Frankly my dear I don’t give a damn »هذه العبارة الاشهر في تاريخ السينما الاميركية، قالها كلارك غيبل لفيفيان ليْ، منذ عقود في الفيلم الرائع «ذهب مع الريح» وهي تعني: «بصراحة يا عزيزتي ما عدت اكترث». وقصة هذه العبارة التي اصبحت اشهر العبارات في التاريخ هي ان البطل في الفيلم امضى عمره يلاحق محبوبته ويغريها بالحب تارة، وبالعقل تارة وبالمال تارة، وبالقصور والرحلات تارة اخرى، وهي تتمنع وتتدلل عليه. قضى عمره يحاول ان يسترضيها ويجذبها نحوه لكنها ظلت تمانع وترفضه بقسوة وعنف. الى ان كبر وشاب وتعب.. أتته طالبة وده.. فاستغرب ان تلين بعد هذا العمر، لكنه كان قد يئس ومل وتعب من طول انتظاره، فما كان منه الا ان قال لها عبارته المشهورة: «بصراحة يا عزيزتي ما عدت أكترث».
ما يجري اليوم على الساحة السياسية الكويتية ادى الى حالة اليأس لدى الكثير من ابناء الكويت، وعزوف الكثير من العناصر الوطنية عن المشاركة في البرلمان المقبل، وفقدان الثقة لدى المواطن في اي امل في اصلاح او تنمية او تقدم. لقد بحت أصوات الناس وهم يسترضون نوابهم ويطالبونهم بتهدئة الامور والنظر الى مصلحة الوطن والمواطن، لكن بعض النواب ظلوا بتمنعهم ورفضهم يمارسون التسويف وشحن الاجواء والتشكيك والتهديد والتجريح واثارة الفتن، الى ان حل المجلس ووصلنا الى ما نحن فيه. وعندما عاد مرشحو المجلس لينادوا على ناخبيهم لكسب اصواتهم، وجدوا ان الناخبين قد يئسوا منهم وفقدوا كل امل بهم، واصبح لسان حالهم يقول: «بس شبعنا»، «ملينا»، «ماكو فايدة»، «بصراحة ما عدنا نكترث».. او كما قال صاحبنا الاميركي: «Frankly my dear I don’t give a damn».
محزنة هذه النهاية التي وصلنا إليها، ومؤسفة حال الشعب الكويتي هذه الايام، فأينما نظرنا في الكويت نشعر بيأس المواطنين واحباطهم من التردي المخيف في العملية السياسية، وتوقف عجلة التنمية وحالة الشلل التام التي اصابت كل قطاعات الدولة. لكن وان يئسنا من بعض النواب.. لا يأس من الكويت. يجب ان نقاوم احباطنا وعلينا ان نعيد المحاولة. فلتتكاتف الجهود لايصال الاصلح والافضل الى قاعة عبد الله السالم.. الافضل للكويت وليس لمصالحنا ولا لعائلاتنا ولا لمذاهبنا ولا لأصولنا ولا لفروعنا. فليكن صوتنا للوطن.. والوطن فقط. وليكن شعارنا.. «نعم نكترث».
dalaa@fasttelco.com
* كاتبة كويتية
القبس