بيروت الشفاف – وجدي ضاهر
اكد رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري موقفه السياسي في الاعتدال من خلال زيارته الى الفاتيكان ولقائه الحبر الاعظم البابا بنديكتوس السادس عشر في حين اكد البابا دعمه للحريري وللبطريرك صفير قائلا إنه “يصلي من اجل لبنان ولكي لا تنعكس تداعيات الاوضاع المتوترة في المنطقة سلبا على لبنان”.
مرافقون للرئيس الحريري ابلغوا “الشفاف” ان الزيارة كانت استثنائية شكلا ومضمونا وعكست عمق العلاقات التي ارساها والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري مع حاضرة الفاتيكان.
ففي الشكل وحسب البروتوكول الفاتيكاني الحبر الاعظم يستقبل الزوار لمدةة لا تتجاوز عن النصف ساعة كحد اقصى من ضمنها عشر دقائق مع الوفد المرافق. إلا أنه، وخلال استقباله رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، امتد اللقاء الى اكثر من خمسين دقيقة في خرق واضح للبروتوكول، ومن ثم استقبل الوفد المرافق للرئيس الحريري خمس عشرة دقيقة .
وقالت مصادر الفاتيكان ان الحبر الاعظم اصر على ان يكون استقبال الحريري لائقاً بالرؤساء.
الرئيس الحريري كان ابدى رغبته بزيارة الفاتيكان من باب الحرص على استكمال العلاقة التي بدأها والده مع البابا يوحنا بولس الثاني، إضافة الى تأكيد دور الفاتيكان في دعم “لبنان الرسالة” كما وصفه البابا الراحل، وتأكيد هذا الدور من خلال السعي الى جعل لبنان مركزا لحوار الاديان الذي دعا الى إنشائه الملك عبدالله أثناء رعايته مؤتمر حوار الاديان في الولايات المتحدة نظرا للخصوصية التي يمثلها لبنان في تأكيد العيش المشترك بين ابنائه وحرص الرئيس الحريري على المسيحيين ودورهم وإسهامهم في بناء الدولة، وإنطلاقا من ان لبنان اثبت انه صيغة عيش اعتدالية ومن الضروري تعزيز هذا الدور اللبناني ومكانته.
الرئيس الحريري وكما نقل مرافقون ابلغ الحبر الاعظم باعتماد يوم عيد البشارة في الخامس والعشرين من آذار عيدا وطنيا إسلاميا ومسيحياً، مشيرا الى انه وفي هذا اليوم سترفع الصلوات في الكنائس والمساجد للسيدة العذراء مذكرا بالصلاة المشتركة اتي رفعت في ساحة الحرية في 14 شباط اثناء احياء ذكرى اغتيال الرئيس الحريري.
البابا ابلغ الحريري انه سمع الصلاة واعجب بها فوعده الرئيس بنسخة على كاسيت “دي في دي”.
قال البابا للرئيس الحريري انه يصلي من اجل لبنان وكي يحفظه الله من تداعيات احداث المنطقة خصوصا القضية الفلسطينية وازمة الملف النووي الايراني. الرئيس الحريري اكد للحبر الاعظم ان لبنان بلد الاعتدال وان الدستور اللبناني اكد المناصفة بين المسيحيين والمسلمين وانه، اي الحريري، حريص على المناصفة، مشددا على دعم البطيريك صفير والوقوف وراءه لما يتمتع به من حنكة وحكمة وروح وطنية مسؤولة واصفاً صفير بأنه “ضمير لبنان”. فسمع الرئيس الحريري من البابا كلاما يشيد بالبطريرك صفير ويدعم مواقفه السابقة والحالية والمستقبلية في حين ان رئيس حكومة الفاتيكان اثنى على وصف الرئيس الحريري لصفير بـ”ضمير لبنان”. واشاد به وباعتداله.
الرئيس الحريري طالب الفاتيكان بالسعي لدى الحكومات الغربية للعمل على إطلاق مبادرة لإحقاق الحق في القضية الفلسطينية مستفيدين من انظمة الاعتدال في المنطقة. وقال للبابا اننا نتطلع الى دور فاتيكاني كبير في المنطقة متمنيا عليه زيارة لبنان والمنطقة تعزيزا ووتفعيلا لهذا الدور.
الرئيس الحريري والوفد المرافق فوجئوا بحجم إطلاع قداسة البابا على تفاصيل الاوضاع في المنطقة ولبنان. وهو ابلغهم انه خائف من التهديدات الاسرائيلية ومن تداعيات الملف النووي الايراني على لبنان والمنطقة واعدا باحتضان لبنان في المحافل الدولية وبالصلاة الدائمة ليقي الله لبنان ويحفظه في الايام الآتية.
وسمع الوفد المرافق قلقا فاتيكانيا من الدور الذي تريد ايران ان تلعبه في المنطقة، وهو يشبه الى حد بعيد دور الشرطي الذي إضطلع به نظام الشاه السابق، والاعتراف بها قوة اقليمية ودولية وشريكة في قرارات الانظمة في المنطقة.
ويشير مرافقو الرئيس الحريري الى ان الغرب ما زال الى اليوم يرفض الإقرار بهذا الدور الايراني وهو لن يقر به في اي حال من الاحوال مما يضع المنطقة في فوهة البركان، وهذا ما يثير قلق الفاتيكان.