“الشفّاف”- خاص- بيروت
محاولات رئيس اللقاء الديمقراطي، وليد جنبلاط، لإقناع عناصر الحزب التقدمي الاشتراكي بمواكبته في إعادة تموضعه في قوى 8 آذار ما زالت تتعثّر. وفشلت جميع مراهناته على عامل الوقت لإعادة لملمة التشرذم الذي أصاب الحزب التقدمي الاشتراكي جراء إنقلاب جنبلاط على نفسه وعلى قوى ثورة الارز.
ففي آخر لقاء عقده جنبلاط مع كوادر منظمة الشباب التقدمي، في عين زحلتا، علا صوته مرارا وخرج عن طوره وفقد اعصابه وغادر المكان منفعلاً، بعد ان واجهه الحزبيون بالعديد من الاسئلة بشأن موقفه من المحكمة الدولية وحزب الله وسوريا والحقبة السابقة لإعادة تموضعه. وعبثا حاول إقناع الحضور بالضرورات التي املت عليه المواقف الحالية، فخرج وهو يصيح بأعلى صوته “تقولون عني أنني جبان، معكم حق أنا جبان، وكل ما اريده هو حماية الطائفة والجبل”.
ولم ينجح جنبلاط في تسويق “نسيان دم ابيه” امام محازبيه وتعميم هذا الموقف على الحلفاء القدماء، وابرزهم الرئيس سعد الحريري، فكيف بسائر اهالي شهداء ثورة الارز؟
وعلى الرغم من مغادرة جنبلاط بعد انقضاء اكثر من ساعتين على انعقاد اللقاء إلا أن الوزير غازي العريضي استمر في مجادلة الحضور لساعات من دون ان تؤتي مجادلته ثمارا.
تهميش حمادة وأبو فاعور.. والعريضي “يسوّق” العلاقة مع سوريا
وفي سياق متصل، فشلت الورشة التنظيمية التي اعدها جنبلاط للحزب الاشتراكي بالتزامن مع إعادة تموضعه، وما زالت الفروع الحزبية تترنح بين الاستقالة والإقالة. ولم تنجح محاولات إعادة صياغة وضع الفروع في مناطق الجبل، خصوصا بعد التصدع الذي اصابها نتيجة الانتخابات البلدية والاختيارية والتحالفات التي حاول جنبلاط فرضها على على فروعه الحزبية لجهة التحالف، بين عشية وضحاها، مع اخصام الامس والتخلي عن الحلفاء القدماء الذين خاض معهم الاشتراكيون معارك ثورة الارز والاستقلال الثاني.
من جهة ثانية رأت مصادر لبنانية مطلعة ان موازين البوصلة الجنبلاطية للمرحلة السياسية ما زالت تتجه اكثر فاكثر نحو الانزلاق الى خطاب 8 آذار. وتعتبر المصادر ان تهميش كل من الوزير وائل بو فاعور والنائب مروان حماده ابرز دليل على الانعطافة الجنبلاطية الكاملة نحو حزب الله وسوريا. فالأول ربيب ثورة الارز وقواها، وعرفت عنه علاقاته المتينة بكل من منسق الامانة العامة النائب السابق فارس سعيد والنائب السابق سمير فرنجية، في حين ان ما بين حماده وحلفاء جنبلاط الجدد ما صَنَع الحداد.
وبالتزامن يبرز إعادة الحياة الى الوزير غازي العريضي الذي يتولى اعادة ترسيم وتنظيم العلاقة الجنبلاطية السورية، ومحاولة لتسويق دور ما للوزير والنائب اكرم شهيب علما ان محاولات تسويق هذا الاخير تصطدم بجدار نشاطاته في مواجهة غزوة الجبل في 7 أيار ومواقفه المعلنة من حزب الله ودمشق.
جنبلاط لمحازبيه: “معكم حق أنا جبان.. كل ما أريده هو حماية الطائفة والجبل”!الشهيد مغنية؟ لا يمر يوم تقريبا إلا ونسمع عن شهيد. وليس من كلمة غامضة ومضللة مثل مصطلح الشهيد. وليس من كلمة يساء استخدامها بيد كل المأجورين والانقلابيين مثل الشهيد. حتى غدت ثوبا لكل الزعر والحرافيش والعيارين ورجال السلطة وجند المخابرات، ممن قتل بقضية وبدون قضية. وليس في القرآن آية واحدة، تفيد مما اتفق عليه الناس في العالم الإسلامي من القتل أنها بمعنى الشهادة، فكل الآيات الموجودة في القرآن (في حدود 82 موضعا عن الشهيد والاستشهاد والشهادة)، لا تزيد عن معنى الإقرار والاعتراف والشهود الواعي (قالوا شهدنا .. أليس… قراءة المزيد ..