كشفت برقية صادرة عن السفارة الأميركية في باريس بتاريخ 02/01/2008 ومنشورة في موقع “ويكيليكس” تحت الرقم 2 أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان وصف رئيس “التيار الوطني الحرّ” ميشال عون بأنه “رجل مجنون”، مضيفاً أنه “رجل خطير” يريد العنف في الشارع. وبدا محتقراً للطريقة التي يلجأ إليها عون لاستغلال اغتيال اللواء فرنسوا الحاج سياسياً، واصفاً تصرفه بالـ”معيب”، لافتاً إلى أن عون يحاول إضعافه أو تدميره، لا سيما من خلال التلميح الذي أشاعه بعض المقربين منه في الجيش بأن سليمان كان مهملاً وربما متورطاً في اغتيال الحاج. ولفت إلى أن عون من خلال اتصالاته في الجيش بث شائعات مفادها أن الجيش سينقسم، متسائلاً عن السبب الذي يدفع أياً كان لإلقاء عود ثقاب على برميل من البنزين الذي يغرق فيه لبنان اليوم.
ورأى خلال اجتماع مع السفير الأميركي آنذاك جيفري فيلتمان في الأول من كانون الثاني 2008، أن عون يروّج لطموحاته الرئاسية الشخصية من خلال تدمير سمعة الرئيس سليمان ومن خلال زجّ الجيش في وضع غير مقبول، مصراً على أنه على حكومة الولايات المتحدة الأميركية أن تعاقب عون. وأشار إلى أنه “على أحد ما” أن يقنع السوريين بطريقة بأن من مصلحتهم أن يروا نهاية للفراغ الرئاسي، متهماً السوريين بأنهم يقفون خلف تباطؤ “حزب الله” وحركة “أمل” في حلّ المأزق الرئاسي.
وأفاد بأن وفداً من 8 آذار وعونيين زاروه وحاولوا فرض شروط لهم كالامتناع عن تعيين الوزير الياس المر في الحكومة المقبلة وفرض الثلث المعطل، وأوضح أن القلق السوري- العوني و”حزب الله” مرتبط بمخاوفهم من أن يكون المر وزير الداخلية المقبل والذي سيشرف على الانتخابات البرلمانية المقبلة”.
وهنا الترجمة الحرفية لنص البرقية بالإنكليزية، وتحمل الرقم “08Beirut2” تحت عنوان: “سليمان يرى عون “خطيراً” وسوريا تقف خلف المأزق الرئاسي”.
“بدا قائد الجيش اللبناني والمرشح الرئاسي ميشال سليمان خلال الاجتماع الذي عقده مع السفير الأميركي في بيروت في الأول من كانون الثاني مرتبكاً وغاضباً في آن إزاء الانتخابات الرئاسية. وفي حين بدا مشككاً في إمكانية إجراء الانتخابات في الجلسة المقررة في 12 كانون الثاني، نفى الشائعات التي تحدثت عن إمكانية انسحابه من السباق الرئاسي.
وبعد أن وضع جانباً مسألة الإشارات الإيجابية التي يزعم أنه تلقاها من دمشق، قال إنه يعتقد أن السوريين يقفون خلف تباطؤ “حزب الله” وحركة “أمل”. وقال إن ميشال عون “رجل خطير” يريد العنف في الشارع، لكنه عبّر عن ثقته بقدرة الجيش على مواجهة الاضطرابات في حال وقعت والبقاء موحّداً. وبدا سليمان محتقراً للطريقة التي يعتبر أن ميشال عون يلجأ إليها لاستغلال اغتيال اللواء فرنسوا الحاج سياسياً. وأصّر على أنه على حكومة الولايات المتحدة الأميركية أن تعاقب عون. وكشف سليمان عن اتصال فريق 8 آذار والعونيين به، وأن الياس المر وصل إلى نقطة مفصلية: قال له زائروه (من 8 آذار) الذين يعتبرون المر أداة أميركية، إنهم يريدون منه معارضة عودة المر إلى الحكومة المقبلة. ورفض سليمان جميع الاقتراحات قائلاً إنه كرئيس إجماع، عليه أن يحظى بقوة وازنة داخل الحكومة لكي يتمكن من فرض الإجماع على اللاعبين السياسيين المترددين. وأضاف إن الفرنسيين أخطأوا عندما لعبوا بالأرقام في الحكومة مع السوريين، غير أنه في النهاية، “على أحد ما” أن يقنع السوريين بطريقة ما بأن من مصلحتهم أن يروا نهاية للفراغ الرئاسي. وأمل سليمان في أن يُصار إلى تفاهم سعودي – سوري محتمل حول الرئاسة، ووجد أن الاهتمام المتزايد الذي تبديه قطر به (بما في ذلك دعوة تلقاها للاجتماع مع الأمير رفضها سليمان بحجة أنها غير مناسبة لقائد جيش) مثير وواعد”.
وأشارت البرقية إلى أن “السفير التقى في اجتماع مغلق استمر 75 دقيقة مع قائد الجيش العماد ميشال سليمان الذي افتتح اللقاء بالمزاح حول العام “السعيد” الذي سيحل على لبنان. واعترف سليمان أنه في الوقت الذي يركّز كل اهتمامه على واجباته كقائد للجيش، إلا أن هذه الفترة ليست سهلة بالنسبة إليه. وتناول قصاصة ورق عن مكتبه وقرأ ما كُتب بخط اليد عبارتين بالفرنسية يقول إنهما تلهمانه وتهديانه خلال هذه الفترة الانتقالية. والعبارتان تتعلقان بكيفية التغلب على الخوف وكيف يستلهم الشخص الذي لا يشعر بالخوف. وقال سليمان إنه نسخ هاتين العبارتين من ترجمة فرنسية للكتاب الشعبي الذي وضعه سبنسر جونز العام 1998 بعنوان “من أزاح قطعة الجبنة الخاصة بي؟ طريقة مذهلة لكيفية التعامل مع التغيير في عملك وحياتك”. وحث سليمان السفير على قراءة الكتاب وقال “سأرسله لك”. وأضاف بحماسة أنه يقترح على كبار قادة الجيش أن يقرأوا هذا الكتاب”.
سليمان لن يسحب ترشيحه
ولفتت البرقية إلى أنه “بعد أن راجع الرجلان الوضع المعتاد للانتخابات الرئاسية مع تشكيك سليمان بأن الانتخابات ستجري في الجلسة البرلمانية المقررة في 12 كانون الثاني- سأل السفير قائد الجيش عن الشائعات التي تحدثت عن إمكانية سحب ترشيحه نتيجة إحباطه من الأزمة السياسية. واعترف سليمان أنه سمع بهذه الشائعات لكنه نفاها قطعياً وقال “لماذا تسهيل الأمر عليهم؟” (من الواضح أنه عنى بهم الذين يعرقلون انتخابه). وأضاف ضاحكاً بما أنه لم يعلن أصلاً ترشحه للرئاسة، فليس عليه أن يتراجع عن أي شيء”.
اغتيال الحاج: استغلال عون “معيب”
وأشارت البرقية إلى أن “السفير قدم تعازيه لسليمان بفقدان أحد كبار أركان الجيش، ثم سأل عن التحقيق الجاري في قضية اغتيال اللواء فرنسوا الحاج في 12 كانون الأول. واعترف سليمان أنه كان ينوي اقتراح تعيين الحاج قائداً للجيش إذا تم انتخابه للرئاسة. وقال إنه يعتبر اغتيال الحاج من دون شك رسالة موجهة إليه لتحذيره. وأضاف أنه تساءل عما إذا كان تم اختيار الحاج بديلاً عن اغتياله بعد أن ثبت أن سليمان هدف صعب. وأشار سليمان إلى أنه كان يجوب أنحاء البلاد كافة بشكل دوري لزيارة القادة الميدانيين للجيش وأنه كان في الجنوب قبل يوم واحد من اغتيال الحاج، مضيفاً أنه كان ينوي قضاء الليل في الجنوب لكن مستشاريه الأمنيين القلقين من إمكانية استهدافه خلال وجوده في خيمة وفي منطقة معينة لفترة طويلة، نصحوه بالعودة من دون إعلام مسبق إلى مقره في 11 كانون الأول عوضاً عن اليوم التالي عندما قتل الحاج. وأعرب سليمان عن أسفه لاستشهاد الحاج قائلاً إن الجيش خسر أحد أفضل رجاله.
وقال سليمان إنه كان عليه العمل جاهداً لبناء معنويات الجيش بعد اغتيال الحاج. وفي حين أن عملية الاغتيال قرّبت في ما بين أركان الجيش وجمعتهم في الحزن المشترك، إلا أن ميشال عون من خلال اتصالاته في الجيش نشر شائعات مفادها أن الجيش سينقسم لولا العمل التعويضي الذي قام به. وأسر عون للمقربين منه داخل الجيش أن اللواء الحاج كان القوة والعقل الحقيقيين في الجيش متسائلاً عن كيفية وقوع عملية الاغتيال في قلب منطقة بعبدا وهي المنطقة الأمنية المفترضة، نظراً لقربها من القصر الرئاسي واليرزة مقر القيادة العامة للجيش ووزارة الدفاع. والتلميح الواضح الذي نشره بعض المقربين العونيين في الجيش هو أن سليمان كان مهملاً وربما متورطاً.
بعبدا: منطقة “ملوّنة” ويمكن التسلّل إليها من الضاحية الجنوبية!!
وعلّق سليمان قائلاً إن ذلك “معيب” من قبل عون الذي كان شخصياً قائداً للجيش، استغلال مقتل الحاج سياسياً من أجل إضعاف أو تدمير سليمان. والجميع يعرف أن بعبدا منطقة “ملونة” و”جميع الأشخاص” قادرون على التسلل إليها من الضاحية الجنوبية القريبة. ويبدو أن عون “نسي” أنه كان شخصياً ضحية لمحاولة اغتيال في قصر بعبدا. وفي جميع الأحوال، عبّر سليمان عن اعتقاده بأن وحدة الجيش لا تزال قوية على الرغم من أن الضباط الشيعة قرفوا من محاولات عون لعرقلة وإضعاف سليمان. وسأل سليمان السفير عما إذا كان قد شاهد الملاحظات “المقرفة” لعون عشية رأس السنة التي تناول بها البطريرك صفير (التي نبه خلالها عون الكنيسة للبقاء بعيداً عن السياسة)”.
عون “خطير”
ويعتزم التظاهرات العنيفة
وأضافت البرقية “في تعزيز للموضوع وصف سليمان عون بأنه “رجل خطير”. وفي حين قال إننا بحاجة لمراقبة ما سيقوله الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله في خطابه مساء اليوم، قال سليمان إنه يعتقد أن نوايا عون هي إثارة التظاهرات في الشارع والتي يريدها أن تتحول إلى العنف. أضاف “إنه رجل مجنون”، متسائلاً عن السبب الذي يدفع أياً كان الى إلقاء عود ثقاب على برميل من البنزين الذي يغرق فيه لبنان اليوم. وأجاب سليمان عن سؤاله بنفسه (مستخدماً التظاهرات أمام السفارة الأميركية كمثل) قائلاً إن عون يعتقد أنه من خلال تدمير سمعة سليمان من خلال زج الجيش في وضع غير مقبول (مثلاً: حماية الجيش للسفارة وتحميله كلفة مهاجمة المتظاهرين) فإنه يروّج لطموحاته الرئاسية الشخصية. وعبر سليمان عن ثقته بأن الجيش لا يزال موحداً وقوياً وأنه سيرد بحزم وفعالية على أي تظاهرة عنفية بما فيما مهاجمة السفارة. “وقال “لا تقلقوا”. إضافة إلى ذلك، فإذا لم يتحمس “حزب الله” (القلق من اشتباكات سنية شيعية) فإن عون لن يكون قادراً على الانسحاب من أي تظاهرة كبيرة على اعتبار أن أنصار عون لا يريدون الاشتباك مع الجيش.
وأشار السفير إلى أنه سيلتقي عون خلال الأسبوع الحالي، فما هي النصيحة التي يوجهها سليمان للتعامل معه نظراً لميوله الخطيرة وغير العقلانية؟ قال سليمان إنه يجب أن يكون السفير “حازماً” حول وجهات نظرنا بالتصرفات المدمرة في الشارع لكن (وكما قال من قبل) نصح بعدم توجيه تهديدات واضحة. وفي حين أن حكومة الولايات المتحدة الأميركية قد ترد على الاستفزازات الفعلية بفرض عقوبات، إلا أن سليمان نصح بتمرير مثل هذه التحذيرات عبر نواب عون ومستشاريه بدلاً منه شخصياً ما لم يعلن أن الولايات المتحدة تبتزه. وقال سليمان “لديه ما تسمونه عقدة الاضطهاد التي يستخدمها لبناء شعبيته”.
واقترح سليمان أن يحاول السفير دفع عون إلى التشنّج قليلاً من خلال الحديث عن ما يملكه عون وسليمان من قواسم مشتركة مثل قيادة الجيش، القلق حول مستقبل المسيحيين في لبنان، الرغبة في وقف الفساد إلخ… في محاولة لدفع عون ليقول علناً الأسباب التي تجعله لا يثق بقدرة سليمان على الإمساك بميزان الحكومة وتقرير من يجب تولي قيادة الجيش من بعده. وقال سليمان إن هذه التفاصيل جميعها دخانية وتخفي خلفها حقيقة أن عون لا يقبل بوصول سليمان إلى الرئاسة. وتساءل سليمان أليس ذلك غريباً كم يملك المتنافسان ميشال عون وسمير جعجع من قواسم مشتركة: كلاهما يرى في ميشال سليمان أكبر خطر يتهدد شعبيتهما على اعتبار أن سليمان قادر أكثر من المرشحين الباهتين أمثال ميشال ادة، على جذب المسيحيين الذين يتطلعون إلى زعيم سياسي ثالث”.
خط أحمر ضد الياس المر
وتابعت البرقية “أشار سليمان إلى أن وفداً من 8 آذار والعونيين زاره مؤخراً ضم زعيم تيار “المردة” سليمان فرنجية ومستشار عون (وصهره) جبران باسيل وعلي حسن خليل من حركة “أمل” وحسين خليل من “حزب الله”. وفي حين أن الوفد عبر عن دعمه وتقديره لقائد الجيش، إلا أنه حاول فرض شروط على رئاسة سليمان. وزعم سليمان أنه صدم من “الفيتو” القوي الذي عبّر عنه الوفد على لسان فرنجية تحديداً ضد عودة نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الياس المر إلى أي منصب حكومي. وقال الوفد إن المر مقرّب جداً من السفير وأنه أصبح أداة فرض للسياسة الأميركية في لبنان. وقال سليمان إنه رفض هذا الطرح متحدياً الوفد إذا كان لديه أي مشكلة مع أداء الجيش خلال السنتين والنصف الماضية. وعندما لم يقل الوفد إن لديه اعتراضاً، قال سليمان إن أداء الجيش مرتبط بتوجيهات المر.
وأصّر فرنجية طالباً من سليمان الالتزام بأنه سيعارض أي تعيين جديد للمرّ. وسأل سليمان فرنجية عن ردة فعله في حال طلب سعد الحريري من سليمان اليوم التزاماً بفرض “فيتو” على تعيين فرنجية في منصب وزاري. وأشار السفير إلى أن ما يقوله فرنجية عادة يعكس سياسات دمشق نظراً للعلاقة القريبة التي تربطه بالرئيس السوري بشار الأسد. وبعد هز رأسه موافقاً، قال سليمان إن القلق السوري- العوني و”حزب الله” مرتبط بمخاوفهم من أن يكون المر وزير الداخلية المقبل والذي سيشرف على الانتخابات البرلمانية المقبلة. ونظراً لأن فريق 8 آذار وميشال عون ينوي تدمير غالبية 14 آذار نهائياً في هذه الانتخابات، فإنهم يصّرون على الحصول على حقيبة وزارة الداخلية. لكن سليمان أضاف متكهناً أن 8 آذار والعونيين سيقبلون على الأرجح ببقاء المر في الحكومة طالماً أن منصبه لن يكون مهماً”.
رافضاً الثلث المعطل
ولفتت البرقية إلى أن “السفير سأل سليمان عن الشروط الأخرى التي حاول الوفد فرضها، فقال إنهم أصّروا على أن يكون هناك 11 وزيراً من أًصل الوزراء الـ20 في الحكومة المقبلة من فريقهم (إعطاؤهم الثلث المعطل). وكرر سليمان حججه بأنه لن يرضى مسبقاً التخلّي عن صلاحيات الرئاسة التي تمنحه حق تقرير تشكيل الحكومة بالاتفاق مع رئيس الحكومة. لكنه سأل ضيوفه لماذا يحتاجون إلى الثلث المعطل إذا كان لسليمان الحصة المهمة من الوزراء. وزعم أنه سألهم “ألا تثقون بي؟” وقال إن جبران باسيل (“رجل مرعب”) احتج بأن آل الحريري لديهم عادة رشوة الوزراء لجلبهم إلى ناحيتهم وهو تعليق دفع سليمان إلى الانفجار غضباً وقال “إذا كان لدي خمسة، ستة أو سبعة وزراء، هل تعتقد أني سأختار الوزراء الذين يمكن شراؤهم”. وأضاف سليمان أنه قال لباسيل أنه سيعيّن ابنه، وصهره وابنته في مناصب وزارية في هذه الحال وتحداه أن يتهم عائلة سليمان بالفساد. وقال سليمان إن باسيل فوجئ لكنه لم يتراجع.
وكما أبلغ نائب وزيرة الخارجية الأميركية دافيد ولش ومساعدها لشؤون الشرق الأدنى أليوت أبرامز، فإن سليمان قال إنه يتصّور حكومة مؤلفة من 13 وزيراً لفريق 14 آذار وعشرة وزراء لفريق 8 آذار وسبعة زراء له، مضيفاً أنه إذا أراد الناس رئيساً توافقياً فعليهم أن يعطوا الرئيس الأدوات من خلال الثقل الحكومي لكي يفرض التوافق. وأشار السفير إلى أنه في حال الانقسام بين فريقي 14 و8 آذار في الحكومة، فإن فريق 8 آذار بحاجة لدعم واحد فقط من وزراء سليمان لتعطيل القرارات الكبرى في حين أن فريق 14 آذار سيكون بحاجة لجميع وزراء سليمان لتمرير القرارات الرئيسية. وحتى في القرارات الهامشية التي تتطلب غالبية بسيطة، فإن على فريق 14 آذار إقناع ثلاثة من وزراء سليمان لتمرير القرار. وسأل السفير سليمان ما إذا كان سعد الحريري وافق على هذه التركيبة التي يبدو أنها تميل لصالح 8 آذار. فابتسم سليمان وقال إن هذا موقفه المفتوح، وأنه متمسك به لغاية الآن لكن كل ذلك يمكن مناقشته بعد إجراء الانتخابات الرئاسية وليس اليوم خشية إضعاف صلاحيات الرئاسة.
“الخطأ” الفرنسي
في مناقشة الحكومة
مع سوريا التي تقف وراء المأزق الراهن
وأفادت البرقية أن “السفير سأل سليمان ما هو لب المشكلة برأيه، مشيراً إلى أنه قبل ستة أشهر معظم الأشخاص افترضوا أن سوريا ستكون مسرورة بوصول سليمان إلى الرئاسة، فما الذي حدث؟ فضحك سليمان وقال “لم تثقوا بي في حينها ولا هم وثقوا”. وأضاف، اليوم لا يثق السوريون به جزئياً بسبب نهر البارد: لم يعتقد أحد في دمشق أن الجيش اللبناني قادر بما يكفي أو أن قيادة الجيش تملك من الشجاعة ما يدفعها لملاحقة “فتح الإسلام” في قتال حتى النهاية. واليوم ينظر السوريون إلى سليمان والجيش اللبناني بطريقة مختلفة وعلى الرغم من أن سليمان قال في عز المعارك إن العلاقات بين “فتح الإسلام” والنظام السوري ليست بالوضوح الذي يعبر عنه فريق 14 آذار. وعلى الرغم من أن أصدقاءه في دمشق بعثوا إليه قبل عشرة أيام بضمانات بأنه سيكون رئيساً، إلا أن سليمان الذي كان متشجعاً في البداية، أصبح يعتقد اليوم أنهم كانوا يكذبون.
وقال سليمان إن الفرنسيين “ارتكبوا خطأ كبيراً” عندما ناقشوا مع السوريين مسألة الحصص في الحكومة. وأضاف إذا كان الفرنسيون يريدون الانخراط مع سوريا فلا بأس لكن لم يكن عليهم إعطاء السوريين الانطباع بأن دمشق تملك سيطرة على تشكيلة الحكومة. ولدى سؤاله عن السياسة البناءة التي يجب اعتمادها مع سوريا قال سليمان يجب أن يتحدث “أحد ما” مع السوريين. يجب أن يشعر السوريون إما بالضغط أو بالضمانات بأن ملء الفراغ الرئاسي يصب في مصلحتهم. اليوم، يرى السوريون أفضلية في الفراغ. ومازح سليمان قائلاً إن بإمكان السعوديين التحدث مع السوريين عن الرئاسة. هذا يعطي السوريين شيئاً الحوار ولو كان محدوداً- مع السعوديين مقابل الانتخابات الرئاسية في لبنان. وعبّر السفير عن التشاؤم مشيراً إلى أن السعوديين لا يبدون في وارد إجراء مثل هذا الحوار. وقال سليمان “لا تكونوا متأكدين من ذلك. لقد سمعت أن شيئاً ما يجري خلف الستائر”. وتوقع السفير أنه في هذه الحالة فإن الشيء نفسه يمكن أن يحدث كما حدث مع الفرنسيين: قد يغري السوريون السعوديين بالحديث عن أشياء يجب أن تترك حصراً للبنانيين.
وفي نهاية الاجتماع أشار سليمان إلى أن القطريين زادوا مؤخراً من حجم اتصالاتهم به على غير المتوقع. وهذا ما أعطاه بعض الأمل بأن مسألة الرئاسة قد تحلّ على اعتبار أن القطريين يتصرفون بالتنسيق مع السوريين. ووجّه القطريون له دعوة لمقابلة الأمير لكن سليمان قال إنه رفض هذه الدعوة لأنها غير مناسبة لقائد جيش. وبعد أن لمح تعابير الاستغراب على وجه السفير زعم سليمان إن لقاءه مع الرئيس المصري حسني مبارك قبل بضعة أشهر كان مختلفاً: لم يكن في حينها مرشح أي فريق للرئاسة وكان يقوم بزيارة رسمية للاجتماع مع رؤساء أجهزة الأمن المصرية عندما تم تحديد موعده مع مبارك”.
“المستقبل”
Sorry، نسيت أن أضيف (في سليمان) :
صبي ذكي وحسّاس (عاطفياً). أنظروا الصورة.
“ويكيليكس” سليمان: عون “خطير” واغتيال فرنسوا الحاج رسالة موجّهة لي
بُحّ صوتي وأنا أقول وأردّد للمعمورة : سليمان صبي ذكي يا عمّي!