اخيرا بدأت جمعية “بوزار” للثقافة والتنمية وبالتعاون مع جمعية العزم والسعادة الاجتماعية والرئيس ميقاتي تنفيذ ترميم بنايات “بوزار” مقابل جدار “بوزار” للسلام على سور كلية العلوم، وهو ما يشكل المرحلة الخامسة من مشروع “بوزار” في القبة.
ففي المرحلة الاولى جري ترميم الجدار وانشاء الجداريات والاعمال الموازية من ارصفة وانارة، وقد شهدت هذه الفترة تسابقا بين أهم الفنانين اللبنانين والعرب على المساهمة بالجداريات لأن هذه المرحلة ترافقت مع استشهاد الرئيس الحريري ورفاقه وقال عنها الشهيد جبران التويني : “بوزار” تمحو خطوط التماس الطرابلسية.
وفي المرحلة الثانية جرى ترميم كلية العلوم بالتعاون مع الجامعة ووزارات والبلدية ومؤسسسات رسمية وغير رسمية.
وفي المرحلة الثالثة تم انشاء السقف الواقي للاعمال الفنية.
في المرحلة الرابعة تم انجاز نصب التواصل الثقافي والاجتماعي في ساحة “بوزار”.
وتتضمن المرحلة الخامسة ترميم ست بنايات وطلائها بتصميم واشراف اللجنة الفنية ل”بوزار” وهي خطوة قال فيها احد الفنانين الطرابلسيين بانها ستكون كمن يضيئ الجداريات بواسطة المباني وناسها. وفي هذا السياق يجري التعاون مع بلدية طرابلس لجهة متابعة الأرصفة والإنارة وكل ما يجعل من هذا المكان مساحة حضارية جميلة يعتز بها أهل القبة الطيبين.
تجدر الاشارة الى ان قاطني البنايات الست يلخصون الى حد كبير العائلة اللبنانية كلها لجهة التنوع المذهبي والمناطقي والإتني وحتى السياسي، وهذا ما شكل سببا اساسيا في مبادرة “بوزار” خصوصا ان الشارع يحتضن فروع الجامعة ومؤسسات امنية وعسكرية ومهنية وتربوية واستشفائية، مما يؤهله ليكون شريان التواصل الرئيسي بين مكونات الفيحاء من جهة وبينها وبين معظم اقضيتها من جهة أخرى.
فأقضية زغرتا والضنية سترتبط بالمدينة عبر مدخل حضاري سيصبح من اجمل مداخل المدينة بعد أن كان من أبأسها. وسيؤدي تنفيذ هذه المرحلة (والتي يساهم فيها بنشاط وفعالية اصدقاء “بوزار” في الشارع) الى تخفيف نسبة الاحباط عند الاهالي، علما أن الشارع بات يشهد تنافسا على تحسين المقاهي التي ظلت على حالها البلاستيكية منذ تأسيس الفروع الشمالية، وبالفعل فأن بعضها بات يضاهي بعض مقاهي وسط البلد حداثة.
إن إطلاق مشروع “بوزار” خلق دينامية كبيرة عند التجار والاهالي على السواء، لجهة تحسين وتشجيع الاستثمار وطالت التحسينات المؤسسات الرسمية والجامعية حيث شهدت مباني كليتي الاداب والحقوق ترميما وتحسينات جدية، وفي هذا السياق تقوم اللجنة الفنية في “بوزار” باستكشاف آفاق تنفيذ جداريات على حائط الاداب، ربما يقوم بتنفيذها وابتداع أفكارها طلاب متقدمون من معهد الفنون وبعض الخريجين الجدد باشراف فنانين محترفين، كما أن معهد طرابلس الفني يعمل على تحسين واجهاته بالتعاون مع “بوزار”.
ويبدو أن جمعية “بوزار” ما فتئت تذكر بانها تعمل على وضع الخطوات الاساسية باتجاه تحول مبنى كلية العلوم، حين انتقالها الى المون ميشال، الى مركز ومعلم وحاضنة ثقافية واجتماعية وانمائية كبيرة بالتعاون مع الجامعة والبلديات وقيادة المنطقة، فضلا عن مؤسسات رسمية واهلية ودولية ومنها بالطبع مؤسسات فرنسية، خصوصا أن المكان هو ملك الحكومة الفرنسية.