بيروت – مروان طاهر
منذ أعلنت سلطات لاحتلال الاسرائيلي قرار حكومتها الامنية المصغرة الانسحاب من الجزء الشمالي من قرية الغجر، او على الاصح من الجزء اللبناني المحتل من قرية الغجر (احتلّته إسرائيل في العام 2006) التزم حزب الله الصمت، ولم يصدر عنه اي موقف مرحّب او مندد بهذا الانسحاب المفترض.
ولئن عوّدت إسرائيل اللبنانيين والمجتمع الدولي على المراوغة والتلاعب بالمواعيد وعدم احترام القرارات الدولية ولا تنفيذها، إلا تحت الضغوط الامنية، أو وفقا لأجندتها السياسية، إلا أن صمت القبور من قبل حزب الله أثار ريبة وتحفظ المراقبين.
المراقبون اعتبروا ان الحزب سيصاب بالإحراج الشديد في حال نفذت إسرائيل سحب قواتها من الجزء اللبناني المحتل من قرية الغجر. فهو، منذ سريان مفعول القرار الدولي 1701 القاضي بوقف الاعمال العدائية بين حزب الله وإسرائيل، التزم بعدم إطلاق رصاصة على ما بعد الخط الازرق. وهو، تالياً، لن يستطيع الإدعاء بأن سلاحه أو مقاومته أرغمت إسرائيل على الإنسحاب، الامر الذي سعى رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري الى تداركه بالتصريح اليوم أنه “حتى لو انسحبت من الغجر فإن المقاومة ما تزال حاجة” (؟!!)
وفي معزل عن صحة المزاعم الاسرائيلية بالانسحاب، او توقيت هذا الانسحاب وشكله وطريقة تنفيذه، فإن التزام حزب الله الصمت دليل إضافي على الإرباك الذي أوقعه فيه القرار الاسرائيلي. هذا، في حين ينصرف الحرب حاليا الى معالجة ملفات شهود الزور، والدفاع عن الوزير شربل نحاس والداعية عمر بكري، وتعطيل جلسات الحوار والتهديد بـ”سبعين 7 ايار”، وكل ذلك تحت ستار الدفاع عن الهجمات التي تستهدف “المقاومة” التي يبدو انها نسيت انها “مقاومة” على عتبة القرار الاسرائيلي بالانسحاب من الغجر!!
وفي حقيقة الامر فإن حزب الله ومقاومته لا تعنيه قرية “الغجر”، خصوصا سكانها وأهاليها الذين هم من التابعية السورية ومن الطائفة العلوية تحديداً. ما يعني أن هؤلاء خط احمر بالنسبة للحزب والتعاطي معهم يخضع لموجبات القرار الدولي 242 وليس القرار 1701. وتاليا فإن مرجعية هذا الامر في دمشق وليست في حارة حريك، ولذلك على حزب الله التزام الصمت وعدم التدخل في ما لا يعنيه.
وتشير المعلومات ان اهالي الغجر تمدّدوا عمرانيا في الاراضي اللبنانية بعد ان اجتاحت إسرائيل الاراضي اللبنانية اعتبارا من العام 1978، وتضاعف حجم المباني السكنية للقرية مع الوقت ليصبح اكثر من نصفها من الشطر اللبناني!
وتضيف ان هؤلاء يحترفون اعمال التهريب من كل نوع، وتاليا هم يشكلون عبئا على جانبي الحدود تريد إسرائيل الحد من أخطاره عليها.
اليونيفيل: مهم جدا ان يكون هناك تاريخ وموعد محدد
وفي سياق متصل نفى المتحدث الرسمي باسم اليونيفيل نيراج سنغ اليوم ان تكون القوات الدولية قد تلقت من الجانب الاسرائيلي اي كتاب خطي يتعلق بقرار المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر الانسحاب من الجزء الشمالي من بلدة الغجر ومن المنطقة المحاذية له شمال الخط الازرق وقال سنغ في لقاء مع عدد من الاعلاميين العاملين في الجنوب اللبناني : كان الاشعار الوحيد الذي تلقته اليونيفيل مكالمة هاتفية من المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية للقائد العام للقوات الدولية الميجور جنرال البرتو أسارتا كويفاس عصر امس وابلغه فيها بأن المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي المصغر قد قبل من حيث المبدأ اقتراح اليونيفيل لتسهيل انسحاب الجيش الإسرائيلي من شمال الغجر..
واضاف سنغ : انه من المهم جدا بالنسبة لنا في القوات الدولية أن يكون هناك تاريخ او موعد محدد لانسحاب الجيش الاسرائيلي من المنطقة. وقال ان الانسحاب الاسرائيلي من هناك هو مسألة خارجة عن اطار البحث ، لا ن اسرائيل مجبرة على الانسحاب من شمال الغجر والمنطقة المتاخمة لشمال الخط الأزرق ، وفقا لقرار مجلس الامن 1701.
وردا على سؤال عما كانت اليونيفيل قد تلقت جوابا رسميا او اي ملاحظات من الجانب اللباني على القرار الاسرائيلي قال المسؤول الدولي نحن على علاقة مع السلطات اللبنانية وشمال الغجر جزء من السيادة اللبنانية واليونيفيل على اتصال بالطرفين اللبناني والاسرائيلي وتبقى مسالة الانسحاب من تلك المنطقة اولوية لنا في القوات الدولية .
وحول اعتصامات سكان الجزء الشمالي من الغجرالرافضة لشطر بلدتهم وبالتالي انسحاب الجيش الاسرائيلي منها وبالتالي نشر القوات الدولية هناك قال سنغ: الاولوية بالنسبة لنا انسحاب الجيش الاسرائيلي تنفيذا للقرار 1701.
وحول استعداداليونيفيل لنشر قواتها هناك والاهتمام بشؤون المدنيين قال سنغ” نحن ننتظر ابلاغنا رسميا بالانسحاب وموعده نحن نتحدث مع الجانبين اللبناني والاسرائيلي. ومن مهمة اليونيفيل الاهتمام بالشؤون الانسانية للمدنيين ومساعدتهم على تنظيم امورهم، مضيفا ان المسائل التفصيلية لاقتراح اليونيفيل تسهيل الانسحاب الاسرائيلي من ذلك الجزء لا نناقشها اعلاميا. مذكرا بترحيب امين عام الامم المتحدة بان كي مون بالقرار الاسرائيلي بالانسحاب من هناك ، معربا عن احتجاج اليونيفيل على كل الخروقات للخط الازرق، لاسيما منها الخروق الجوية للطائرات الاسرائيلية وليس اخرها الطلعات خلال هذين اليومين.