بيروت (ا ف ب) – اعلن رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري انه وحلفاءه ارتكبوا “خطأ” باتهام سوريا بالوقوف وراء اغتيال والده رفيق الحريري قبل خمس سنوات، مؤكدا ان “الاتهام السياسي انتهى”، ومشددا على اهمية العلاقات بين البلدين.
وقال الحريري في مقابلة نشرتها الاثنين صحيفة “الشرق الاوسط” السعودية “نحن في مكان ما ارتكبنا اخطاء. في مرحلة ما، اتهمنا سوريا باغتيال الرئيس الشهيد (رفيق الحريري)، وهذا كان اتهاما سياسيا، وهذا الاتهام السياسي انتهى”.
وتابع ان للمحكمة الدولية التي تنظر في قضية الاغتيال “مسارها الذي لا علاقة له باتهامات سياسية كانت متسرعة. هناك تحقيق ومحكمة. (…) المحكمة لا تنظر الا في الدليل”.
وفي المقدمة التي اوردتها الصحيفة حول حديث الحريري، اشارت الى “مراجعة ذاتية” قام بها الحريري للعلاقة مع سوريا.
واعتبر النائب اللبناني المنتمي الى حركة امل علي حسن خليل في تصريح لوكالة فرانس برس ان حديث الحريري هذا يمثل “موقفا في غاية الاهمية ويؤسس لتصويب كل المسار السياسي خلال المرحلة الماضية ويعيد تصويب الامور في ما يتعلق بالعلاقة التي يجب ان تكون مميزة بين سوريا ولبنان”.
وكان الحريري وحلفاؤه في قوى 14 آذار اتهموا سوريا بالوقوف وراء عملية الاغتيال التي حصلت بواسطة تفجير شاحنة مفخخة في بيروت في 14 شباط/فبراير 2005 واودت بحياة رفيق الحريري و22 شخصا آخرين.
وانسحب الجيش السوري اثر عملية الاغتيال من لبنان في نيسان/ابريل 2005 بعد حوالى ثلاثين سنة من الوجود والنفوذ من دون منازع على الساحة اللبنانية، بضغط من الشارع والمجتمع الدولي.
وتحسنت العلاقات بين سوريا والحريري بعد تسلم هذا الاخير رئاسة الحكومة في كانون الاول/ديسمبر 2009 وبعد حصول تقارب بين دمشق والرياض الداعمة للحريري.
ورغم تأكيد اوساط الحريري، ان كلامه اليوم “ليس مفاجئا”، و”يأتي من ضمن سياق عام بدأ منذ فترة حول مراجعة المرحلة السابقة”، فان كلام رئيس الحكومة يعتبر الاكثر وضوحا بالنسبة الى التوجه السياسي الجديد لمن كان قبل خمس سنوات في موقع الخصومة الشديدة لسوريا.
واكد رئيس الوزراء اللبناني في حديثه مع “الشرق الاوسط”، ان “على المرء ان يكون واقعيا في هذه العلاقة ( مع سوريا) لبنائها على اسس متينة. كما عليه ان يقيم السنوات الماضية حتى لا تتكرر الاخطاء الماضية”.
وعن العلاقة الشخصية مع المسؤولين السوريين، قال الحريري عن زياراته الى دمشق “احس بانني ذاهب الى بلد اخ وصديق ولا احس بانني ذاهب الى مكان كانت لدي معه مشكلات”.
كما تطرق الحريري الى المعلومات حول وجود “شهود زور” في التحقيق الدولي في اغتيال والده وقال في هذا الصدد “هناك اشخاص ضللوا التحقيق، وهؤلاء الحقوا الاذى بسوريا ولبنان، والحقوا الاذى بنا كعائلة الرئيس الشهيد، لاننا لا نطلب سوى الحقيقة والعدالة”.
واضاف “شهود الزور هؤلاء خربوا العلاقة بين البلدين وسيسوا الاغتيال. ونحن في لبنان نتعامل مع الامر قضائيا”.
وراى خليل المنتمي الى قوى 8 آذار المتمثلة بالاقلية البرلمانية ان حديث الحريري عن “شهود الزور” يشكل “خطوة ضرورية ومهمة وستساهم بالتاكيد في معالجة الثغرات التي كانت قائمة في المرحلة الماضية على هذا الخط”.
ويشن حزب الله المدعوم من سوريا منذ اسابيع حملة عنيفة على المحكمة الخاصة بلبنان، مشككا بمصداقيتها، وذلك استنادا الى تقارير صحافية تحدثت عن احتمال توجيه الاتهام الى الحزب الشيعي في القرار الظني المنتظر صدوره.
كما يطالب الحزب الحكومة اللبنانية بفتح ملف “شهود زور” تحدثوا عن تورط مسؤولين سوريين ولبنانيين في الجريمة، علما ان المدعي العام الدولي دانيال بلمار اعلن ان المحكمة غير معنية بهؤلاء الشهود.
ومنذ تسلمه رئاسة الحكومة، قام الحريري بخمس زيارات الى العاصمة السورية كانت آخرها في 28 آب/اغسطس عندما لبى دعوة من الرئيس السوري بشار الاسد الى مائدة سحور.
وزار الرئيس السوري برفقة العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز بيروت في 30 تموز/يوليو 2010.
واعتبر محللون ان كلام الحريري يجب ان يقرأ في ضوء المتغيرات الاقليمية والدولية.
ويقول استاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية غسان العزي لوكالة فرانس برس ان “كل طرف في لبنان له مرجعيته الخارجية”، مضيفا ان “المرجعية السعودية تجد انه من الافضل اعطاء سوريا المزيد من النفوذ والضوء الاخضر في لبنان والا يؤول هذا كامر واقع الى ايران” التي تدعم حزب الله، ابرز اركان الاقلية النيابية.
ويضيف العزي ان “الانسحاب الاميركي من العراق والوعد بالانسحاب من افغانستان يقرأ على انه تراجع اميركي استراتيجي (…) ، وبالتالي، ظرف مناسب بالنسبة الى خصوم الولايات المتحدة للتقدم”.
ويرى حتمية انعكاس كل ذلك على لبنان كونه “ساحة ومرآبا للصراع الدولي والاقليمي”.
ويعتبر ان “الاحتضان السعودي لسوريا بشكل عام دفع في اتجاه تعميق اسس المصالحة السورية الحريرية، وفي اتجاه اعادة تكليف سوريا بالملف اللبناني”.
إقرأ أيضاً:
مبارك “لا أثق بالأسد” وأوباما والحريري رفضا طلب الملك بالإلتفاف على المحكمة
سعد الحريري يعتبر ان “الاتهام السياسي” لسوريا باغتيال والده كان “خطأ”
سوري قرفان
أعتقد أن نظام التوريث في لبنان أعرق من سورية ’’أعني هنا الزعامات’’.
سعد الحريري يعتبر ان “الاتهام السياسي” لسوريا باغتيال والده كان “خطأ” نبيل السوري هذا دليل إضافي على أن البلطجة والتشبيح يؤتي أكله في منطقتنا لكنه دليل آخر على أنه لايوجد في لبنان، إلا نادراً زعيم سياسي متزن فاتهام النظام السوري سياسياً كان خطاً فعلاً وقيام الكثيرين بمسبات علنية تحمل أبشع الألفاظ ضد أقطاب النظام السوري، كان مراهقة وغباء ليس لأن النظام السوري لايستاهل، فهو نظام لصوصي قمعي يستاهل الضرب بالجزم، لكن السياسي يجب أن يكون أكثر حصافة، مثال ذلك إلى حد ما سمير جعجع، والذي لا أستسيغه مبدئياً، لكنه لم ينزلق إلى ما انزلق إليه وليد بيك، والآن لايلحس بصاقه… قراءة المزيد ..
سعد الحريري يعتبر ان “الاتهام السياسي” لسوريا باغتيال والده كان “خطأ”
جوزف
أليس هذا الكلام للرئيس سعد الحريري استباقاً للتحقيق؟ ما نفع المحكمة طالما أن الحريري يبرئ من يريد؟ لماذا كل هذه « اللبكة » منذ 5 سنوات و حتى اليوم طالما ان القصة سوف تنتهي به على هذا النحو؟ حِكم.
سعد الحريري يعتبر ان “الاتهام السياسي” لسوريا باغتيال والده كان “خطأ”
الاحتضان السعودي لسوريا بشكل عام دفع في اتجاه تعميق اسس المصالحة السورية الحريرية، وفي اتجاه اعادة تكليف سوريا بالملف اللبناني
سعد الحريري يعتبر ان “الاتهام السياسي” لسوريا باغتيال والده كان “خطأ” على الحريري أن يستقيل بعد وليد أطل سعد فاعلن اعتذاره للسوريين طالبا المصالحة مع دمشق، ومعترفا بلسانه ان “أخطاء حصلت منا تجاه الشعب السوري” ويعترف ان اتهامه سوريا باغتيال الرئيس رفيق الحريري كان اتهاما سياسيا! هكذا وبكل سهولة شطب رئيس الحكومة اللبنانية، وقائد فريق المستقبل وتيار 14 آذار، وزعيم سنة لبنان، ونجل الرئيس المغدور تاريخ خمس سنوات من الملاحقات والاتهامات والدماء والتوتر اللبناني والعربي والعالمي. سعد الحريري لحق بوليد جنبلاط، الذي سبقه باعلان التوبة وطلب المغفرة واطنب مديحا في سوريا وافاض اعتذار من قيادتها. ابن الحريري اعلن توبته كما… قراءة المزيد ..