يتعرض النظام السوري منذ اشهر إلى مؤامرة كونية!
فالربيع العربي الذي انطلق من لبنان، وأثمر في تونس ومصر، فيما يزهر في ليبيا واليمن، لا يشمل الدول والأنظمة “الممانعة”! في سياق هذه المؤامرة، شوهدت مخلوقات فضائية تترجل من صحون طائرة بأسلحة متطورة جداً وتساعد المجموعات الارهابية من الشعب السوري على قتل عناصر الأمن والشبيحة العزّل واللذين يدافعون عن النظام بالإيمان والصدور العارية.
رد النظام السوري على تدخل الكواكب والدول في الشؤون الداخلية السورية بدا واضحاً. فقد عبرت مجموعة من الدبابات السورية الحدود اللبنانية، ودخلت في العمق اللبناني إلى منطقة عرسال، حيث اطلقت النار على منزل لعائلة لبنانية فيما قام الجنود بتخريب محتوياته.
وفي اليوم التالي عادت مجموعة من الدبابات السورية واخترقت الحدود اللبنانية إلى المنطقة عينها، حيث اطلقت النار على المزارع “علي الخطيب” وأردته جثةً هامدة قبل مغادرتها.
السلوك الوحشي للنظام السوري في خرق السيادة اللبنانية لم يستأهل أي رد أو تعليق من مجلس الوزراء اللبناني!
ربما يكون هذا الصمت الرسمي إيجابياً! ففي ظل وجود حكومة كهذه، قد يصدرعنها بيان يثني على ما قامت به القوات السورية ويضيف إلى “ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة” معادلة جديدة. فتصبح رباعية الجيش اللبناني، الجيش السوري، الشعب والمقاومة!
أو ربما يختزلها إلى ثنائية الجيش السوري والمقاومة. كل شيء وارد.
سريعاً أطل النائب في البرلمان اللبناني عاصم قانصو عبر الإعلام ليوضح حقيقة الأحداث على الحدود اللبنانية السورية: مجموعة من الارهابيين والمخربين والمندسين حضروا من “وادي خالد” وعاثوا فساداً في “عرسال” ثم اطلقوا النار على القوات السورية.
(هذه القوات التي تسهر على حماية وحراسة الأراضي اللبنانية قبل السورية طبعاً، إيماناً منها بوحدة المسار والمصير).
أما سفير النظام السوري علي عبد الكريم علي فخرج من لقائه مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ليصرح لوسائل الإعلام أن السيادة مسألة تعالجها القيادتان السورية واللبنانية فلا داعي لتضخيم المسائل إعلامياً!
(إنو “بالأمليه” تتنزه الدبابات السورية في لبنان مش بيناتنا!)
ويبقى اخطر ما بثه الإعلام في الأيام القليلة الماضية والذي جاء على قناة “الدنيا السورية”، حيث أطلّ الكاتب والمحلل السياسي الذي يوصف ببوق النظام، طالب ابراهيم، ليتحفنا “بزبدة الحديث”. وعلى طريقته الأسديّة قارب الموضوع “من الآخر”: لن يكون للمشروع الأميركي موطئ قدم في سوريا.. (تنهد واستجمع قواه وردد) لن يكون للمشروع الأمريكي موطئ قدم لا في سوريا ولا في لبنان كونه جزءا من سوريا إستراتيجيا.
أصبح الصمت اللبناني الأن مفهوماً، فهو من مقتضيات الدبلوماسية الوقائية..