الربيع السادس يغادر أحلامنا، الليل أرسل القمر إلى سماءه، والكلمات تنهمر من الغيوم، ليتلو في عيد الكلام، كل أسفار الحب والألم، النجوم تحتسي الخمر، والشمس تسدل الستار عن كبريائها. إنه الربيع يمنح الدوري والبلبل كل الأنغام، ويعزف مع الحجل أغنية أخرى، الربيع يعلن البدء بطقوس الديلان، عرساً لكل الكلمات والألحان، عرساً تعزف العصافير أغنية ألم وأمل.
آذار ديلان، العرس المقام في محراب النوروز، والمحمدون الثلاث، يرقصون حول حلقة نار، يتلون مع الملائكة، آية النصر، لعل السماء تكتب لهم عندها شهادة في جنازة العيد، العيد الذي باتت كل ألوانه أحمراً، الأحمر الفاقع أكثر من وردة جورية، أو قطرة دم تسيل على إسفلت في درب الجامع القديم، الجامع الذي احتضن كل الألوان، امتزج محرابه بالدم، وباتت ألوانه أقرب إلى قوس قزح أحمر.
آذار ديلان، العرس المقام في الملعب البلدي، الميدان الذي هزم فيه الجهاد بثلاثين أو أكثر من الشهداء لا من الأهداف، فاز الجهاد بالألم كما دائماً. الواقعة التي انتصر فيها الضيوف على المضيف، فوزاً أقرب إلى الانتصار في صراع طويل ومرير مع الألوان والأزهار. الفوز الذي أغلق الملعب فما عادت هناك انتصارات، فقط الهزائم كانت ترفع راياتها على مدرج الملعب.
آذار ديلان، العرس المقام في الجبال، أطفال كان يسألون عن الخبز، قالت النسوة، انتظروا إن السماء تمطر تفاحاً، التفاح الذي قضى على أحلام أطفال بكسرة خبز. ومن قال إن السماء لا تمطر تفاحاً؟ إن السماء تمطر عندنا تفاحاً ورصاص، تثلج السيانيد والخردل، الثلج يبكي خوفاً من الربيع، والطائرات تزغرد فرحاً في عرس مليء بأطفال قتلى، كانوا يحبون التفاح كثيراً.
آذار ديلان، العرس المقام في هلاليكي، هناك في ضيافة البلبل الذي كان يغني للمطر، وغنى عن نسرين أجمل أغنية، إلى البلبل الذي كتبت أنامله رسالة الكردي في الألم، وأهدى إلى كل عشاق الربيع مزهرية، فيها ثلاث وردات، انكسرت المزهرية، فانتحرت الأزهار حزناً على الإناء المرصع بالحب والأمل.
آذار ديلان، العرس المقام في شوارع المدينة، أطفالها يكبرون وكبارها يرحلون، النساء يكتبن على الأرصفة حكاية أفئدة وئدت بالرصاص، نسوة يغنين وأخريات ينتحبن الألم، حبيبات انتظرن كثيراً، لكن غادر العشاق إلى النجوم، هناك في مكان ما، بعيداً جداً. ملت النسوة من السواد عندنا، أما آن للسواد أن يبيض قليلاً.
آذار ديلان، العرس المقام في القرية الكبيرة، الراعي يعزف سيمفونية الكوجري، فينفي الخوف بعيداً عن البيريفانات، إنه يعزف للجزيري كل أغانيه الممزوجة بقطرات المطر، والقطا ترقص مع السنابل، إن السنابل تكتب رسالة الخبز المحترق في تنور القرية.
آذار ديلان، العرس المقام في السماء، سيكتب القاميش قصائد عشقه في حفلة رأس السنة، ويزرع النسرين في مدينة القصب، ويعزف الهدهد على قيثارة، لحن مهاجر حزين، ومعزوفة مطر سقط للتو على خدي عروس تنتظر فارسها، الفارس الذي استل سيفه ليرسم به الأمل المتقد في أفئدة الغيوم.
آذار ديلان، العرس المقام في كل مكان، الفرح القادم قريباً، سيرقص الحجحجيك مع الحجل رقصة الكورمانجي، وستبدأ الأشجار بتلاوة أشعارها، وتغني الفراشات كل أغاني الربيع، في حين سيقبع الحزن في جحره خائفاً من كل الغيوم التي ستمطر دائماً الأمل، وترسم السماء قوس قزحاً أخضر.
آذار ديلان، العرس المقام في كل فؤاد، العرس الذي ستحضره كل العصافير حتى الدوري سيكون قريباً جداً، العرس الذي سترقص الملائكة فرحاً مع الفراشات، العرس الذي سيكتب عنه السنونو قصة حب ويأخذها معه ليسردها هناك بعيداً في السماء. آذار ديلان، ارقص معنا حول نار نوروز، سنبدأ معك طقوس اليوم الجديد، نكتب عن الحب والأمل، نبكي قليلاً، ونضحك أكثر، نشرب نخب الربيع القادم، حتى تكون كل أيامنا نوروزاً، ويمسي الربيع أجمل فصول حياتنا المليئة بالآلام. آذار ديلان، أرقص دائماً معنا، إننا نحب الفرح كثيراً ونكره الأسى.
akkopress@gmail.com
• كاتب سوري
آذار ديلان.. أعراس الربيع
تحيا كوردستان ويسقط كل خائن جبان
آذار ديلان.. أعراس الربيع
نشكرك ياسيدي العزيز لكتابتك هذا الموضوع وانني حين اسمع شخصا يتكلم عن حلبجة المغدورة لا استطيع ان اكتم مشاعري لانني كردي وكوني لست من كورد العراق لكني اؤمن بقضية شعب قد خانتهم الواقع ونستهم التاريخ ،الان استطيع ان اقول بان الكورد باقون وان يوم كوردستان لقريب تحيا كوردستان وتحيا الاحرار الذين في الجبال تحيا كوباني