بعد نشر هذا الموضوع، أفادت وكالة الصحافة الفرنسية صباح اليوم الجمعة أن سيارة الشيخ مهدي كرّوبي تعرّضت لإطلاق نار ليلة الخميس في “قزوين” ولكن الشيخ كرّوبي لم يُصب بأذى. الصورة: الباسيج يهاجمون سيارة كرّوبي.
تتزايد التكهّنات في إيران بأن الحكومة ستعمد إلى تطبيق أحكام إعدام بحق عدد من المتظاهرين الذين تم اعتقالهم في الأسابيع الأخيرة من أجل إرهاب الشارع. ولكن حديث زوجة مهدي كرّوبي مع جريدة “لوموند” يشير إلى إمكانية أن تعمد السلطات إلى “اغتيال” الشخصيات التي تعتقد أنها تقف وراء الإضطرابات. والأرجح أن الشيخ مهدي كروبي سيكون الأول على قائمة الإغتيالات إذا ما قرّرت السلطات اللجوء إلى هذا الحل الحاسم. إن عدد الإعتداءات التي تعرّض لها الشيخ كروبي منذ شهر يونيو الماضي يؤشّر إلى مدى الحقد الذي يكنّه له الفريق الحاكم في طهران
“الشفاف”
*
في حديث مع جريدة “لوموند” الفرنسية بالهاتف من طهران، قالت فاطمة ، زوجة مهدي كروبي، أن “سياسة العناد لا معنى لها، ولكن الذين يمسكون السلطة في إيران اختاروا طريق القمع في ما يبدو. والحال، فلم يحدث في تاريخنا كله أن نجحت أساليب القمع بمواجهة شعب إيران الشجاع. وأعتقد أن هذه الأساليب لن تنجح هذه المرة أيضاً”.
وأضافت فاطمة كروبي، وهي ممرضة سابقة ورئيسة تحرير مجلة “إيران دوخت” النسائية التي أقفلتها السلطات بالقوة قبل أيام، أنها تشعر بالقلق على سلامة زوجها، وسلامتها هي شخصياً، وسلامة أبنائها.
وقالت: “في الوقت الحالي، لا توفّر لنا السلطات أية مساعدة أو أية حماية تُذكر. والواقع أنه خلال الأسبوعين الماضيين، فقد خلّ فريق الأمن المكلّف بحماية السيد كروبي بواجباته، بسبب الأوامر التي أُعطيت له”.
وأَضافت: “في حين بات الوضع أسوأ من قبل، فإن مستوى حماية السيد كروبي، ومستوى حماية منزل عائلتنا، قد تقلّص إلى مستوى منخفض جدا، وغير كافٍ. وهذا ما اضطرنا، نحن، لاتخاذ إجراءات لتأمين حمايتنا الذاتية”.
وردّاً على سؤال حول ما إذا كانت تقصد بكلامها أن عائلتها تعرّضت لتهديدات متزايدة، قالت فاطمة كروبي: “نعم، لقد حدثت، في مناسبات عدة، إعتداءات وتهديدات من جانب موظفي أمن يرتدون ملابس مدنية ولكنهم يحملون أسلحة. بل أن موظفي الأمن المذكورين كانوا يتمتعون بمساندة وحماية قوى الأمن. لقد تعرّضت سيارة السيد كروبي لتخريب متعمد”.
وأَضافت: ” إن ما دفعني للقلق وللتحرك كان التهديد الصريح الذي أطلقه ضدنا رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان (تقصد “علاء الدين بروجردي) وعدد من الشخصيات المتطرّفة في وسائل الإعلام. وكذلك الدعوة التي صدرت عن السلطات “إلى الشعب لكي يتحرك بنفسه، وبمبادرته الذاتية، ضد مسؤولي الحركة الخضراء”.
ماذا تعني هذه الدعوة؟
“تعني أن السلطة أعطت موافقتها على أن يقوم مرتزقة، نيابة عن “الشعب”، بإداء واجبهم والإعتداء علينا”.
هل تعتبر أن حياتها وحياة زوجها في خطر؟
تحيب فاطمة كروبي: “نعم، فنظراً لعدم توفّر حماية كافية، فإنني أشعر بالقلق على سلامتي، وسلامة زوجي، وحتى على سلامة أبنائي. فالشخصيات المتطرفة التي لا تؤمن سوى بالقمع تعتقد، خطأ، أنها ستنجح في القضاء على احتجاجات الشعب إذا ما قامت بتصفية السيد كروبي والسيد موسوي جسديا”.
وتضيف فاطمة كرّوبي: “أنا أعلن، بصورة قاطعة، أنه إذا ما وقع حادث خطير للسيد كروبي، فإن الحكومة ستكون هي المسؤولة. ولن يكون بوسع الحكومة أن تتبرّأ من مثل هذه الجريمة، إذا ما وقعت، بالتذرّع بالأجانب أو بجماعات أخرى”.
لكن، ماذا سيحدث إذا عمدت الحكومة إلى اعتقال زوجها ومعه مير حسين موسوي؟
تجيب: “إن الحركة الخضراء لشعب إيران ترفع مطالب منسجمة مع دستور الجمهورية الإسلامية. وقد طالب السيد كروبي في تصريحاته المتعددة بتطبيق كل أحكام الدستور الإيراني، وحذا حذوه السيد موسوي في البيان رقم 17 الصادر عنه، حينما طالب بأخذ عدد من مطالب الناس بعين الإعتبار إنسجاماً مع الدستور”.
وتضيف: “إن على من يرغب في الوصول إلى حلول للأزمة الراهنة أن يعترف بأن القانون سيّد وأنه ينطبق على الجميع بالتساوي. ينبغي وضع حد لأنواع السلوك غير الشرعي. وإلا، فإن الأزمة الراهنة ستتعمّق أكثر يوما بعد يوم. إن اعتقال السيدين كروبي وموسوي لن يكون مجحفاً فحسب، بل وسيصب الزيت على النار، ويؤجّج غضب المجتمع”.
ماذا سيكون مصير الحركة الخضراء في حال إعتقال كروبي وموسوي؟
تجيب: “في مثل تلك الحال، سيكون علينا أن نبذل كل جهد لكي يستمر الشعب في التظاهر سلمياً، ولكي لا يدفع الناس ضريبة فادحة لتظاهراتهم”.
وردّاً على سؤال حول رأيها في مواقف المدافعين عن حقوق الإنسان وعن الديمقراطية خارج إيران، فضّلت فاطمة كروبي أن تمتنع عن التعليق السياسي وقالت بتواضع: “لست في موقع يسمح لي بأن أقول للآخرين ما هو واجبهم.. أفضّل أن أردد ما قاله زوجي في عدة مناسبات: “لقد قمت بواجبي الديني، والقانوني، والوطني. وأنا لا أنتظر شيئاً من أحد”.