بيروت – من ريتا فرج
أكد عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني السوري كمال اللبواني أن المجلس يحتاج «الى إعادة هيكلة» من أجل تفعيل دوره الوطني، مشيراً الى أن المجلس «عاجز عن إدارة الأزمة السورية في الوقت الذي يُذبح به الشعب السوري».
اللبواني، الناشط السياسي الذي أفرجت عنه السلطات السورية قبل عدة أشهر، شدد على أن «مشكلة المجلس الوطني تعود الى غياب تمثيل القيادات السياسية الداخلية التي لها تاريخ نضالي». واذ رأى أن كل «الأطراف في سورية تتسلح»، اكد «أن تنظيم «القاعدة» صناعة النظام السوري وايران والولايات المتحدة الذين يستخدمونها حين يريدون ووفق مصالحهم».
«الراي» اتصلت بـ كمال اللبواني وأجرت معه الحوار الآتي:
• كشف الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أن هناك مؤشرات على إمكان تغير في الموقف الروسي والصيني. هل تراهنون على هذا التحول؟
– هذا التحول إذا حصل فقد أتى بعد سقوط عشرة آلاف شهيد سوري. وعلى القيادة الروسية الكف عن دعم النظام السوري والوقوف الى جانب الحراك الشعبي. ما تتعرض له مدينة حمص المنكوبة وما نشاهده من مجازر يرتكبها النظام وإصرار الشعب السوري على نيل حريته وقدرته العالية على الصمود هو الذي يمكن أن يؤدي الى تغيير موقف موسكو.
• طالبتَ بإعادة هيكلة المجلس الوطني السوري. ما أبرز الطروحات التي تقدمتَ بها الى المجلس؟
– فكرة تشكيل مجلس وطني من دون انتخابات حرة تعني أن المجلس لا يجد من يمثله في الداخل. ولذلك طالبتُ بإعادة هيكلة المجلس كي يمثل القوى الفاعلة على الأرض، وهذه القوى يجب أن تنتخب الأمانة العامة التي يفترض بها الاشراف على تشكيل حكومة منفى مصغرة قادرة على اتخاذ القرارات والتحرك السريع. وبعد ذلك يتحول المجلس هيئة استشارية تقوم بدور الإشراف وتلعب دورها في المرحلة الانتقالية، إذ يتوجب قيام حكومة وحدة وطنية تمثل كل أطياف المجتمع. ومن المهم أن يتم تمثيل القيادات الثورية داخل المجلس، بالاضافة طبعاً الى الشخصيات التي لها تجربة نضالية وسياسية مرتبطة بالحراك الداخلي. المجلس الوطني السوري ارتكب منذ البداية أخطاء كبيرة خصوصاً على مستوى تمثيل القوى السياسية، فقد انتسب اليه معارضون هم في الواقع نتاج السفارات الاجنبية عدا عن أنه عاجز عن إدارة الأزمة السورية في الوقت الذي يذبح به الشعب السوري. نحن لا نحتاج الى مجلس وجهاء إنما الى مجلس يمثل القوى النضالية الحقيقية، وقد طرحتُ فكرة إعادة الهيكلة على المجلس بعدما انتسبتُ اليه. ومن ضمن المقترحات التي تقدمتُ بها اختيار مكونين لهذا المجلس يتم تعيينهما ويكون لهما صفة الاشراف، الأول يأخذ بالاعتبار الانتماء الحزبي السياسي والمنظمات المدنية، والثاني يشمل الرموز الوطنية، وهما بمجموعهما يلعبان دور بديل عن مجلس منتخب، بانتظار إمكان إجراء انتخابات حقيقية تنتج ممثلين شرعيين لمكونات الشعب السوري الحر. والمهم في هذا المقترح الذي تقدمتُ به هو الهيئة التنفيذية التي يجب أن تكون لها مؤسسات تنفيذ عملية تطبق توصيات المجلس، وهي منتخبة من الداخل بالكامل عبر الأمانة العامة.
• أشرتَ الى أن المجلس الوطني بحاجة الى إعادة هيكلة، فماذا عن العلاقة مع هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي التي تعتبر أن المجلس يريد احتكار التمثيل الشعبي؟
– ثمة أشخاص داخل المجلس الوطني السوري يريدون احتكار القرار، ولهذا طالبتُ بإنقلاب ديموقراطي لوضع حد للكوادر السياسية الطارئة على المعارضة السورية الوطنية. نحن بحاجة الى عملية تطهير أو بمعنى أدق نحن بحاجة الى تفعيل الدور القيادي داخل المجلس.
• القيادة الفرنسية طالبت بتوحيد صفوف المعارضة. هل أنتم جاهزون لتأسيس اطار موحد يجمع كافة قوى المعارضة في ظل عودة الحديث عن أزمة البديل إذا سقط النظام السوري؟
– الفرنسيون يريدون توحيد المعارضة وهذه المسألة غير متاحة. فكل جهة لها رأي وكل طرف له وجهة نظر، ويمكن حل هذه المعضلة عبر تأسيس مجالس مختلفة يكون لها وزن تمثيلي على مستوى العمل الثوري والنضالي والسياسي. مشكلة المجلس أنه تأسس في الخارج أي خارج سورية وهو تأسس بفعل الضغوط الدولية والاقليمية لا سيما القطرية والتركية، ولهذا نحتاج الى إعادة هيكلة المجلس وتعزيز مقوماته الوطنية. عدا ذلك فإن المجلس لم يأخذ في الاعتبار تمثيل القيادات السياسية الداخلية التي لها تاريخ نضالي، أما المشكلة الثانية فتتمثل في كيفية إدارة الأمور واتخاذ القرارات.
• اللجنة الدولية للصليب الأحمر طالبت بوقف النار من الجانبين أي السلطة والمعارضة بغية تقديم المساعدات الانسانية ولا سيما في مدينة حمص. هل تتوقع أن يتجاوب الطرفان مع هذا الطلب؟
– تتعرض حمص وكل المدن السورية لعملية قمع وحشية، ونتمنى أن يلقى طلب اللجنة الدولية للصليب الأحمر بعض التجاوب من النظام، لأن ما يحدث في حمص حرب حقيقية ضد الشعب يقوم بها النظام.
• اللافت أن الصليب الأحمر طالب بوقف النار من السلطة والمعارضة، وهذا يؤشر الى وجود جماعات معارضة مسلحة دخلت على خط الأزمة السورية. ما رأيك في ذلك؟
– كل الأطراف تتسلح للدفاع عن نفسها. النظام يتحدث عن حركات سلفية جهادية تنتمي الى تنظيم «القاعدة» دخلت سورية وقامت بتفجيرات حلب وحمص، وقد تقاطع هذا الموقف مع تصريحات أميركية حول خرق «القاعدة» للمعارضة من دون أن تعلم بذلك، وهذه المسألة تدفعنا الى طرح علامات استفهام كبيرة. ما أريد تأكيده أن «القاعدة» صناعة النظام السوري وايران والولايات المتحدة الذين يستخدمونها حين يريدون ووفق مصالحهم. والأخطر أن النظام يسمح لقوات المهدي ولعناصر من «حزب الله» بدخول سورية لدعمه من أجل قمع الحركة الاحتجاجية.
“الرأي” الكويتية