أيتام الأسد دخلوا في مرحلة سقوط “متسارع”! و”أطرفهم” السيد وئام وهّاب الذي “أفحمنا” ببعض عبارات “التودّد” للمعارضة السورية (“لطالما قلت أن التجاوب مع بعض مطالبهم ضروري”!!) في تصريحه التالي. الأهم أن السيد وهّاب يعترف بأن “البعض” (من هو هذا البعض؟ الجنرال محمد ناصيف؟ أم “السيد الرئيس” شخصياً؟) طلب منه تسليح الدروز لمقاتلة “إخوانهم في الوطن”، فإن جوابه كان “الرفض”!
هذا يعني، إذا صدق السيد وئام وهّاب، ونحن، بصراحة، لا نصدّقه
إلا القسم الأول من تصريحه، أنه التزم بنفس موقف السيد وليد جنبلاط الذي رفض جرّ الطائفة الدرزية إلى “حرب أهلية في سوريا ولبنان” من أجل إنقاذ نظام الأسد الساقط حتماً! برافو للسيد وهّاب، ولكن الحقيقة هي أن السيد وئام وهّاب كان سينفّذ تعليمات طاغية دمشق لولا أن دروز سوريا رفضوا الإنجرار إلى اللعبة القذرة.
ولن يجدي الأسد نفعاً مبلغ 600 مليون ليرة سوري الذي خصّصه “للدروز”، ولن تجديه نفعاً “السيارات” التي يهديها لأبناء مشايخ الدروز!
البعث “العربي الإشتراكي” كان يرفض شعار “توحيد العرب”، فانتهى إلى لعبة “تقسيم الأوطان إلى طوائف”!!
انتهت اللعبة يا سيد وهّاب! وكما قال المثل العربي القديم “اليوم معمّر، وغداً بشّار”!
الشفاف
*
وطنية – 21/8/2011 رد رئيس “حزب التوحيد العربي” الوزير السابق وئام وهاب، في حديث لتلفزيون “أن بي أن”، على بيان المعارضة السورية التي اتهمته ب”تسليح أبناء مدينة السويداء لمواجهتها”، بالقول: “لقد تأكدت بأن من يتهمونني بذلك هم مجموعة من الكذبة، هم “لحديو” سوريا، علما أن موقفي تجاههم لم يكن كذلك ولطالما قلت أن التجاوب مع بعض مطالبهم ضروري، ولكنني لم أكن أتصور أنه يمكن أن يصلوا لهذا الحد من السفالة. نعم، اجتمعت بأهالي درعا سابقا حين خرج ذلك “الشيخ” الدرعاوي وشتم أبناء الطائفة الدرزية، ولكن عندما طلب مني البعض تسليحهم، كان جوابي الرفض وبأن الجيش العربي السوري موجود لحمايتهم، ولا يجوز أن يدخلوا في اللعبة التي يريد البعض إدخالهم بها ليقاتلوا أخوانهم في الوطن”.
أضاف: “أستعمل سلاحي فقط في حال تم تهديد أهلي في لبنان أو سوريا، ولكنني لا أعطي السلاح لاقتتال أخوة بين بعضهم البعض، حتى وأنني لم أهد أي قطعة سلاح لأحد في السويداء، علما أن ما يسمى ب”المعارضة السورية”، اتهمتني بالتسليح ومعي أيضا غسان قرضاب ورائد الشاعر، لكن الأول معني بتبني حوالي ألف معوق، والآخر لا يمت لي بصلة حتى أنني لا أعرفه فهو مغترب”.
وتابع: “كل المضافات في السويداء هي مضافاتي، وكل البيوت بيوتي، ومن يتحداني ويقول أنني لا أملكها مخطئ، وليمنعني من الدخول إلى السويداء التي سأزورها في الأسبوع المقبل”.
وأكد “أن لا وجود لما يسمى بالمعارضة السورية، بل هناك جو داخلي سوري معارض للنظام، وهو مختلف عمن يتواجدون في الأوتيلات في الخارج، والذين هم مجموعة من موظفي السفارات والمتعاملين معها. فالمعركة إعلامية بغالبيتها، إذ هناك معارضتان: واحدة تريد التخريب ضد النظام، وأخرى لديها بعض المطالب حتى ولو أن بعض مسؤوليها يخطئون ببعض التصرفات. ومن ينتظر رحيل الرئيس بشار الأسد، سينتظر طويلا”.
وعن العقوبات ضد نظام الرئيس الأسد، قال وهاب: “الأوروبي عاجز سياسيا- باعترافه واعتراف أميركي- عن التدخل في سوريا، وكذلك الأميركي عاجز عن الدخول إليها، لأنه لن تلتزم أي دولة بتنفيذ العقوبات والحصار على سوريا، وبالتالي هذه العقوبات لن تجدي نفعا. فالمشهد معروف، بحيث أن ما تريده أميركا من سوريا هو المساعدة في أخذ ورقة المقاومة في لبنان، والوقوف ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والموافقة على التسوية في الملف الفلسطيني الذي أعتقد أنها لن تصل فيه إلى أي مكان، فمحمود عباس لا يمكنه الإعتراف بيهودية الدولة الفلسطينية”.
ووجه وهاب “تحية للمتظاهر الذي أنزل العلم الإسرائيلي اليوم في القاهرة، وللمتظاهرين المصريين الذين لم يستكينوا عن المطالبة بحقوقهم وهم يتابعون ثورتهم التي لا يسمحون لأحد بمهاجمتها”، داعيا إياهم الى “حرق السفارة الإسرائيلية في القاهرة، والتي منذ أتت إلى مصر والمصريين يعانون من إذلال كبير”.
كما وجه “تحية الى الذين قاموا بعملية إيلات، فهي عملية رائعة، وهم يعيدون حضور فلسطين إلى الخريطة العالمية ويذكرون العالم أجمع بأن قضيتنا المركزية هي فلسطين، وأتمنى على السفلة الذين يكتبون في الصحف المأجورة أن يعودوا إلى رشدهم”.
وعن “محاولة البعض في لبنان مساعدة المعارضة السورية”، قال: “إن طموحات البعض في لبنان في المساهمة بالتخريب في سوريا، هي طموحات فارغة لن تجدي نفعا، واستخدامهم السياسي لما يحصل فيها لن يأتي لهم بمنفعة، فهم أعجز من أن يمارسوا تورطا حقيقيا لإدارة المعركة في سوريا، علما أنهم خريجو المخابرات السورية التي جعلتهم نوابا لمنطقة الشمال، وللأسف هذه من إحدى الإنجازات السيئة للنظام الأمني السوري- اللبناني في لبنان، الذي ظلم الوطنيين الحقيقيين على مدى عشرين عاما”.
وعما نشر بالأمس في مجلة “تايم” الاميركية، قال: “من قام بفبركة ملف الإتصالات لمصطفى بدر الدين وسليم عياش، ومن فبرك ملف الضباط الأربعة طيلة أربعة أعوام، ومن حاول تركيب العديد من المؤامرات علينا سابقا، يعود لمصدر واحد ولتركيبة واحدة، هي تركيبة لبنانية. وإذا كان حديث سمير جعجع بالأمس صحيحا وفقا لعلم القيادة الخاص به، فهذا يعني أنه مسؤول عن كل الجرائم التي حصلت أثناء حرب الجبل وغيرها، وعن كل الإعدامات التي حصلت في ثكنة صربا، لكنني لا أراهن على كلامه لأنه يحاول طرح نفسه كقائد ل14 آذار في غياب سعد الحريري”.
واعتبر أن “القرار الظني الذي صدر عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان فارغ، لذلك أصبحت المحكمة خلفنا، وإذا بنى الرئيس سعد الحريري سياسته على المقابلة التي نشرتها ال”تايم” بالأمس، فهذا يعني أنه يصعب عليه العودة إلى لبنان”.
وختم وهاب بالحديث عما نشر بالأمس في جريدة “الشرق”، بالقول: “من كتب الخبر في جريدة الشرق عن تجنيدي للوزير إبراهيم نجار في صفوف حزب الله، هو موظف منذ 25 سنة في المخابرات العامة السورية وكان يتلقى راتبا شهريا منذ 1976، من ثم توقف راتبه في العام 2005. فإبراهيم نجار رجل ممتاز، وعلاقتي معه هي علاقة ود وصداقة، ولم يأخذ حقه في وزارة العدل، ولكن هذا لا يعني أنه مجند لدى حزب الله”.