بعد الصدمة الإيجابية التي احدثها لقاء “سيدة الجبل” في الاوساط السياسية المحلية اللبنانية، وردود الفعل العربية المرحبة، بدأت قوى سياسية لبنانية من الطائفة السنية وفي مقدمها “تيار المستقبل” العمل على التحضير للقاء”سيدة جبل” إسلامي، يعقد في عرمون بداية الشهر المقبل على أبعد تقدير.
وفي حين يشرف رئيس الحكومة الاسبق فؤاد السنيورة على التحضيرات الجارية، ظهر ميل لدى المنظمين الى إطلاق تسمية “لقاء عرمون”، على إجتماعهم الذي ستصدر عنه وثيقة سياسية تلاقي تلك التي صدرت عن لقاء “سيدة الجبل”، في مضمونها وإن من زاوية إسلامية، بحيث تتكامل الوثيقتان لتشكلان في مضمونهما وثيقة سياسية لبنانية تحدد دور لبنان الريادي في الربيع العربي.
اما في العناوين التي يتم بحثها، فهي تتوزع على محاور عدة أبرزها، مسألة الأقليات حيث يشدد المنظمون على ان لبنان قائم على مجموعة أقليات، عندما يجمعها الولاء للوطن، تصبح أكثريات، في ملاقاة لشعار “لبنان أولا”، إذ أن المنظمين السنّة سيحرصون على تأكيد ثوابت العيش الواحد والتأييد المطلق للربيع العربي وفي جميع الدول العربية وليس حصرا في سوريا.
كما سيحرص المنظمون على تأكيد دور السنّة في لبنان بوصفهم رأس حربة إعتدال في مواجهة موجات التطرف على إختلافها والبدع الإرهابية التي تضرب العالم الاسلامي والعربي من حين لآخر.
مصادر قريبة من “لقاء سيدة الجبل” و”لقاء عرمون” المرتقب أشارت الى ان التنسيق قائم بين اللقائين من أجل الإعداد لمؤتمر وطني لبنان جامع قد يعقد في “مجمع البيال”، قبل نهاية السنة الجارية على أبعد تقدير بعد أن تكون الوثيقة الإسلامية قد صدرت وأخذت مداها نقاشا إقرارا في الاوساط السياسية اللبنانية.
وأشارت المصادر الى ان المؤتمر الوطني سيعلن إصدار “مانيفست” سياسي، بدأ العمل على وضع عناوينه الرئيسية يشكل مضمونا وشكلا ردا على الاسئلة والتحديات التي تطرحها المرحلة الحالية والمقبلة في لبنان والمنطقة العربية، وإعادة إنتاج اللحمة الوطنية التي تجلت في إنطلاق “ثورة الارز” التي يعتبرها “لقاء سيدة الجبل” و”لقاء عرمون” المرتقب الشرارة التي أطلقت “ربيع العرب”، بحلة جديدة تلاقي تداعيات التحولات التي ضربت المنطقة العربية، والتي ستطال لبنان حتما.
ويشير المنظمون الى ان الرئيس الحريري ومعه الرئيس فؤاد السنيورة يحرصان على إنجاح “اللقاء” والمؤتمر” من أجل الخروج بتوصيات وقرارات تهدف الى طمأنة المسيحيين بوصفهم شركاء متساوون مع المسلمين في صنع التغيير وحماية الديمقراطيات الناشئة وتلك التي ستنشأ في لبنان والعالم العربي.