من راقب خطاب ” السيد” تذكر مسلسلات “Law and order” البوليسية الأمريكية، وكيف تكون مهمة المحامي الأولى والاخيرة هي تشكيل الشكوك في عقول المحلفين. فالشكوك تكفي لكي لا يصل المحلفون إلى قرار، ومن ثم إلى إطلاق سراح المتهم. ولكن هذا لا يعني براءته على الإطلاق.
هذا تحت القانون الامريكي الذي يكرهه نصر الله وبحرارة… ولكن نصر الله لم يجد “إقتباسه” للمسلسلات “الأمريكية” الإمبريالية والإنبطاحية محرجا، وخرج علينا بفيلم “أمريكي” طويل عن “ممكن” تورط إسرائيل في إغتيال الحريري!
وعرض علينا المحامي غير القدير نصر الله بعض الصور التي تؤكد مراقبة الطيران الإسرائيلي لموكب الحريري في بعض أسفاره!
المشكلة في هذه الخزعبلات والبهلوانيات أنها لن تطير في وجه المنطق وفي امتحان بسيط…..
ما هو إثبات نصر الله أن هذه الصور أخذت من الطيران الإسرائيلي؟
إلا إذا كان علينا أن نصدقه ونأخذ كلمته كنص مقدس!
أين هناك اي دليل وعلى الأرض “الصلبة” وأي “أدلة” صلبة أن إسرائيل قد تمكنت من إختراق بيروت وكل المخابرات السورية واللبنانية والإلهية وتمكنت من تفجير موكب الحريري؟
لماذا قامت السلطات اللبنانية بردم وتحريك موقع الجريمة وبأقل من ساعات بعد الجريمة؟ أكان هذا محاولة تغطية على الإسرائيليين، وخيانة جديدة من رجال حزب الله، أي من جميل السيّد ورفاقه؟
لماذا انتظر “السيد” خمسة سنين كاملة ليأتي بهبذ الخزعبلات، بينما كان حليفه وحبيبه يعاني شتى المضايقات والمقاطعات……؟ اليس حليفه بأولى بالولاء وإظهار “الحقيقة”؟
مشكلة “السيد” أنه يتوقع أن يصدقه الناس وبغير امتحان وتبصير….. وهذا صحيح بين اتباعه ومريديه وأغبياء ورعاع الأمة. ولكن أمام اي عاقل بصير، وبقليل من الإمتحان، يقف نصر الله عاجزا ومكشوفا كشفا مخجلا والله.
وبسارع نصر الله بعد المسرحية الفكاهية برفض وضع ما قاله تحت المجهر. فيرفض تقديم هذه الأدلة للمحكمة الدولية بحجة……….الأمركة أيضا!
أن تختار تصديق هذه الخزعبلات لمحبتك هذا “السيد”، هو أمرك. ولكن أن تفرضها كحقائق؟ فهذا يعني إجبارنا على اتباع نبيّ زائف ….. ومحمد هو خاتم الانبياء.
أن تختار أن تصدق هذا “السيد” لأنك تريد “ضبضبة” الموضوع وتسكيره، هذا شأنك. ولكن أن تتوقع أن يسير معك الجميع في هذه “الخرطة” شأن آخر .
أن تختار أن تسامح قاتل أبيك من أجل كرسي الوزارة هذا شأنك، ولكن أن تطلب منا أن نصدق هذا وأن “نختم” معك مؤمنين بهذه الخزعبلات، شأن آخر.
فبالله عليكم كفى استهتارا بعقولنا……فلن نصدق هذا “المتنبي”، ولن نقبل أن الشيطان قد فعلها……
قد يكون هو الأفضل للجميع والأكثر قبولا أن يقولوا…… عفا الله عنما مضى
وقد سامحنا القاتل أو لا نريد أن نتابع هذا الموضوع بعد اليوم …. ولكن أن يطلبوا منّا ان نصدق هذه الخزعبلات والبهلوانيات….. وبغير برهان!
أن يعتبروا أن ثمن الحقيقة هو أكبر من أن يدفعوه هو شأن، وأن يضعوا شريطا لاصقا على أعيننا وآذاننا شان آخر…
فلسنا صمّ عميّ وبكمّ، واننا لقوم يتفكرون…… يا نصر الله….
ولكن يجب الإعتراف……..الأوسكار يذهب الى………..
tony.1965@hotmail.com
* كاتب سوري