دمشق – معن عاقل
يراهن على الحراك الشعبي، ويعتبر أن النظام ساقط وكلفة إسقاطه أقل بكثير من كلفة بقائه، لا مخاوف لديه من حرب أهلية، والشعب السوري يسير نحو الحرية. الناشط في مجال حقوق الإنسان أنور البني مدير المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية، سجن خمس سنوات بتهمة نشر أنباء كاذبة من شأنها أن توهن نفسية الأمة، يفند في هذا الحوار مزاعم السلطة وينتقد أطيافاً من المعارضة.
– بعد تسعة أشهر ما تقييمك للوضع؟
– أنجزت الثورة منذ أكثر من شهرين مهمتها على صعيد المجتمع وبقي أن تحقق هدفها السياسي في تغيير النظام والانتقال إلى نظام يستوعب الثورة، فالثورة على الأرض قلبت مفاهيم المجتمع وغيرت طرق التفكير والعلاقات بين الناس، فالمجتمع اليوم يختلف جذرياً عما قبل 15 مارس، انكسر حاجز الخوف وشعر الشعب بوجوده وحريته وبالتالي مسألة تغيير النظام أصبحت آلية وأوتوماتيكية.
-هل ترى فرقا بين تغيير النظام أو إسقاطه.
– أنا أرى بتغيير النظام وليس إسقاطه لأنه أعم وأشمل، فتغيير النظام يعني إسقاط النظام القديم ووجود رؤية أو تصور لنظام جديد، ونحن كمركز دراسات وضعنا مشروع دستور جديد لسورية، وضعنا قانون أحزاب وقانون إعلام.
– السلطة أيضاً أصدرت مثل هذه القوانين، أين تختلفون عنها؟
– نختلف مع السلطة جوهرياً، لأنها تمارس تغيير القوانين بعقلية السلطة المهيمنة ذاتها، وتبقي آلية الهيمنة في كل هذه القوانين الجديدة، وسبق أن أصدرنا في المركز دراسة حول آلية الهيمنة والسيطرة في القوانين السورية، قوة القمع في سورية ليست فقط في أجهزة الأمن وإنما موجودة بقوة القانون، فالمادة (11) من الدستور تقول إن مهمة الجيش هي الدفاع عن أهداف حزب البعث، وهذه المادة أخطر من المادة الثامنة القائلة إن الحزب قائد للدولة والمجتمع، أيضاً المنظمات الأهلية أو الشعبية ملحقة بحزب البعث وفقاً للدستور.
– هناك مخاوف من اندلاع حرب أهلية وتدخل خارجي.
– قناعتي أن الأكثر كلفة هو بقاء هذا النظام، وكلفة إسقاطه أقل بكثير من كلفة بقائه، فهو يدمر المجتمع منذ أربعين عاماً والآن المجتمع بدأ يتعافى، وليس لدي أي خوف من حرب أهلية.
– ألا تخشى أن تتكرر تجربة العراق ؟
– الوضع العراقي مختلف عن السوري، لا يوجد في سورية الانقسام الجغرافي للتشكيلة الأثنية والطائفية العرقية، بالعكس هناك تداخل بين الإثنيات والطوائف، وثمة تجربة سابقة عندما احتل الفرنسيون سورية اعتمدوا على الأقليات، وعند خروجهم لم يتعرض أحد لهؤلاء مع أنهم كانوا يتعاملون مع الفرنسيين، لذلك لا خوف من حدوث حرب طائفية في سورية، والمسألة عندنا تتعلق بخلاف سياسي بين نظام مهيمن يحكم بقوة القمع وبين شعب يريد حريته وخرج إلى الشارع من أجلها ولن يعود إلى منزله دون انتزاعها.
– لماذا تراهن معارضة الداخل على الحوار مع النظام؟
– هناك خلط بين أمرين الحل السياسي والتسوية السياسية، الجميع يؤيد الذهاب إلى حل سياسي، وهو يعني الوصول إلى أهداف الثورة بطرق سياسية، أما التسوية فهي صفقة مع النظام يتنازل من خلالها الطرفان لبعضهما البعض، المعارضة الداخلية تندفع نحو التسوية، أما أنا فمع الحل السياسي، ولا أحد في الشارع يقبل التسوية الآن، والمعارضة تراهن على التسوية السياسية لتحتفظ بدورها لاحقاً، وقلت منذ عام 2005 أن هذه المعارضة هي معارضة نظام وليس لديها رؤية لمستقبل سورية.
– هل استطاع الشارع أن يفرز تعبيرات سياسية جديدة ؟
* وجدت قيادات سياسية ووضعت رؤى سياسية وتعرف ما تريد وهي تقود الشارع وترسم ملامح سوريا الجديدة.
أنا مسيحي من حماه عِشت المجزرة وأول من سألني عن ديني كان الجيش
– النظام لعب على مخاوف الأقليات ونجح في تجييش بعضها وتحييد آخر.
– هذه هي المشكلة، عندما قال أنا الوطن والوطن أنا، خلق خوفاً عند الناس من تدمير الوطن، وجميع الطوائف في سورية بما فيها الطائفة العلوية متضررة جداً من هذا النظام، لكنه خلق لديها مخاوف ملخصها أن ذهابه يعني ذهاب الوطن، مثل من يأخذ رهينة ويهدد بقتلها إذا لم نخضع له، وهذه الرهينة هي الوطن.
– ثمة مخاوف من فراغ سياسي إذا سقط النظام وتقدم الإسلاميون، أنت كمسيحي ألا يخيفك ذلك؟
– أنا مسيحي من مدينة حماة، شهدت أحداث حماة في الثمانينات، وطوال حياتي فيها قبل الأحداث لم يسألني أحد إن كنت مسلماً أو مسيحياً، لكن عندما دخلها الجيش عام 1982 هو أول من طرح علي هذا السؤال.
– ما رأيك بتغطية الإعلام السوري هل تصدق روايته؟
– مؤكد أن إعلامنا كاذب ليس من الآن، وليس خلال هذه الأزمة فقط، وليس هناك ثقة فيه، وسأفترض أن هذا الإعلام صادق، ليسمحوا للإعلام الخارجي العربي والدولي بالدخول وتغطيه الأحداث كما يفعل كل العالم، هذا أيضاً حق للعالم ما دامت سورية عضواً في المجتمع الدولي.
– يردون بأنه إعلام غير محايد ومنحاز.
– ليبحثوا عن الإعلام المحايد الذي يريدونه، ولكن موضوع المؤامرة الكونية على سورية، لا يمكن لأحد في العالم تصديقه، اليوم سمعت أحد محللي النظام السوريين يقول أن المؤامرة الكونية على سورية بدأت منذ عام 1963، (تاريخ استلام البعث السلطة) هل يعقل هذا الكلام، ولماذا سكتت هذه المؤامرة الكونية عن النظام السوري مدة خمسين عاماً قبل أن تنطلق الآن؟
– إلى أين نسير؟
– نحو الحرية، دون أدنى شك، لدي قلق تجاه أمرين فقط هما الزمن والثمن.
– هل هناك احتمال أن يقدم النظام على تنازلات ويرحل سلمياً؟
– نتمنى أن يكون هناك حل سياسي يحقق مطالب الشعب، الأمر كله بيد الرئيس، وإن كانت لديه فعلاً رغبة في أن يكون قائد مرحلة التغيير في سوريا، لكن قبل ذلك يجب سحب الجيش والأمن ووقف العنف والسماح بالتظاهر وإطلاق سراح المعتقلين، وهذا الحل إن حصل سيكون أقل كلفة على السلطة والمجتمع.
– إذاً تعتقد أن الرئيس هو صاحب القرار؟
– نعم وسبق أن قلتُ في مقابلة مع جريدة الرأي القطرية عام 2005 أن الرئيس يملك صلاحيات لنقل سورية نقلة كاملة خلال 24 ساعة إن كانت لديه الرغبة والإرادة للتغيير، ولكن الرغبة غير موجودة.
– هل فات الأوان وقضي الأمر؟
– دائماً الحل السياسي، يجب أن يبقى بابه مفتوحاً حتى آخر لحظة، يجب الحفاظ على كل ما يوفر نقطة دم واحدة مع الحفاظ على المطالب دون تنازل، لا أحد يقبل بالتسوية السياسية، أما الحل السياسي فندعمه بكل لحظة ولآخر لحظة.
أنور البني: كلفة إسقاط نظام الأسد أقل من بقائه
http://zaman-alwsl.net/readNews.php?id=23265
أنور البني: كلفة إسقاط نظام الأسد أقل من بقائه نعم سيكتب التاريخ عن جرائم ومجازر النظام السوري الدموي المجرم الارهابي خلال 48 عاما عجافا من مجازر وقتل وتنكيل ودمار وتفقير وذل للشعب السوري وكيف ان النظام السوري الارهابي قتل خلال 10 اشهر الاخيرة اكثر من 10000 بريء من الاطفال والنساء والشباب المنادين بالحرية والديمقراطية وانهاء الاستبداد والفساد وعبادة الفرد. ويوم امس كان هناك حلقة في الاتجاه المعاكس في قناة الجزيرة والمشاهد استوعب مدى التخلف الذي تعانيه سوريا وخصوصا المحللين السياسين التابعين للنظام السوري السرطاني الخبيث وخاصة في نهاية الحلقة فان شبيح النظام الاعلامي المضلل عرض صورة فرعون سوريا بشار السفاح… قراءة المزيد ..