لفت مصدر أمني رفيع المستوى لصحيفة “اللواء” الى أن “يكون الخطأ التقني الذي أدى الى إنفجار العبوة الناسفة في إنطلياس ناجم عن صدفة تطابق الموجة التي تعمل بها “الريموت كونترول” الخاصة بالسيارة التي كان يستخدمها القتيلان حسان نصار وإحسان ضيا، مع الموجة المبرمجة لتفجير العبوة الناسفة”، لافتا الى أن “العبوة كانت معدة للتفجير عن بعد، من دون ساعة توقيت”، مشيرا الى انها “إنفجرت، كما يبين أحد الأشرطة التي سجلتها كاميرا مراقبة في محيط الحادث، بعد ثوان قليلة من نزول السائق ومرافقه من السيارة”.
ورجح المصدر أن “يكون أحد القتيلين قد سحب “خابور” القنبلة الموصولة بالعبوة، اي الحلقة التي تسد القنبلة اليديوية ويؤدي نزعها الى إنفجار القنبلة بعد ثوان قليلة، بغية تهيئتها في وضعية قابلة للتفجير”، لافتا الى أن “ذلك يدل على أن “الخابور” وجد على بعد نحو مترين من مكان التفجير ومن دون أن يحوي أي أثار للإنفجار، ما يدل على أنه سحب باليد ورمي ولم يدفع الى مكان العثور عليه بقوة ضغط التفجير”، معتبرا أنه “يمكن أن تكون العبوة معدة بطريقة تسمح بإزالة الخابور ووضعها في مكان قريب من مكان إنفجارها لا سيما في ظل وجود مكونات أخرى تدل على ذلك منها بقايا محترقة لأشرطة لاصقة كان تلف كرتون مقوى على العبوة لحمل المعجون المتفجر والكرات الحديدية والمسامير”، مشيرا الى أنه “ليس من المنطقي أن يكون من سحب “الخابور” يقصد التفجير في تلك اللحظة، حتى بغرض الاعتداء على القتيل الثاني الا إذا كان ينوي الإنتحار وهو ما يدخل التحليل حينذاك في نفق يفتقر الى الروابط المنطقية”، مضيفاً أن “موظف مصرف First National Bank لم يكن على علم بأن نصار وضيا يقصدانه بل أعلم من فرع الحازمية بأن شخصين سألا عنه وتم توجيههما الى فرع المصرف في إنطلياس”.
وأشار المصدر الأمني الى ان “المعطيات المتوافرة مربكة حتى الآن وثمة غموض يلف جوانب مهمة من لغز الحادث”، معتبرا أن “العبوة معدة، مبدئياً، لإيقاع أكبر عدد ممكن من الإصابات وفي مكان عام على الارجح، وليس لإستهداف فردي، وهو ما تدل عليه الكرات الحديدية التي إحتوتها”، مضيفا أن “مثل هذا المكون لا طائل من توظيفه في عبوة مضادة لفرد في حين ان حركة القتيلين وتنقلهم من مصرف في الحازمية الى آخر في إنطلياس لا تتسق مع إفتراض ان الرجلين كانا يعدان لإعتداء إرهابي الا إذا كانت حركتهما للتمويه وهو إفتراض ضعيف ويحتاج الى عناصر دعم غير متوفرة”، جازما أن “القتيلين من عناصر “حزب الله” منذ أكثر من عشرين سنة كما بينت معطيات تم جمعها من مصادر من مسقط رأسيهما”.