طرابلس (رويترز) – تجمع عشرات الالاف من المحتجين في مدينة بنغازي في شرق ليبيا يوم الاثنين للتعبير عن خيبة املهم ازاء الزعماء الذين وصلوا الى السلطة بعد الاطاحة بمعمر القذافي.
وفي أكبر مظاهرة في المدينة منذ بدأت الانتفاضة ضد القذافي قال شاهد لرويترز ان ما بين 20 و30 ألف محتج احتشدوا في ميدان الشجرة وشارع عبد الناصر المجاور في وسط بنغازي.
وهتفوا بشعارات تذكر بأن الثورة بدأت من بنغازي وطالبوا بادخال تغييرات على المجلس الوطني الانتقالي واقالة أي شخص ارتبط بحكم القذافي من الحكومة.
وأطيح بالقذافي بعدما قضى 42 عاما في السلطة في انتفاضة بدأت باحتجاجات في بنغازي. ويحاول المجلس الوطني الانتقالي اعادة البلاد للوقوف على قدميها وبناء مؤسسات ديمقراطية.
لكنه يواجه ضغطا كبيرا من المواطنين العاديين الذين يتوقون لتحسن أحوالهم فضلا عن جماعات مصالح اقليمية عازفة عن تسليم السلطة التي انتزعتها خلال الصراع ضد القذافي الى حكومة مركزية غير منتخبة.
وناشد رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل الليبيين يوم الاثنين منح السلطات الجديدة بعض الوقت.
وقال للصحفيين ان كل ما يريده من الناس هو الصبر على الحكومة الانتقالية. وذكرهم بأنهم صبروا نحو 40 عاما وقال انه يعتقد أن الصبر على هذه الحكومة لبعض الوقت ليس كثيرا.
وشرح عبد الجليل خططا لمساعدة من حاربوا ضد القذافي على القاء السلاح والقيام بأدوار في الحياة المدنية ولتعزيز أمن الحدود واعادة توزيع أموال الحكومة المركزية للسماح بمزيد من الاستقلال للاقاليم والمدن.
*
وقالت المحامية من بنغازي تاهيني الشريف «هناك أسئلة كثيرة على عبد الجليل أن يجيب عنها. النظام لم يتغير. إنه التهميش والاضطهاد نفسه للمدن». وأضافت إن المتظاهرين كانوا غاضبين من تصريحات عبد الجليل بأنه سيجري العفو عن مقاتلين تابعين القذافي، مشيرة الى أن «عبد الجليل يطلب منا أن نسامح مقاتلي القذافي. أيقول الشيء نفسه إن كان ابنه من قتل أو جرح في الثورة؟»، قبل أن يردّد المتظاهرون «المجلس الوطني يجب أن يرحل. جليل يجب أن يرحل».
*
المجلس الوطني الانتقالي يعد بمزيد من الشفافية ويطلب من الليبيين الصبر
وكالة الصحافة الفرنسية-
وعد رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل الاثنين بمزيد من الشفافية في اداء وتشكيلة المجلس داعيا الليبيين الى التحلي بالصبر.
وقال عبد الجليل في مؤتمر صحافي ان المجلس “سيفعل دوره وسيتواصل مع المجتمع من خلال (نشر) السيرة الذاتية لأعضائه (على موقعه على الانترنت) ومن خلال تلقى الشكاوى ومن خلال بيان ما يقوم به من دور فاعل خلال هذه الفترة والذي أكد بأنه سيتم تفعيله الأسبوع القادم على أكثر تقدير”، على ما نقلت وكالة الانباء الليبية.
و”طمأن المستشار عبد الجليل جميع الليبيين على وضع بلادهم مؤكدا انهم سيتمتعون بالخير والامن”.
كما دعا الى “ضبط النفس والحفاظ على المقدرات العامة”.
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش اعربت الاحد عن قلقها من “غياب الشفافية” لدى السلطات الليبية الجديدة ولا سيما بشان القوانين المتبعة في الفترة الانتقالية.
وافاد عبد الجليل ان الحكومة الانتقالية التي تشكلت قبل شهر “ملتزمة بأولويات” من بينها “تكريم العائدين من الحرب (الثوار السابقين) بما يليق بهم واستيعابهم داخل مكونات الجيش والأمن الوطني” والامن.
واكد انه اذا تحققت تلك الاهداف في الايام المئة المقبلة فسيشكل الامر انجازا كبيرا لليبيين والحكومة.
واشار الى ان عمل الحكومة والمجلس ليس سهلا في عدد من المدن مشيرا الى تخصيص ميزانية للمجالس المحلية في عدد من مناطق البلاد التي شهدت نزاعا طوال سبعة اشهر.
ونفى عبد الجليل قرار العفو عن قوات معمر القذافي التي واجهت الثوار.
وقال “ان ما ورد في الأيام السابقة بأن هناك عفوا عن من كان مع معمر القذافى ليس صحيحا والعفو هو شخصي وهو مسألة شخصية ولا يجوز للمجلس الوطني ولا أي شخص أن يتنازل عن حق الليبيين في المال العام”.
*
وعود
عبد الجليل: بنغازي عاصمة الإقتصاد، و”درنة” الثقافة، و”مصراته” رجال الأعمال، و”الزاوية” العلم والترابط الإجتماعي!
طرابلس فى 12 ديسمبر / وام / قال رئيس المجلس الوطني الانتقالي المستشار مصطفى عبدالجليل اليوم أن الحكومة الانتقالية التي لم يدم عمرها أكثر من شهر ملتزمة بأولويات من أهمها استعادة الحياة داخل ليبيا.
واضاف في مؤتمر صحفي عقده بطرابلس أنه من بين أولويات الحكومة توفير فرص الدراسة في الخارج وفرص العمل الحر وتكريم العائدين من الحرب بما يليق بهم واستيعابهم داخل مكونات الجيش والأمن الوطني وكذلك تكريم اسر الشهداء بما يليق ومكانتهم والعناية بالجرحى من خلال اهتمام وزارة الصحة بهم ومنحهم الأولوية.
وأعلن عبد الجليل أن الميزانية القادمة ستخصص لكل المجالس المحلية وفقا لعدد السكان والمساحة الجغرافية وما تعرضت له من دمار أو أتلاف خلال الحرب ,, موضحا بأنه يوجد أكثر من 50 مجلسا محليا سيتم الإعلان عنها خلال الأسبوع القادم.
وقال ان النشاط سيعود لكل المدن وستكون مدينة بنغازى المدينة الاقتصادية الأولى في ليبيا وستكون مدينة درنة مدينة الثقافة وستكون مدينة مصراتة مدينة رجال الإعمال والاقتصاد وستكون مدينة الزاوية مدينة العلم والترابط الاجتماعي.
وشدد على أن كل المدن وبكل مكوناتها السابقة سيعود لها زخمها وصفاتها التي كانت تتصف بها في السابق.
وأعتبر أن بعض المشاكل التي تحدث بين الحين والأخر في بعض القرى والمناطق والمشاحنات وإطلاق النار يعد امرا يثقل كاهل الحكومة والمجلس.