“المنشق” ناتان شارانسكي “سقط من عيننا” بعد أن أصبح خرج من الإتحاد السوفياتي وأصبح وزيراً في إسرائيل لأنه روّج لنظريات يمينية تربط إنهاء الإحتلال بشرط تحوّل الشعب الخاضع للإحتلال إلى شعب ديمقراطي! وهذه النظريات، عدا أنها تتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة ومع القوانين الدولية، فإنها يمكن أن تبرّر كل أنواع “الإحتلال” أو الإستعمار، بما فيها الإحتلال الروسي لبلاد الشيشان، أو إحتلال إيطاليا لبلاد الحبشة وليبيا، أو حتى .. إبادة الهنود الحمر!
لذلك فاجأنا السيد شارانسكي بموقفه الإيجابي من الثورة المصرية! موقفه يستحق القراءة، خصوصاً من جانب المؤسسة الإسرائيلية، التي يبدو معظمها مؤيّداً للإستبداد العربي في مصر وغير مصر.
“
الشفاف
”
*
القدس (رويترز) – اتهم المعارض السوفيتي السابق ناتان شارانسكي السياسيين الاسرائيليين يوم الاربعاء بالسماح للخوف بالوقوف في طريق ادراك الفوائد المحتملة من الاصلاح الديمقراطي الذي يطالب به المحتجون في مصر.
وقال شارانسكي (62 عاما) في مقابلة في الذكرى 25 لاطلاق سراحه من السجن في مقايضة لجواسيس بين الشرق والغرب “أعتقد أن ما حدث في الشارع العربي .. في تونس والقاهرة .. مؤشر طيب للغاية.”
واضاف الحليف السياسي المخضرم لحزب ليكود اليميني الذي ينتمي اليه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو والذي يرأس حاليا الوكالة اليهودية وهي منظمة شبه حكومية “يمكن أن تستفيد اسرائيل من هذا. ولذا نعم فأنا انتقد السياسيين الاسرائيليين الذين لا يفهمون هذا.”
وأبدى تفهمه لتلميحات نتنياهو الى القلق في الفترة الاخيرة بشأن مصير معاهدة السلام التي وقعتها اسرائيل مع مصر اذا سقط نظام الرئيس حسني مبارك وحلت محله حكومة بقيادة جماعة الاخوان المسلمين.
وقال شارانسكي ان الاسلاميين طالما عارضوا معاهدة السلام التي وقعت في 1979 واذا هيمنوا على حكومة مصرية في المستقبل “فان المخاطر ستكون أكبر بالنسبة لاسرائيل.. لوجودها” أكثر منها بالنسبة للبلدان الغربية.
لكنه تصور احتمال حدوث تقاسم أوسع للسلطة في مصر بعد الاصلاحات فضلا عن امتداد الديمقراطية الى دول عربية اخرى لا ترتبط باتفاقات سلام مع اسرائيل بينها الاراضي الفلسطينية وهي خطوات ربما تعزز أمن اسرائيل في المدى البعيد.
وعبر عن اعتقاده في انه يتوقف على الغرب حاليا بما في ذلك اسرائيل تحديد ما اذا كانت التغييرات في مصر “ستكون ايجابية أو سلبية.. وما اذا كنا سنسارع الى البحث عن اشخاص جدد يتبنون الدكتاتورية” أم سنصادق زعماء ديمقراطيين جددا كحلفاء.
وعمل شارانسكي وزيرا في اسرائيل التي انتقل اليها عام 1986 بعدما قضى تسع سنوات في السجن بتهم تتصل بالتجسس نفاها بعد سنوات من العمل كنشط في الدفاع عن حقوق الانسان في موسكو خلال الحكم الشيوعي.