“الشفاف”- خاص- بيروت
أثارت موجة الصراخ التي اطلقها الجنرال عون من امام كنيسة “نابيه” موجة تساؤلات عن الغاية منها، وعن الرسالة التي اراد عون ايصالها بالزعيق ولمن.
صراخ الجنرال الذي اثار ايضا استياءا حتى من اهالي البلدة، الذين اعتبروا ن لا المكان ولا المناسبة ولا الزمان يستأهلون هذا الصراخ في وجه الوزراء المسيحيين ورئيس الجمهورية، خصوصا ان اجواء التهدئة كانت بدأت تعود لتظلل الاجواء السياسية اللبنانية.
إلا أن المعلومات الواردة من العاصمة اللبنانية أشارت الى ان “مون جنرال” احس متأخرا بخسارته على غير صعيد. فهو فقد تقريبا كل شيء بعد ان تخلت عنه دمشق وبات حزب الله يتعاطى معه بشفقة. والاصعب عليه ان رئاسة الجمهورية اصبحت بالنسبة له بمثابة الحلم الضائع.
وتضيف المعلومات ان سوريا طالبت “مون جنرال” بموقف واضح بين طهران ودمشق، فجاءها الجواب بأن التيار يناصر المقاومة ويشكل ظهيرها الحامي.
من سرّب لفايز كرم في سجنه أن عون سمّاه “يوضاس”؟
كما ان حزب الله، وبعد توقيف القيادي في التيار الوطني العميد فايز كرم، اصبح أكثر حذرا في تعاطيه مع عون والعلاقة بين الجانبين اصبحت عرضة للشكوك ومحصورة بـالجنرال عون شخصيا، بحيث يغلب عليها طابع الشفقة على العماد الجريح.
وفي هذا السياق تشير المعلومات الى ان ما أثار موجة الهستيريا لدى العماد عون ما تناهى الى مسمعه من مجريات التحقيق مع صديق عمره العميد كرم.
وتفيد بأن كرم ساءه جدا تشبيه عون لنفسه بـ”السيد المسيح” وتشبيه كرم بـ”يوضاس” الذي باع “السيد المسيح” بثلاثين من الفضة! واعتبر كرم من سجنه ان عون تخلى عنه وتركه ليواجه مصيره بنفسه.
وتضيف المعلومات ان العميد كرم يدرك تمام الادراك ان الوحيد القادر على “فك حبل المشنقة عن رقبته” هو العماد عون لان ما بينهما ما صنع الحداد والدهر معا. وهو، تالياً، قرر على ما يبدو الافصاح عن مكنونات قلبه ومخزون عقله وذاكرته التي يبدو انها تحتفظ بالكثير من المشتركات مع الجنرال عون أيام كان “ابو القرار1559″، مع ما تعنيه تلك اللحظة السياسية من عمر التيار العوني عامة، وعون خصوصاً، من تحالفات والتزامات وارتباطات.
ولا يُخفى أن أقوال كرم يمكن أن تصيب المحقّقين بالإحراج الشديد لأسباب سياسية! فماذا سيفعل المحقّقون إذا زعم كرم، لتبرئة نفسه، أن عون كان على علم بنشاطاته؟ هل سيطلبون من الجنرال عون أن يردّ على الإتهامات؟ أم هل يقترحون “مواجهة” بين الجنرالين، وهم يعرفون أن ذلك سيعرّضهم لحملة شديدة بتهمة “التسييس”؟!
ولأن العميد كرم قرر التصرف وفق القاعدة “الشمشونية”، “علي وعلى أعدائي”، فقد ثارت ثائرة الجنرال وأوكل الى نوابه، خصوصا القانونيين منهم، مثل النائب ابراهيم كنعان وغيره الطعن في قانونية وشرعية توقيف كرم، وصولا الى اطلاق سراحه لأن التوقيف غير قانوني، وهذا في معزل عما ينقل عن مجريات التحقيق من ان كرم يتعاون مع المحققين.
وفي ضوء ما سبق كانت حملة عون على جميع الوزراء الذين هم على صلة بملف توقيف كرم، وصولا الى تحميل وزير الاعلام مسؤولية التسريبات بشأن مجريات التحقيق مع كرم علما ان وسائل الاعلام الرسمية أغفلت حتى الآن ذكر اي معلومة تتعلق بما يجري معه.
اما بشأن الهجوم على رئيس الجمهورية ميشال سليمان فإنه، الى ما سبق، تُضاف الخيبة والمرارة التي اصيب بها “مون جنرال” وهو يدرك وطأة انتظار الوقت بعد ان انقضت المدة التي وعدوه بها في الدوحة، وهي سنتان، لينتهي عهد الرئيس الحالي ويتربع عون على كرسي بعبدا بحراب الحلفاء وفي مقدمهم “حزب الله.
إلا أنه تيقن مؤخرا ان عهد سليمان باق ولم تنفع سيناريوهات عون التي ابلغها للقيادات السورية وحزب الله، وقد نقلتها جريدة “السفير” في حينه، من ان هناك من يتحضر للإنقضاض على المقاومة وأن هنالك جيوباً مسيحية جاهزة، مشيرا عليهم بإقالة وزرائهم وإسقاط الحكومة والرئاسة ليتربع هو على عرش بعبدا.
العماد عون أدرك، الآن، ان الوقت سبقه وهو على اعتاب الثمانين من العمر، وان صديق عمره ربما يسعى الى فضحه وتوريطه بحق ام من دونه، وان دمشق التي انطلت عليه لعبتها بتكريسه “بطريريكا مشرقيا” على المسيحيين، تخلّت عنه. وأدرك الجنرال عون أيضاً ان الحلف الوحيد الباقي، لضرورات حاجة الحليف، هو مع حزب الله الذي ايضا تغيرت حساباته.
كل ذلك اخرج عون عن طوره وراح يشتم شمالا ويمينا.
هل وعدت “الدوحة” بانتقال رئاسي بعد سنتين”؟: فايز كرم حانق لأن “عون” سمّاه “يوضاس”!
khaled — khaledone@hotmail.com
For many years Aoun behaved like a CLOWN, and lots of laughing ends up of crying. khaled