الى الثوار “المجاهدين” على الأرضي السورية, تحية و بعد…
منذ اليوم الاول لثورتكم المجيدة اعتقدت أننا في لبنان كنا السابقين و انكم اللاحقون.
و لكن يبدو ان ظنّي كان في غير مكانه و أنكم وعلى الرغم من المعاناة المستمرة
سبقتمونا بأشواط فيما لا نزال نسعى الى اللحاق بكم. و اثبتم ان اساس الحرية هي النفوس المحررة لا الشعارات كما هي حال لبنان اليوم.
ففي الوقت الذي يفرض إصراركم على الحرية قرار إدانة لنظام الإجرام في مجلس الأمن الدولي، أجبر في بلدي أن أنأى بنفسي عن القرار وأعطي شرعية للقمع والقهر والقتل.
وفي الوقت الذي تتظاهرون بمئات الآلاف و تجوبون شوارع سوريا من شمالها الى جنوبها رغم قمع النظام و عنفه و ظلمه، أمنع في بلدي من التظاهر للتضامن معكم. لا بل و أضرب في شارع الحمرا قرب السفارة السورية في قلب عاصمتي على أيدي شبيحة النظام اللبناني وأدوات النظام الأسدي في لبنان.
و في الوقت الذي تؤلفون أغاني و شعارات الثورة تحت وطأة حصار الأجهزة الأمنة و الحان قصف مدافعهم, أعتقل في بلدي (المحرر) بسبب عمل فنّي تناول رئيس الجمهورية.
و في الوقت الذي تؤسسون شبكات اعلامية عبر المواقع الالكترونية تنقل للعالم كله صور الأحداث من قلب الساحات المشتعلة في ظل القنص والضرب والاعتقال, تمنع وسائل الاعلام في بلدي من دخول مناطق “لبنانية” لتقوم بواجباتها الصحفية و يعتدى على فريق عملها.
و قي الوقت الذي تنظمون مؤتمرات معارضة و تنشؤون هيئات وطنية في داخل سوريا و خارجها, أمنع في لبنان (بلد الحريات) من تنظيم مؤتمر “لبنانيون مع حرية و كرامة الشعب السوري” و أهدد بالويل و الثبور و عظائم الأمور, و تمتنع فنادق العاصمة بيروت عن استقبالي تحت التهديد بالاقتحام و الحرق.
اليوم يتداعى ناشطون سياسيون و حقوقيون و مدنيون الى اعتصام في ساحة الشهداء تحت عنوان “مثقفون لبنانيون يدعون الى وقفة تضامنية مع الشعب السوري في ثورته”. و تأتي هذه الدعوة بالتزامن مع ذكرى أحداث السابع من آب 2001 و في ظل حكومة تمارس الكيدية و تمسك بمفاصل البلاد الأمنية و تؤمن غطاء لنظام القمع في المحافل الدولية, مما يثير هواجس لدينا من ان تتحول ساحة الشهداء ساحة الحرية الى ساحة تصادم و قمع على ايدي الجهاز الامني المخابراتي عينه.
ان رائحة الحرية التي تعبق في الزواريب و الأحياء الثائرة في سوريا تكاد لا تشم في لبنان.
يبدو يا اصدقائي اننا بتنا بحاجة الى وقفة تضامنية منكم!
مع خالص التمني بوصول ثورتكم الى برّ الأمان في اقرب وقت و الله ولي التوفيق
بيروت في 5 آب 2011
محمد شريتح
m.chreyteh@gmail.com
كاتب لبناني
رسالة من بيروت الى دمشق
ما أن تتحرر سوريا سيجد العالم كله أن لبنان قد بدا بالتحرر والتماسك من جديد
رسالة من بيروت الى دمشق
احسنت واجدت في ما كتبت كل كلمة في مكانها الصحيح، اتمنى ان تزول الغيمة القاتمة قريباً