أعجبني موقف الرئيس اليمني علي عبدالله صالح عندما انسحب من الجلستين المغلقة والختامية للقمة العربية الحادية والعشرين في الدوحة احتجاجاً على عدم إتاحة الفرصة لقراءة الرؤية اليمنية حول تفعيل العمل العربي المشترك وإقامة اتحاد الدول العربية. وهي رؤية سبق للبرلمان العربي أن أقر رفعها إلى القمة لوضعها على جدول أعمال القمة، غير أنها لم تدرج، وبذلك «جنت على نفسها براقش»، وانسحب الرئيس، وعلى أمل أن يتحملوا تبعات انكشافهم، وانحسار رداء الحكمة عنهم، وتخبطهم في مهب مخالب النقمة.
وكأن الحكمة تأتي لمن لا يطلبها. وذلك هو شأن الرئيس صالح الذي انسحب في الوقت المناسب ليستعيد أنفاسه ونفسه ويرتاح، ويوفر جهده ووقته لوطنه الصغير، غير نادم على جهوده التي أهدرت في سبيل إصلاح أحوال أمة أسيرة لزعامات تكرست كوصفة للنكبة، النكسة، والكارثة، ولم يعد بمقدورها الالتفات لأية بارقة خلاص أو التقاط وصفة الخلاص الناجعة المقدمة من كف يمنية مبسوطة وسخية.
ثم إن الانسحاب جاء في وقته المناسب. والشاطر هو من ينأى بنفسه عن هوجة الزحام بين أسماء وعناصر الفلكلور السياسي العربي، التي جنحت إلى الابتذال المقرف، لأن عملية تسكينها في المتحف أو توطينها في محمية الكائنات النادرة والاحافير، قد تأخرت كثيراً. ولأن تسكينها تحت مسمى «القمة» أفضى إلى تكريسها كفضيحة فضائية مدوية أصبحت تستدعي تدخل علماء ومؤسسات الفلكلور والانثروبولوجيا لضبط هؤلاء: القمة.
ولمن لا يعلم فإن الجهد المبذول لصياغة «الرؤية اليمنية» يستحق الزعل والحنق ومقاطعة القمة ومؤتمراتها القادمة.
وبمناسبة الخطوة الشجاعة التي قام بها فخامة الرئيس تمنيت لو كنت من المستشارين أو من الطباخين الصغار للسياسات والمبادرات والقرارات المصيرية في رئاسة الجمهورية لأنصح بتدبيج إعلان يمني (تاريخي) بسحب كافة المبادرات اليمنية الخاصة بمعالجة أوضاع الأمتين العربية والإسلامية، والنظام الدولي، والمبادرات الخاصة بوضع حد للحروب الأهلية الدموية المدمرة الدائرة بين الفرقاء في الصومال أو فلسطين أو العراق أو السودان أو لبنان.
إن كل هؤلاء لا يستحقون مبادراتنا وأهل البلاد أولى بجهد الرئيس ووقته النفيس!
وتمنيت أن يتخذ الرئيس قراراً بغلق مطبخ المبادرات الإقليمية والعربية والإسلامية والكونية، وإعادة تأهيل عناصره لكي تتمكن من الحركة في ملعب صغير مداره اليمن الزاخرة بالنقاط الملتهبة والمتفجرة والمنذرة بحطام عظيم.
وكما يقال فقد «حصل خير». ولا يساورني الشك أن ظهور أصحاب المبادرات الكبيرة لن تنكسر اذا ما خضعوا لتمرينات اللياقة وتأهلوا للنظر إلى مكمن الشيطان في التفاصيل الصغيرة وتوزعوا إلى فريق يشتغل على ملف الحرب في صعدة، وفريق على القضية الجنوبية، وفريق على المسألة الاقتصادية بأفق تأمين عدم انقطاع الرواتب عن الموظفين بعد أشهر، و… الخ.
والحكاية اني تأسفت كثيراً عندما تصفحت موجز الرؤية اليمنية التي تضمنت تصوراً بتأسيس اتحاد الدول العربية، وتصوراً بتصحيح الاختلالات العربية ومشروع البناء السياسي الرشيد، ومشروع دستور من 35 مادة، وإستراتيجية اقتصادية اجتماعية دفاعية وأمنية شاملة، وهياكل وأطر تنظيمية تشريعية، وكثيراً من الوثائق والبنود والمفردات التي لم يلتفت لها زعماء القمة حتى من باب الفضول.
آه لو كانوا التفتوا لــ«الرؤية اليمنية»! لأصابهم الذهول وتعجبوا من قدراتنا على صياغة الرؤى والمبادرات والحلول الإستراتيجية، وتفطنوا إلى السر في تخلع باب النجار.
mansoorhael@yahoo.com
• صنعاء
(الصورة: الرئيس علي عبدالله صالح يقدّم كتابا بعنوان “الثورة العربية” للرئيس الفنزويلي تشافيز)
باب النجار…!!
بالمناسبة هل ما زال الشاويش علي عبد الله صالح شاويشا على رأي السادات أم انه ترفع إلى شيخ غفر ؟
اللعنة ما زال هؤلاء المستحاثات والماموثيون يفرّخون زرافات وافيالا
باب النجار…!!
شكرا على الموضوع الساخر ولا تهتم كثيرا على باب النجار اليمني فمثله مثل بقية ابواب النجارين العرب ويا قلبي لا تحزن.
باب النجار…!!
هل تصدقوني؟عندما خرج فخامته مغاضبا ظننت أن المولد سينفض.