Merry Christmas قالها أنور البني المحامي والناشط الحقوقي السوري البارز بالإنكليزية، للناس الذين كانوا مجتمعين أمام محكمة الاستئناف السابعة بدمشق يوم الأربعاء 23/12/2009، مع ابتسامة عريضة كانت ترافق كلامه مع أولئك الذين حضروا للتضامن معه في الدعوى المقامة ضده الآن.
ميلاد مجيد، قالها أنور البني لزوجته راغدة، التي كانت واقفة مع الناس المجتمعين، التي استطاعت بعد جهد جهيد تقبيله، لأن الشرطة والحرس الذين كانوا يرافقون أنور لإدخاله إلى قاعة المحكمة كانوا أكثر من مرافقة رئيس الوزراء أو رئيس مجلس الشعب السوري. أما نحن فلم نستطع الاقتراب حتى للمصافحة، نحن أيضاً كنا نريد تقبيله أو ضمه قليلاً.
ميلاد مجيد، قالها أنور البني للدبلوماسيين الذين دأبوا الحضور إلى جلسات محاكمة نشطاء المجتمع المدني وحقوق الإنسان في سورية، إنهم أحياناً يكونون في قاعة المحكمة قبل أن يصل أي محام أو ناشط سوري، أو ربما قبل عائلات المعتقلين المقدمين للمحاكمة.
ميلاد مجيد، قالها أنور البني للمحامية والناشطة الحقوقية رزان زيتونة، اليمامة البرية، الشمس الساطعة في أيام الظلام الكثيرة في حياتنا. وقالها لدعد موسى وخليل معتوق وحبيب إبراهيم ووائل سواح وسهير الأتاسي.
ميلاد مجيد، قالها أنور البني لعنصري الأمن اللذان لا ينكفئان في المواظبة على حضور محاكمات الناشطين الحقوقيين والمعتقلين السياسيين، يسمعون ويرون وأحياناً يتكلمون، لكنهم ينقلون بصدق ما يجري في قاعات المحاكم وصالات العدالة وقصورها.
ميلاد مجيد، قالها أنور البني لكل محامي أو مراجع، كان قريباً منه في الطابق الأول من مبنى القصر العدلي بدمشق. ميلاد مجيد، قالها لجدران المحكمة وكراسيها وحتى الخزانات المليئة بالأضابير والدعاوي ومجلة المحامون، التي لا يقرأها المحامون على الإطلاق، بل يقوم بعض العجزة المراجعين بتحويلها إلى كراسي للجلوس عليها، بسبب ساعات الانتظار الطويلة في المحاكم السورية.
ميلاد مجيد، تمنى أن يقولها أنور البني لأبنائه، وهذا الميلاد الرابع الذي لا يكون أنور بقربهم، وسيبقى ميلادين آخرين بعيداً عنهم، الميلاد الذي بات يذكرهم بالحزن والأسى بدلاً من الفرحة والأمل والسعادة. إنهم يتمنون أن يقولوا لوالدهم ميلاد مجيد. لكن بعيداً عن جدران الزنزانة وأصفاد السجن، ميلاداً بالقرب من شجرة خضراء تتخللها ألوان وأضواء وربما هدايا.
ميلاد مجيد، سيقولها أنور لشقيقه أكرم في سجن عدرا، وسيقولها أيضاً لمشعل التمو، ورياض سيف، وعلي العبد الله، وفايز سارة، وحبيب صالح، ووليد البني، وباقي الأصدقاء المعتقلين. وسينقل بابا نويل تحياته الطيبة إلى الدكتورة فداء الحوراني المعتقلة في سجن دوما للنساء. سيقول لها بابا نويل ميلاد مجيد يا فداء. هذا إذا استطاع بابا نويل الدخول إلى السجن، كضيف طبعاً. إن لم يوقفه حراسه الكثر، ولم يطلق الحراس النار على الغزلان التي تجر عربته، أو حتى عليه، ولم تعق عربته جدران السجن العالية والمكبلة بأسلاك شائكة.
ميلاد مجيد، سيقولها أنور البني لعائلة نزار رستناوي، وباقي أسر الأهالي الذين يتوقون إلى معرفة خبر ولو صغير عن أبنائهم في سجن صيدنايا، إنهم ينتظرون أبناءهم ويشتاقون إليهم كثيراً. إنهم بحق نالوا ما يكفي من الحزن والأسى، آن الأوان لينعموا بالقليل من البهجة والفرح.
ميلاد مجيد، سيقولها أنور البني لمعن عاقل، ومصطفى إسماعيل، وخلف الجربوع، ويوسف ذيب الحمود، وهيثم المالح، ومهند الحسني، وبير رستم. ولن ينس قط أنور البني أن يقول ميلاداً مجيداً للصحفي السوري المعتقل لدى إسرائيل عطا فرحات، وسيتمنى لهم جميعاً، عاماً جديداً لا سجن فيه ولا زنازين.
ميلاد مجيد يا أنور البني، وعيداً سعيداً وعاماً جديداً ملؤه الفرح والسعادة لكل السوريين، ميلاد مجيد لكل من يتوق للحرية والعيش بكرامة وسلام في ظل هذا الوطن الكبير، الوطن الذي يتسع للجميع بكل تأكيد.
ميلاد مجيد يا أنور البني لك ولكل من حواليك من الأصدقاء والأصحاب، واعلموا أن هناك دائماً ميلاد جديد وبداية جديدة.
akkopress@gmail.com
* كاتب سوري