الشفاف بيروت – مروان طاهر
اما وقد انتهى الاحتفال بذكرى الرابع عشر من شباط او ذكرى إغتيال الرئيس الاسبق للحكومة اللبنانية رفيق الحريري، فإن تداعيات هذا اليوم وما جرى خلاله بدأت بالظهور وهي ستستمر تباعا لتلقي بظلالها على المرحلة السياسية اللبنانية المقبلة.
في ردود الفعل الاولية كان نافراً الرد الذي صدر عن قيادات في حزب الله حيث هاجمت الخطباء من دون استثناء في حين ان رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري نسب الى الحريري كلاماً عمد الى تحريفه، ليبدي ارتياحه الى ان الحريري قال إنه حريص على تأكيد ضرورة التوافق الدائم وهذا ما لم يقله الحريري في كلمته.
حزب الله توجس من خطابات ساحة الحرية وابدى توترا شديدا وحساسية مفرطة تجاهها. ونُقِلَ عن مسؤولين في الحزب قولهم ان قوى الرابع عشر من آذار نسيت سوريا، وهي تعمل على توجيه سهامها الى سلاح الحزب الأمر الذي أدخله الحزب الالهي في خانة المقدسات التي يجب ان لا يتم التطرق اليها.
وفي ردود الفعل ايضا، الارتياح الذي ساد صفوف قوى 14 آذار، قياداتٍ وجماهير، إذ أن الكلمات التي القيت في المناسبة رسمت آفاق المرحلة المقبلة محليا من خلال تأكيد ثوابت الحركة الاستقلالية وثورة الارز، مع إضافة مستجد على هذه الثوابت هو العلاقة التي تم فتحها مع دمشق وإيكال امر معالجة هذه العلاقة للرئيس الحريري مع تأكيد دعم القيادات للحريري في مهمته وتمحيضه ثقتها الكاملة.
وما كان ملتبساً هو رد الفعل السوري على ما قيل في 14 شباط، حيث تشير المعلومات الى ان الجانب السوري ابدى استياءه من الكلمات معتبراً ان ما جرى هو لعبة توزيع أدوار بين قيادات ثورة الارز بحيث اذا ما تم جمع مضامين كلمات الحريري والجميل والسنيورة وجعجع لأمكن القول ان الخطاب مجتمعا لا يختلف شكلا ولا مضمونا عن الخطابات التي القيت من المناسبات السابقة، وهذا طبعا لا يرضي الجهات السورية .
وتضيف المعلومات ان الرئيس الاسد ابلغ الحريري عندما التقاه لتسع ساعات تقريبا ضرورة فتح صفحة جديدة بين البلدين بشكل عام وبينه وبين الاسد بشكل خاص، على ان يقفز الحريري فوق واقعة إغتيال والده وسائر الشهداء، لقاء تسهيلات عملانية تقدمها دمشق للحريري. اي بمعنى آخر استدراج الحريري الى الفخ الذي اوقعت فيه القيادة السورية، من قبل، الرئيس الشهيد رفيق الحريري بحيث اصبح وزير خارجية سوريا والباحث عن تمويل الاقتصاد السوري المتعثر والمحاصر لقاء فتات سياسي قدمته دمشق للشهيد الحريري، كانت تعمل على انتزاعه منه بواسطة اشخاص مثل ناصر قنديل او وئام وهاب او الرئيس السابق اميل لحود والوزير سليمان فرنجية تبعا لضرورات المرحلة وتقويماتها السورية.
كما تضيف المعلومات ان الاسد اغدق على الحريري وعوداً لقاء ان يمارس دور والده الشهيد مع نظام دمشق، شرط ان يتخلى عن حلفائه المسيحيين تحديدا مقابل تحالف جديد يقوم على ربط الحريري بأزلام سوريا في لبنان الذين تحركهم دمشق بـ”آلة التحكم عن بُعد”.
وفي هذا السياق، تشير المعلومات الى ان المطلوب سورياً من لبنان ومن الحريري تحديدا في هذه المرحلة هو ما قام ويقوم به النائب وليد جنبلاط تحت ستار ما اسماه “إعادة التموضع” ويمكن تلخيصه بالعمل على فرط عقد تحالف قوى 14 آذار وفك التحالف القوي والمتين بين تيار المستقبل ومسيحيي 14 آذار من قوات وكتائب وشخصيات مستقلة وبطريركية مارونية بجميع السبل المتاحة.
ولكن ممارسات الواقع تختلف عن الرغبات السورية بحيث ان الحريري ربط زيارته الى دمشق بالمعبر السعودي معلنا ان كل ما يجري مع سوريا يخضع لمعايير التنفيذ في علاقة بين دولتين حرتين ذات سيادة، وهذا ما ازعج الجانب السوري.
وفي هذا السياق يشير معلومات قريبة من اوساط المعارضة السورية والايرانية في لبنان الى ان المرحلة المقبلة ستكون مرحلة التعطيل بحيث لن يشهد اي ملف حكومي اي تحريك من اي نوع كان. فلا التعيينات الادارية ولا الانتخابات البلدية ولا سوى ذلك من الشعارات التي طرحتها الحكومة على قاعدة اولوية هموم الناس ستجد طريقها للتنفيذ، إذ ان وزراء التعطيل موجودون في الحكومة للعمل على الحؤول دون تنفيذ اي من هذه المشاريع.