مروان طاهر – “الشفاف” بيروت خاص
ما زال خبط العشواء الجنبلاطي يستمر فصولا! وأضيف اليه يوم السبت الماضي خبط العشواء العوني، فبدا كل من عون وجنبلاط في الزيارة العونية الى الجبل، التي وصفها الطرفان بـ”التاريخية”، كالغريق الذي يطلب نجدة من غريق لا يعرف السباحة.
فالزيارة العونية تكللت بفشل مريع. وما حاول عون كسبه مسيحياً أسفر عن خسارة مضافة الى خسائره المسيحية السابقة. وما حاول جنبلاط تقديمه من فروض الولاء الى دمشق عبر استقباله عون انتهى الى لا شيء بعد ان أبلغ السوريون الوسيطَ بين جنبلاط ودمشق ان الموعد الذي كان مقررا يوم الاحد في الحادي والعشرين من الجاري قد أرجئ الى أجل غير مسمى.
في الزيارة العونية بدايةً، رفض الحزب الاشتراكي السماح او المشاركة في إقامة استقبال “شعبي” في الدامور للعماد عون وصحبه وطلب منه صرف النظر عن موضوع ترتيب استقبالات شعبية كان واضحا ان الحضور سيكون فيها من حزب الله في أحسن الاحوال.
ثانيا، تكللت الزيارة بمقاطعة شعبية مسيحية تجلت ابرز فصولها في اعتصام نفّذه انصار رئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون عند مدافن العائلة مانعين عون وصحبه من استغلال الزيارة لوضع اكليل من الزهر على ضريح شقيقه داني شمعون الذي قضى عونيا بامتيار من دون ان يبادر عون الى ذكره او لفت النظر الى استشهاده.
ومسيحيا ايضاً، كان لافتا غياب المشاركة الشعبية في اللقاء الذي عقد في مطرانية بيت الدين. فقد شارك بضع عشرات في القداس وفي المهرجان الخطابي في باحة المطرانية، واقتصر الحضور على عناصر المواكبة العونية التي تألفت من خمس حافلات من نوع “بولمان” واربع “فانات” وحوالي عشر سيارات شخصية إضافة الى ثلاثين شخصا من الطائفة الدرزية وهم من مرافقي نواب اللقاء الديمقراطي من الدروز من دون المسيحيين.
وخلص مراقبون الى القول ان عون فشل في تعويم نفسه مسيحياً من خلال الزيارة الشوفية. وهو لن يستطيع استثمارها خصوصا في مجال عودة المهجرين لأن هذا الملف لم يجد طريقه الى الحل منذ عقود لاكثر من سبب. ولن ينجح العماد حيث فشل سواه منذ سعى الراحل انور الفطايري الى إنجاز العودة ودفع حياته ثمنا لها. وما عجزت عنه المصالحة التاريخية عام 2001 مع البطريرك صفير والمعارك الانتخابية المشتركة بين الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية لن ينجح فيه عون لأن قضية المهجرين في المناطق التي لم تشهد عودة بعد هي قضية سياسية ومالية. وما لم تنضج هذه الظروف لن تكون هناك عودة. فحظ لِجان عون – جنبلاط لن يكون افضل حالا من حظ اللجان السابقة.
اما النائب جنبلاط فلم تأته هذه الزيارة بدفع إضافي على طريق دمشق بل بالعكس. فقد اصيب جنبلاط امس بخيبة امل جديدة واصيب معه وسيطه في الزيارة الدمشقية امين عام حزب الله حسن نصرالله حين تم ابلاغ نصرالله انه تم تأجيل الزيارة التي كانت مرتقبة لجنبلاط الى دمشق في 21 من الجاري الى اجل غير مسمى كي لا يقال انه تم صرف النظر عنها. وتم إبلاغ نصرالله انه إذا كان نصرالله يريد لجنبلاط ان يزور سوريا لاسباب على علاقة بالوضع الداخلي لنصرالله، فان سوريا غير محشورة وجنبلاط لم يعد يشكل ضرورة سورية.
مصادر مطلعة على سير التحولات السورية الايرانية اعتبرت ان جنبلاط أخطأ في إختيار الباب الى دمشق من خلال امين عام حزب الله حسن نصرالله وأن سوريا لن تستقبل جنبلاط طالما ان نصرالله يتوسط له، في حين ان بوابة دمشق لجنبلاط تمر عبر الرياض وليس عبر طهران حسب ما نقل مطلعون عن مصادر سورية مطلعة.