لا توجد أرقام، ولا إحصاءات دقيقة، تكشف معدلات البطالة في المناطق الشيعية في لبنان. لكن ذلك لا ينفي حقيقة إرتفاعها، بما ينذر بكارثة إجتماعية وتبعات خطيرة تتربص بمستقبل الطائفة الشيعية.
والحديث عن البطالة في هذه المناطق لا علاقة له بأسباب وظروف البطالة المعروفة عالميا، كانعدام فرص العمل وغياب الخطط التنموية والخدمات العامة والسياسات الحكومية. بل هي ترتبط بسياسات حزب الله التي عملت على توجيه إهتمام شبان الطائفة إلى اتجاه واحد هو “الجهاد”، وجعلت من هذه المناطق ثكنات عسكرية واسعة، وحولت شبانها إلى جنود لا يتقنون، أو لا يراد لهم أن يتقنوا، سوى مهنة واحدة، هي مهنة القتال.
وإن كان الفقر وتدني مستوى المعيشة، هما المرافقان الطبيعان للبطالة في المجتمعات الإنسانية، فهذا الواقع لا ينطبق إطلاقا على مجتمع حزب الله! لأنه مجتمع غني، يوفر لأفراده جميع احتياجاتهم المعيشية، ويؤمن لهم كافة الخدمات التي يحتاجونها في حياتهم اليومية، استنادا إلى منظومته الإقتصادية الخاصة. كما أن أسباب البطالة المتفشية بين الشباب الشيعي تتلخص في انصراف هذا الجيل إلى الإنخراط في صفوف المقاومة.
وحيث أن “أيديولوجيا المقاومة” هي الركيزة الأساسية التي يستند إليها حزب الله، لضمان استمراره وتفرده بمواقع السلطة في الطائفة الشيعية، فالحزب يحرص بشدّة على تجنيد أكبر عدد ممكن من شبان الطائفة، معتمداً في ذلك على تكريس “نظرية المؤامرة” في أذهانهم، وإقناعهم بأن سر بقائهم يكمن في السلاح.
ولا يمكن القول أن هؤلاء الشباب ينتظمون طواعية، أو بناءً على قناعات حقيقية، في صفوف حزب الله لأن المجتمعات التي يعيشون فيها، هي مجتمعات شبه مغلقة، مصنوعة من طينة واحدة، وهم بالتالي ليسوا سوى نتاج طبيعي لمفاهيم متناقلة متناسقة، لم يصادفوا غيرها. فالبيئة التي أبصروا فيها النور مسدودة الأفق، لا يرتفع فيها صوت مخالف أو مختلف عن السياق، قائمة على عدم معرفة الآخر وعدم التأثر بالجديد إذا وجد. كما أن النظرة الفوقية التي تربّوا عليها لا تسمح لهم بالإحتكاك بمجتمعات أخرى، إذ يعتبرونها أدنى منهم. فهم باختصار أبناء مجتمع تصوغه الإيديولوجيا الدينية وتحميه الصواريخ الإيرانية.
غالبية جيل الشباب في الطائفة الشيعية الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 إلى 25 عاما، الذين من المفترض أنهم يتابعون تحصيلهم العلمي، إما في الثانويات أو الجامعات، حيث مكانهم الطبيعي ككل أبناء جيلهم، تراهم موزعين إما على معسكرات التدريب، أو ملتحقين بـ”الجبهات”، أو أنهم في أحسن الأحوال نزلاء دائمون في المساجد والحسينيات. وبناء على ما تقدم، انتشرت مؤخرا في المناطق الشيعية التي أصيبت “بداء المقاومة” ظاهرة التسرب المدرسي، وتراجع التعليم الجامعي، عند الذكور، على حساب الإنتماء إلى حزب الله، حيث وجدوا في ذلك، الطريق الأسرع إلى ملء جيوبهم بالمال. ولأن مشوار البحث عن الثروة طويل وشاق، وجدوا في “الحزب” أقصر الطرق المؤدية إليها.
“الرابط” أخذ إبني إلى معسكر التدريب في البقاع بدون علمي!
تقول فلاحة جنوبية: أمضيت عمري أتنقل وزوجي في حقول التبغ لأؤمن لأبنائي الأربعة، حياة ومستقبلا أفضل. وما إن نبت زغب شاربي ولدي البكر حتى تلقفته يدا “الرابط” في قريتنا، وفي غفلة مني أخذوه إلى معسكر التدريب في البقاع. اعترضت كثيرا، وبكيت أكثر، وطرقت كل أبواب المسؤولين حتى يعيدوه إلي، لكن دون جدوى. وبعد ثلاثة أشهر عاد ابني، وكأنه شخص آخر لا أعرفه، وقد ضاع عامه الدراسي. كنت أحلم أن يتخرج من الجامعة، كي أرى نتيجة تعبي أمامي، لكن يا حسرة!
وتتهكم أخرى: حين يسألني أحد ما أين يعمل ولداك؟ أجيب في “الشركة”! أي في “حزب الله”! وتضيف: ولداي عاطلان عن العمل، وإن كانا يتقاضيان راتبا آخر كل شهر!
تشير المعلومات أن هناك ما يفوق 6000 جندي لدى حزب الله، متدربين على كافة الفنون والمهارات القتالية، ويطلق عليهم صفة “متفرغين”، أي أنهم لا يقومون بأي عمل آخر سوى الإنصراف التام لخدمة الحزب، ويعيشون حياة مقوننة، فهم دائمو الإستنفار والتحضر لأي طارئ، ويحملون على عاتقهم عبء “الخدمة” الدائمة على الحدود، والحراسة اليومية، ونقل السلاح، وحفر الخنادق، وما إليه من الأعمال العسكرية المستمرة. يقابلهم عدد أكبر بكثير من الشبان، يطلق عليهم صفة “نصف متفرغين”، وهم أيضا من العناصرالمدربة تدريبا تاما، كما ويتقنون جميع الفنون القتالية، ويسيرون في فلك الأفكار ذاتها، لكنهم يحتفظون ببعض الخصوصية في حياتهم الشخصية، و لديهم أعمالهم الخاصة التي يزاولونها، وشؤونهم الخاصة التي يتابعونها. كما أن أيام خدمتهم على الحدود تتم بشكل دوري، ولا تتجاوز 15 يوما من حين إلى آخر.
800 دولار وإيجار البيت و”هدية الأمين العام”!
“المتفرغون” لديهم حق الإستفادة من كل مؤسسات حزب الله الرعائية، الصحية والتربوية والإجتماعية، ويتسوّقون من مراكز خاصة متعاقدة مع الحزب، تتيح لهم التبضع بأسعار أقل عن غيرهم، ويتكفل الحزب بالمبالغ الباقية. أي أن لهم دورة حياة متكاملة، لكنها منفصلة عن غيرها من الحيوات، كما أن الواحد منهم يتقاضى مبلغ 800 دولار شهريا، بينما يتقاضى “نصف المتفرغين ” مبلغ 400 دولار.
ويحرص حزب الله على تزويج عناصره “المتفرغين” للجهاد في سن مبكرة، وتؤمن لهم “هيئة دعم المقاومة” بدل الإيجار الشهري، وأثاث المنزل بالكامل، كما يقدم لهم “الأمين العام” مبلغا كبيرا من المال كهدية زواج! وهؤلاء لا يعرفون في حياتهم سوى شيئين، المنزل والحزب! وهم مستعدون للشهادة في أي وقت، أيديهم موضوعة دائما على الزناد، ويزحفون كالنمل في المسيرات والتظاهرات الحزبية الخاصة. وقد اعتمد عليهم الحزب في ملء الساحات أيام الإعتصام في “ساحة البلد”، حين انتقلت الجبهة المواجهة إلى الداخل، وفي أحداث 7 أيار، ويوم “القمصان السود” الشهير.
عادة ما لا تتدخل قيادة حزب الله، في اختيار الشبان الراغبين في الإنضمام إلى صفوف المقاومة، على أساس التفرع الكامل أو التفرغ الجزئي، إنما تتدخل في آلية توزيع العناصر على معسكرات التدريب.
من اللاذقية إلى طهران ومشهد وأصفهان والأهواز
ويتم الفرز على أساس التحصيل العلمي. فاليافعون ممن غادروا مقاعد الدراسة مبكرا، يخضعون بداية لدورات حزبية تعبوية في قراهم وبلداتهم. بعدها يتم إلحاقهم بمعسكرات التدريب لمدة ثلاثة أشهر متواصلة، ما بين وادي البقاع وسوريا، إضافة إلى تدريبات عملية على الحدود مع فلسطين.
أما الجامعيون، فيتم تسفيرهم إلى إيران، وهم لا يحتاجون في أسفارهم إلى أوراق ثبوتية وجوازات سفر، حيث يجري نقلهم بطائرات خاصة، من مطار عسكري في اللاذقية إلى إيران، ويلتحقون هناك بمعسكرات تدريب تابعة للحرس الثوري الإيراني في مدن طهران ومشهد وأصفهان والأهواز. وهناك يتعلمون اللغة الفارسية أولا، ويخضعون لتدريبات أمنية ورصد ومخابراتية وعسكرية متفوقة.
والفئة التي تذهب إلى إيران تشكل أسس النظام العسكري والأمني الذي يقوم عليه حزب الله. وتنقسم هذه الفئة إلى فرق تتوزع على: سلاح المدفعية والدفاع الجوي والوحدات البحرية، ومختصين بإطلاق الصواريخ، ووضع الخطط العسكرية وحرب الشوارع والرصد. ولا تنتهي دوراتهم التدريبية إلا بعد أن يظهروا كفاءات جسدية وقتالية عالية، يسمح لهم بالعودة بعدها لرؤية عائلاتهم. ولا يعني هذا أنهم انقطعوا عن هذه التدريبات، أو أن علاقتهم بإيران قد انتهت، بل تصبح التدريبات متباعدة زمنيا. ومن بين هؤلاء الكوادر يتم اختيار من يدرِّب على “الخفيف”، الملتحقين بمعسكرات التدريب في لبنان.
لا يخفى أن مفهوم المقاومة لا يخرج عن كونه ورقة ضاغطة يستعملها حزب الله لفرض الواقع الذي يناسبه في لبنان.
لكن المؤسف حقا أن هذا يضاعف من فصل مصير الطائفة الشيعية عن مصير الوطن، ويجعل أبناءها تابعين مذهبيين يتنكرون لمبدأ المواطنة الحقيقية.
جيل “القمصان السود”: بطالة شيعية “مُقَنّعة” بـ”التفرّغ” الحزبي!
هاها ها مقال مضحك
جيل “القمصان السود”: بطالة شيعية “مُقَنّعة” بـ”التفرّغ” الحزبي!ma 7a katter 7ake, bs bykfe eno lawla hl chabeb l shorafa (3aks 8ayrn..) ma ken fi lebnen, knt hl ard 7a tkoun emtided la mostawtanet esra2il, kent 7a tkoun lebnen l m7talle, hayda iza be2e 7ada y2ella lebnen lm7talle, iz ma neso kl lnes w sar fi chi 3l 5arita emo esra2il. bykfe eno lawla hl chabeb, li by23do iyem w chhour b3ad, 3n wledn, w ahlon w a7bebn, mchn kl lbnene yb2a bbayto, w ma ysir b5ayme 3 jweneb l tor2at. w 3 fkra l 3omala, lzm ywajho chkr 5ass la… قراءة المزيد ..
جيل “القمصان السود”: بطالة شيعية “مُقَنّعة” بـ”التفرّغ” الحزبي!
واضح أن كاتب المقال يفتقد لأدنى متطلبات العمل الصحفي و أنا متأكد من أن اسمه ليس علي حيدر و هو لا يعرف شيئا عن مجتمع حزب الله
جيل “القمصان السود”: بطالة شيعية “مُقَنّعة” بـ”التفرّغ” الحزبي!
وتمكرون ويمكر الله
اللهم رد كيد أعدائك الى أعناقهم وانصر الاسلام والمسلمين واخذل الكفر والمنافقين،
والله يا أخي الكريم أنك بهذه الآية الكريمة جبتها عشرة على عشرة لأنها تتطابق على أحداث الجامعة العربية والكرمس في وسط بيروت عام 2007 ثم أحداث السابع من أيار المجيدة عام 2008 وأيضاً حادثة أشتباكات برج أبي حيدر ووو……الخ بدّك ما تواخزنا.
جيل “القمصان السود”: بطالة شيعية “مُقَنّعة” بـ”التفرّغ” الحزبي!
وتمكرون ويمكر الله
اللهم رد كيد أعدائك الى أعناقهم
وانصر الاسلام والمسلمين واخذل الكفر والمنافقين
شو علي ب. وعلي حيدر ؟ لم تجدوا سوى هذا الموقع لبث سمومكم
جيل “القمصان السود”: بطالة شيعية “مُقَنّعة” بـ”التفرّغ” الحزبي!
انها الشمولية يا أستاذ علي فبالشمولية يسيطرون على الناس مثلما تسيطر على جهاز التلفزيون بواسطة الريموت كونترول . أذا أردت أن تقضي على طائفةٍ من الناس فسلط عليهم رجال الدين .