بيروت- “الشفّاف
أربع سنوات مرت على الانتخابات النيابية الأولى للبنان من دون وصاية سورية، وما مرّ خلال الأحد المنصرم كان الانتخابات الثانية للمرحلة الجديدة أو الاستقلال الثاني. صورة جديدة لمجلس تغيّر فيه عدد من النواب الذين مروا لمرة واحدة وتركوا المجال لغيرهم.
اللافت في انتخابات هذا العام، وصول مجموعة كبيرة من الشبان إلى المجلس النيابي، لتكون مشاركة في اتخاذ القرارات التشريعية والسياسية الهامة، مجموعة شابة لم تكن موجودة داخل المجلس النيابي الذي ينتهي عهده بعد حوالى العشرة أيام على الأكثر، ولكنها ساهمت كما غيرها من الشباب اللبناني في وصول أعضاء المجلس المتوقف لقيام مجلس جديد بعد ايام قليلة.
في العام 2005 وأثناء انتفاضة الاستقلال التي صنع يومياتها وقاد أرضها الشباب من أعمار متباعدة، ارتفعت أصوات داخل منظمات المجتمع المدني تدعو لإشراك هؤلاء الشباب في الحياة السياسية، عبر تمثيلهم في المجلس النيابي، أو حتى من خلال تخفيض سن الاقتراع إلى 18 عاماً في سبيل اعطاء الحق لمن ناضلوا طويلاً عبر الأحزاب السيادية أو عبر ثورة الأرز، أو حتى من ناضلوا في المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، ووقفوا يوم خروج الوصاية السورية ليقولوا “وداعاً سورياً”.
نجح قلة من شباب العمل السياسي والحزبي في الدخول إلى المجلس النيابي والحياة السياسية في ذلك العام الذي شهد اغتيال الشهيد رفيق الحريري والصحافي سمير قصير وجبران تويني وغيرهم من شهداء ثورة الأرز. وكان من الواصلين الشبان إلى الندوة البرلمانية في ذلك العام وائل أبو فاعور القائد الشبابي في الحزب التقدمي الاشتراكي، وهادي حبيش عن تيار المستقبل وكذلك حسن فضل الله ونوار الساحلي وحسن يعقوب عن حزب الله.
الحضور الشبابي هذا العام في المجلس النيابي أكبر بكثير من الدورات النيابية الماضية، فحضرت نايلة تويني وكذلك عقاب صقر وآلان عون وشانت جنجنيان وزياد القادري وروبير فاضل وسامر سعادة وسامي الجميل ونديم الجميل، إضافة إلى أصحاب العمر الأكبر قليلاً مثل مسؤول العلاقات الخارجية السابق في حزب الله نواف الموسوي وسيمون أبي رميا المسؤول العوني.
هؤلاء يمثلون فعلياً عمر شباب يعيشون في لبنان، ويعرفون مشاكلهم ومطالبهم، وهم ناضلوا إلى جانبهم في الكثير من المفاصل الأساسية وهم يسهرون معهم في المرابع الليلية، أو يصلون معهم في المساجد، ويحيون في هذه الدولة التي لاتُرى على الخريطة، ونظرياً سيكون عليهم دوراً كبيراً في المرحلة المقبلة من خلال عملهم في المجلس النيابي.
هذا في النظرية، أما في التطبيق، فدور الشباب اللبناني الذي عمل كثيراً وفلح الأرض لأجل التغيير والبرامج السياسية التي تحملها أحزابه وقواه الدينية، فهو دور هامشي خلال أوقات السلم والراحة وغياب التظاهرات، وكذلك حين ينزاح السلاح جانباً. ووصول شبان إلى المجلس النيابي هو “فلتة شوط” كما يقال في ميدان سباق الخيل في وسط بيروت للأحصنة التي تربح السباق مع انه لم يكن بالحسبان نجاحها.
هؤلاء النواب استطاعوا المرور هذه المرة فصار بعض التجديد في النخب السياسية، ولكن لا شيء يؤكد ان التجديد بشبان صغار في العمر سيستمر في الدورات القادمة، كمثل أن لا شيء يؤكد إعادة وزير جاد وناجح مثل زياد بارود اثبت دوراً كبيراً خلال عام من الضغوط الضخمة إلى مجلس الوزراء في الحكومة القادمة.
في المجلس النيابي القادم يحتاج الشبان الجدد مع غيرهم إلى التوحد تحت عدد من العناوين، في سبيل تغيير على مستوى السياسات المتعلقة بحياة اللبنانيين وتطوير آليات دفع الشبان للعودة إلى لبنان وتشجيع الاستثمارات التي تزيد من فرص العمل وتوقف الهجرة الكثيفة. وكذلك رفع مستوى الخطاب السياسي الذي انخفض في المرحلة الأخيرة إلى مستوى جنوني يدفع ثمنه اللبنانيين من أعصابهم.
الشبان في المجلس النيابي لديهم الكثير من المطالب التي وضعها الناخبون في صناديقهم، وعليهم أيضاً الاهتمام للكثير من الملفات الشائكة من بيئة واقتصاد واجتماع وسياسة، وتطوير الجامعة اللبنانية ورفع مستوى التعليم الرسمي والدفع بهدوء نحو علمنة البلد. هم صوت الأمة الجديد، ولا تنقصهم معرفة أو ثقافة أو حتى أصوات عالية تخرق الأذان الصماء التي ترفض التغيير الذي يطوّر لا التغيير الذي يفتح باب جهنم كل 15 عاماً.
oharkous@gmail.com
شبان في البرلمان اللبناني للمرة الأولى ماذا يستطيعون أن يعطوا؟
الشباب الذين ذكرت هم ورثة من سبقوهم في السياسة .. وهم في البرلمان لأنهم ورثة لكراسي من سبقوهم لا لتغيير حقيقي منطلق من هموم جيل جديد ضائع
روقنا يا استاذ!!
شبان في البرلمان اللبناني للمرة الأولى ماذا يستطيعون أن يعطوا؟ من الاسباب الرئيسيةالتي تعيق زيادة الوعي السياسي لدى شعبنا السوري الصابر وممارسةحقه الطبيعي في التجربة الديمقراطية المنتشرة في كل انحاء العالم والتي انتقلت حديثا لتعم وتشمل وطننا العربي الحبيب ولبنان الشقيق خيرمثال على ذلك وبالتالي نجاح ثورة فريق 14 اذار بالامس في الانتخابات اللبنانية هو نجاح وعون وامل كبير لاشقاءهم السوريين باذن الله *و الاسباب الرئيسية التي تمنع تقدم البلاد والعباد هي: 1- استمرارية الحكم اللاستبدادي وفرض حالة الطوارئ منذ عام63 2-استعمال جميع اساليب القمع والظلم والاضطهادلترويع الشعب 3- اعتقال الالاف من احرار سورية واصحاب الراي لترهيب الناس 4-اعدام المعارضين… قراءة المزيد ..