أظهرت إحدى البرقيات الصادرة عن السفارة الأميركية والمسربة عبر موقع “ويكيليكس” تبرم رئيس مجلس النواب نبيه بري من الموقف السوري عقب انتهاء العدوان الإسرائيلي على لبنان صيف 2006، ووصفه الخطاب الذي ألقاه الرئيس السوري بشار الأسد في 15 آب (أغسطس) بأنه “خطاب غبي”، مظهراً في البرقية ذاتها التي تحمل الرمز E.O.12958:
DECL:08/18/2016 سعادته لانتشار الجيش اللبناني جنوب الليطاني.
وكان السفير الأميركي جيفري فيلتمان، نقل في برقية أخرى مؤرخة في 17 تموز (يوليو) عن بري تشجيعاً لضرب حزب الله عسكرياً وسياسياً، وطلبه الانتهاء من العملية الإسرائيلية، التي وصفها بـ”العسل” بسرعة، كي لا تعطي العملية نتائج عكسية.
ووفق البرقية الصادرة في 18 آب (أغسطس) 2006 عقب لقاء بين فيلتمان ورئيس مجلس النواب اللبناني، وصف بري خطاب الأسد في في 15 من الشهر نفسه بأنه “غبي وغير معقول”. وانتقد بري، “المسعى السوري الواضح للتدخل بالشأن اللبناني”. وأشار الى أنه تحادث في 14 آب (أغسطس) 2006، مع نائب الرئيس السوري فاروق الشرع وشكره على الدعم السوري للحكومة اللبنانية إزاء قرار 1701 في مجلس الأمن.
وقالت برقية فيلتمان: “قال بري بإنكليزية مكسرة: بشار اقترف خطأ”، وأضاف: “ان (خطابه) غبي. الآن الناس نسوا كل ما يتعلق بإسرائيل”.
وبشأن مراقبة الحدود اللبنانية – السورية لضمان وقف تهريب السلاح، سأل بري: “لماذا لا ترسل الحكومة اللبنانية الجيش اللبناني إلى هناك، أو أن يقيم حواجز على الطرق؟”، ووفق البرقية فقد “اقترح أيضاً أن يتوجه (الأمين العام للأمم المتحدة السابق كوفي) أنان الى دمشق وطهران حيث جذر المشكلة”.
وتقول البرقية “قطعاً بري يعتقد أنه يمكن التحكم بالحدود من خلال إرسال قوات الجيش وقوى الأمن الداخلي، لكن إذا احتاج الجيش اللبناني الى دعم أكبر، فسوف نتوجه الى اليونيفيل (وفق بري)”.
ووصف بري انتشار الجيش اللبناني في الجنوب بأنه “شيء كبير كبير كبير” مسجلاً، وفق برقية فيلتمان بأن “الجيش لم يتواجد في المنطقة بشكل فعال منذ العام 1969”.
وبشأن إعادة البناء بعد الحرب، شرحت البرقية أن بري يريد تحويل أموال الى مجلس الجنوب كي يباشر هو بعملية الإعمار، محذراً من أن تقاعس الحكومة سوف يمكن “حزب الله” من شغل هذا الحيز، مشيراً الى أن “الناس سوف يتذكرون من يبني السقوف فوق رؤوسهم”.
يُذكر أن بري كان وصف خلال اجتماع مع فيلتمان في 17 تموز (يوليو) 2006، وفق برقية تحمل الرقم “60 BEIRUT2407” بصورة غير مباشرة العملية الإسرائيلية التي تهدف الى ضرب حزب الله عسكرياً وإضعافه سياسياً بالتطور الإيجابي”، وبأنه “مثل العسل.. قليلاً منه جيد، لكن إذا أكلت كل ما في الجرة فسوف تصاب بالمرض”، وذلك حرفياً كما ورد في برقية فيلتمان.
وأكد بري أن “حزب الله أساء تقدير الرد الإسرائيلي على خطف الجنود”، وأضاف “وقف إطلاق النار يجب أن يتم بطريقة تضمن سيادة الحكومة اللبنانية على أراضيها، وضمان أن حزب الله لن يستخدم وقف النار لتعزيز موقعه وقدراته”. وتابع بري: “نريد التطبيق الكامل للقرار 1559.. هذا ما أقره الحوار الوطني، أليس كذلك.. نحن نحتاج أن يُطبق القرار 1559”.
ويقول فيلتمان إن “بري يبدو أيضاً قلق من أن إطالة الحملة الإسرائيلية قد تعطي حزب الله تعاطفاً من اللبنانيين” وينقل السفير الأميركي عن رئيس مجلس النواب اللبناني قوله: “لدى الإسرائيليين أربع أو خمس أيام إضافية (لإكمال مهمتهم ضرب حزب الله)، بعد ذلك الناس سوف ينقلبون عليهم”.