفي القتال الدائر فيها، لا ان تفاوض اصحاب ربطات العنق (أعضاء المجلس الوطني) ذات التاثير المحدود. انا شخصيا على اتصال مع 70% من القادة الميدانيين، سواء كانوا اسلاميين او علمانيين او دروزاً…
لا امانع ان يكون رئيس سوريا مسيحيا او درزيا او علويا.. شرط ان يكون عادلا
واذا اراد الغرب ان يتحقق مما امثله عسكريا، فانا جاهز لتنفيذ عمليات عسكرية في اماكن محددة سلفا. ان هذه الثورة قوية لأنها ثورة شعبية، تضم كل مكونات البلاد، لا الاسلاميين فحسب. هناك خطر من ان يبني العالم تصورات خاطئة عن ثورتنا، ان يعتقد بأنها اسلامية. لهذا السبب شعرت بالواجب ان اشرح ما يحصل في سوريا وتبديد كل سؤ فهم ممكن حولها. في مصر، لا يريد السلفيون ان يبني المسيحيون كنائس او يرممونها… اما الاسلام الذي أؤمن به انا، فهو لا يرغمني على السماح ببناء الكنائس فحسب، انما ايضا على المشاركة بها، حتى لو كان المطلوب مني حمل الاحجار على كتفيّ. فعدوّي هو من يظلمني، ليس من اختلف معه. انها ثورة داخل السلفية نفسها. فللمرة الاولى، يريد شيخ سلفي ان يتم الاعتراف بالآخر بصرف النظر عن دينه عن أصوله وآرائه السياسية، وان يعترف بهذه الاختلافات، بل يقبلها. فانا لا امانع ان يكون رئيس سوريا المقبل مسيحيا او درزيا او علويا.. شرط ان يكون عادلا.
المستقبل – الاحد 26 شباط 2012 – العدد 4267 – نوافذ – صفحة 16
الشيخ لؤي الزغبي: “ثورة داخل السلفية نفسها”!
كلام الشيخ لؤي صحيح وجل السلفيين في المنطقة بدأوا يعتبرونه منهجا اصلاحيا جديدا يجب اتباعه
وهذا المنهج هو بدفع من سلفية السعودية التي شعرت بنتائج الخطر الذي يمثلة التكفيريين المدعومين من ايران ونظام البعث الاشتراكي على الاسلام قبل خطرة على البشرية والعالم
الشيخ لؤي الزغبي: “ثورة داخل السلفية نفسها”!
عش عمرا تر عجبا حتى السلفية أنواع : سلفي مع إيران و سلفي ضد إيران . سلفي تقليدي و سلفي قاعدي و20 % من المنضمين إلى القاعدة هم من المتحولين( مسحيون تحولوا إلى الإسلام. وهؤلاء هم الأكثر تطرفاوالأكثر تعرضا لفحص الدم اليومي).ما يقوله الشيخ لؤي الزغبي هو الفصل بين الديني و الثقافي. فهو متحول ثقافيا لا دينيا.وفي الأديان أيضا عولمة.وقد أكون أنا غير المتدين و غير الحامل للعلامات الدينية وصاحب الأيمان بالإرجاءأكثر أصولية منه . إذ لم أصل بعد إلى فصل الديني عن الثقافي. هل الشيخ الزغبي حالة فردية؟ أشك في ذلك.