مروان طاهر – بيروت الشفاف- خاص
ما زالت تداعيات تسليم رجل الاعمال صلاح عز الدين نفسه للسلطات اللبنانية تثير قلق الجنوبيين الشيعة والخوف على مدخرات حياتهم وجنى العمر.
وجديد قضية عزالدين هو نقله عصر الجمعة الماضي من مقر توقيفة في سجن روميه الى مديرية المخابرات في الجيش اللبناني بناء لإشارة من النيابة العامة التمييزية، حيث سيخضع للتحقيق من قبل فرع التحقيق لجلاء عدد من القضايا المتعلقة بعمليات تحويل ونقل الأموال وتوظيفها في استثمارات في عدد من البلدان أبرزها الجزائر والصين والبرازيل والمغرب، لا سيما تحديد هوية الشركات والمضاربين والوسطاء الذين تعامل معهم في مجالات تجارة المعادن وغيرها. وهذا، إضافة إلى ان التحقيق الجاري بحركة الاستثمارات وتوظيف الأموال والودائع بعدما تبين من خلال التحقيقات الأولية أن الخسائر المالية الناجمة عن الاستثمارات، بحسب اعترافاته أمام القضاء اللبناني، هي اقل من قيمة الودائع المودعة لديه من المساهمين، وبالتالي لا بد من معرفة كيف تصرّف بالفائض من الأموال.
حزب الله الذي حاول قادته مرار الظهور بمظهر الجاهل وغير العارف بقضية عز الدين، مقلّلين من اهمية انعكاس توقيفه بشكل او بآخر على الحزب، بدأ العمل على لملمة التداعيات من خلال الوعود التي اطلقها قادة الحزب للجنوبيين الذين استظلوا عباءة الحزب وتوسّطوه لكي يقبل عز الدين ان يستثمر اموالهم حيث لا يعرفون اين وكيف.
وفي هذا السياق اشارت معلومات (يصعب التحقّق من صحّتها) في بيروت الى ان جريدة “الاخبار” قد تكون من ضحايا استثمارات عز الدين للمال الطاهر والنظيف، حيث تشير المعلومات الى ان التمويل المتبقي في صناديق الجريدة يكفي لخمسة الى سبعة اشهر كحد اقصى.
وفي موازاة ذلك، اشارت معلومات الى ان الحزب يبحث في دفاتره القديمة عن اموال كان استثمرها هنا وهناك من اجل لململة بعض السيولة لإسكات اكبر عدد ممكن من صغار دائني عز الدين. وهنالك أقاويل يصعب التحقّق من صحّتها مفادها ان الحزب طلب من وزير الاتصالات جبران باسيل تأمين مبلغ ثلاثين مليون دولار نقدا من الاستثمارات المشتركة مع باسيل وذلك خلال مهلة شهرين يعمل خلالها باسيل على تسييل املاك وعقارات خصوصا في مسقط رأسه في قضاء البترون حيث يُقال أن ثروة باسيل العقارية تورّمت فجأة. وتشير معلومات الى ان باسيل بدأ بعرض بعض العقارات للبيع ولكنه لم يوفق اقله حتى الآن.
وفي سياق متصل تشير المعلومات الى ان قضية عز الدين لم تأت من الفراغ ولا من استهتار وزير مال حزب الله باموال الدائنين بل هي تندرج في سياق حملة منظمة لتجفيف مصادر تمويل حزب الله خصوصا وان الحملة الدولية على الحزب بدأت في اميركا اللاتينية واوروبا للقضاء على كل ما من شأنه إفادة حزب الله ماليا من شبكات إتجار بالاسلحة والمخدرات وصولا الى شبكات تبييض الاموال.
وتلعب دولة الامارات العربية المتحدة الدور الرئيسي في مكافحة مصدر تمويل حزب الله حيث اقدمت على طرد ما يقرب من 48 عائلة شيعية لبنانية كانت تعمل على ارسال اموال لحزب الله من دون ان يثير هذا الامر ضجة في بيروت ولا في الامارات. إضافة الى توقيف السلطات الاماراتية مبلغاً بقدر بمليار ونصف المليار دولار عدا ونقدا كانت متوجهة الى صناديق حزب الله في لبنان.
السفينة الروسية المخطوفة: هل كانت محجوزة في دولة الإمارات؟
وفي سياق متصل، كشفت معلومات ان الباخرة الروسية التي اختفت ومن ثم عادت لتظهر وكانت محملة بصواريخ “أس 300” متجهة الى ايران كانت محجوزة في الامارات العربية المتحدة حيث تمت تسوية وضعها بالتعاون مع السلطات الروسية التي استعادت الصواريخ وفتحت تحقيقا في كيفية وصول هذه الصواريخ الى الباخرة.