دعا رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس السابق فؤاد السنيورة في حوار تلفزيوني رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري للعودة الى لبنان وممارسة مهامه مستشهدا بتجربته في الحكم بعد إستقالة الوزراء الشيعة. وقال الرئيس السنيورة إن الرئيس الحريري، وإن كان رئيسا لحكومة تصريف الاعمال، فهو ما زال مسؤولا عن تسيير شؤون المواطنين بما تتيحه له صلاحياته كرئيس للحكومة.
هذا وكثرت في الآونة الاخيرة التكهنات والشائعات بشأن غياب رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري عن لبنان، فمنهم من عزاها الى أسباب امنية بعد ورود معلومات للحريري تتحدث عن إستهدافه، في الوقت الضائع عربيا ولبنانيا، وأخرى تتحدث عن حاجة الحريري الى إجازة عائلية إفتقدها منذ تسلمه دفة العمل السياسي خلفا لوالده الشهيد رفيق الحريري، الى قائل بأن الحريري يعمل على إعادة ترتيب وضع شركة “سعودي أوجيه” الى كان يرأسها ويدير اعمالها في المملكة العربية السعودية قبل إغتيال والده، وأرغمته السياسة على إيكال أمر إدارتها الى من ينوب عنه، ليتبين ان من بين هؤلاء من هم ليسوا أهلا للثقة وأساؤوا للأمانة التي عهد اليها يهم الرئيس الحريري.
وتشير المعلومات الى ان الاسباب السابقة مجتمعة هي التي تدفع بالرئيس الحريري الى البقاء خارج لبنان، مضافا اليها عدم رغبته بأن ينقل عنه زواره أي كلام من أي طبيعة كانت بشأن الانتفاضة السورية، حيث يصر الرئيس الحريري على عدم الإدلاء بأي موقف من شأن المصطادين في الماء العكر تفسيره على أنه تدخل في الشؤون الداخلية السورية. فالحريري يصر على عدم تدخل سوريا في الشأن اللبناني، وإنطلاقا من هذا الموقف يصر على عدم الإدلاء بأي موقف على علاقة بالشأن السوري.
وفي الشق الامني، تشير المعلومات الى ان الحريري، بما أظهر من صلابة في مواقفه الاخيرة لجهة رفض السلاح وعدم السير في تسويات على حساب المحكمة الدولية والعدالة والحقيقة، إنما وضع حدا لجميع ما قيل عن إستعداده للمضي في تسوية تمثل إنتحارا سياسيا له، وتاليا هو تسبب بإحراج خصومه المحليين وفي الخارج، ما كشفه أمنيا ، وتشير المعلومات الى ان الحريري سمع كلاما جديا عن إستهدافه، ففضل الإبتعاد عن الساحة اللبنانية في إنتظار جلاء الصورة لبنانيا وعربيا.
اما في الجانب الإداري لشركة “سعودي اوجيه” فمما لا شك فيه أن الشركة تعرضت لسوء إئتمان من قبل عدد من المدراء من أصحاب المناصب الرفيعة، وان الحريري وفي خلال معالجته للازمة إكتشف ان شبكات الاختلاس متشعبة وتطال مستويات متعددة من الشركة، وفوجد نفسه أمام خيارات صعبة. فهو في حال قرر الاستغناء عن خدمات المرتكبين وشركائهمم سيحصل في الشركة فراغ إداري من الصعب على تعيينات جديدة لملء هذه الشواغر ان تقوم بأود اعمال المرتكبين، لذلك هو يعاين ويعمل على إصلاح الخلل وإعادة توزيع المناصب الإدارية والحد من صلاحيات بعض المرتكبين وصولا الى إيجاد الحلول الفضلى لازمة الاختلاسات، علما ان المعلومات تشير الى ان الشركة إستطاعت إستعادة قسم كبير من الاموال المختلسة.
اما في الجاب السياسي فالرئيس الحريري حسم أمر عدم عودته الى رئاسة الحكومة في ظل الظروف الراهنة وتشعباتها المحلية والاقليمية ولذلك هو لا يريد مد حبل الإنقاذ للرئيس المكلف نجيب ميقاتي، بإعطاء اي حكومة سيشكلها ثقة الاقلية النيابية في حال قرر ميقاتي إخراج طرف او اكثر من حكومته تسهيلا لتشكيل الحكومة، ويتصرف الرئيس الحريري على قاعدة ان من أوجد المأزق للرئيس ميقاتي عليه ان يخرجه منه، من دون ان يخفي الرئيس الحريري إرتياحه لوجوده خارج السلطة في هذه المرحلة.
اما في الجانب العائلي فالرئيس الحريري يفتقد الحياة الاسرية الطبيعية منذ العام 2005، فعائلته تقيم في الملكة العربية السعودية وهو مقيم في لبنان ما حرمه التواصل العائلي مع ابنائه وهو يستفيد من هذه المرحلة ليتواصل مع عائلته وجها لوجه.